لا شك أننا لاحظنا في الآونة الأخيرة، وتزامنا مع اقتراب مباريات الأساتذة أطر الأكاديميات، أو توظيف أطر الأكاديميات للدعم الإداري والتربوي والاجتماعي، ومباراة ولوج سلك مفتشي التعليم، فضلا عن امتحانات الكفاءة المهنية، لاحظنا إعلانات لا حصر لها، لتكوينات عن بعد وأخرى حضورية "ملتزمة بتدابير التباعد الاجتماعي"، للتحضير لمختلف هذه المحطات الهامة، التي تشكل لا محالة خطوة هامة في حياة الكثيرين من أبناء شبابنا الطموح، فضلا عن كونها محطات مهمة جدا في سيرورة إصلاح النظام التعليمي ككل.
وبغض النظر عن كمية الإعلانات المسوقة لهذه التكوينات، ومن يقف وراءها من أطر قد لا تكون في مستوى الكفاءة المطلوبة، يبقى سؤال الجودة قائما وبقوة.. فحينما تلج صفحة إحدى المدارس المُعلنة عن هذه التكوينات، ستجد لا محالة إعلانات أخرى عن تكوينات في مجالات بعيدة كل البعد عن المدرسة المغربية، كالتجميل والمكياج والطبخ والحجامة الطبية، وربما حتى الرقية الشرعية!
ومن بين الأمور المضحكة المبكية في هذه الإعلانات اليتيمة لتكوينات يفترض أن تؤطر أساتذة المستقبل، وحاملي رسالة التربية، كونها مملوءة بأخطاء إملائية وصرفية، قد يتورع عن كتابتها متعلمو المستويات الابتدائية أحيانا!
فالحذر كل الحذر، ممن يجعل من التربية والتكوين، وآمال فئة عريضة من المعطلين في كسب منصب شغل في قطاع هو أقرب للنبوة في رسالته، سوقا خصبة ومرتعا لجمع أموال دون وجه حق، باسم تكوينات قد لا تقدم من مختصين في المجال. والشكر والتقدير والعرفان، لكل من يقدم تكوينات ونصائح وتوجيهات مجانية وواقعية، من شرفاء وشريفات الميدان، مفتشين ومفتشاتـ أساتذة وأستاذات.