تفاصيل حصرية على لسان والدة تلميذة قضت 17 ساعة في مرحاض المدرسة
عنوان
كغيره من عشرات بل مئات العناوين، التي تسعى جاهدة لتشويه صورة المدرسة
العمومية، والتي تطغى على المتابعات في مواقع التواصل الاجتماعي، وقنوات
اليوتيوب للصحافة الرخيصة المسترزقة من المشاهدات التي ترصد كل فضيحة
ومصيبة.
انتشرت مؤخرا، وستنتشر بشكل أكبر قريبا، أخبار عن قضاء فتاة
لليلة كاملة داخل مراحيض إحدى الثانويات الإعدادية بمدينة طنجة، وكفريق
للصفحة، استغربنا الأمر، وقررنا بكل مهنية أن نستمع للفيديو المنتشر لأم
التلميذة، وأن نتحرى بطرقنا من الأمر، فقمنا بتدوين الملاحظات التالية:
1)
يوم الخميس 14 يناير، زارت الأم المؤسسة اعتبارا من الثالثة والنصف مساء،
للبحث عن ابنتها، وأكد لها الحارس العام غيابها، غير أن الأم وجدت محفظتها
داخل المؤسسة... فكيف يا ترى علمت الأم بغياب ابنتها في هذا التوقيت الذي
يسبق كثيرا موعد خروج المتعلمين من المؤسسات التعليمية؟
2) عادت
الأم بعد أن تحدث إليها الحارس بكلام غير لائق حسب ادعائها، إلى البحث
بالمؤسسة في الرابعة والنصف والخامسة والنصف، ثم أخيرا في السادسة والنصف
دون جدوى، فهل يعقل أن يتم قفل المراحيض انطلاقا من الثالثة والنصف، في حين
لا تزال المؤسسة تحتضن المتعليمن حتى حدود السادسة والنصف مساء؟
3)
في حالة افترضنا إقفال المؤسسة للمراحيض في الثالثة والنصف عصرا، ألم
ينتبه أي متعلم أو متعلمة لوجود تلميذة محاصرة داخل المراحيض طوال إلى غاية
توقيت الخروج؟
4) كيف علم عضو جمعية الآباء بالواقعة، وأخرج التلميذة صباحا لأمها؟
5) هل فعلا يمكن أن ترفض الشرطة رفع دعوى قضائية ضد مؤسسة تعليمية؟ أو على الأقل ضد مسؤول في المؤسسة؟
6) كيف يعقل أن نصدق ما ادعته الأم حول طريقة كلام مدير المؤسسة في حقها، خاصة بعد علمه بكونها سيدة مطلقة؟
7) كيف يعقل أن نصدق ادعاء الأم باصطحاب ابنتها إلى الحمام، في ظل إقفال الحمامات كإجراء احترازي ضد تفشي وباء كورونا؟
8)
بعد المراحيض عن باقي مرافق المؤسسة لا أساس له من الصحة، حيث ان المؤسسة
تقع في وعاء عقاري ضيق، يضم ثلاث مؤسسات تعليمية (ابتدائية، ثانوية
إعدادية، وثانوية تأهيلية)، بالكاد تقتسم هذه المساحة، بل وتقوم باستعارة
القاعات فيما بينها حسب الخريطة التربوية لكل سنة دراسية.
9) إذا
كانت التلميذة فعلا صرخت، واستغاثت وطرقت الباب بعد قفله عليها، فكيف يعقل
أن لا ينتبه له أي تلميذ على الأقل، خاصة في الفترة بين الثالثة والنصف
والسادسة والنصف؟
10) سؤال الحارس العام للبنت "كي درتي بتي فالطواليط؟" نابع أساسا من استغرابه من رواية صعبة بل مستحيلة التصديق.
تساؤلات
وأخرى، تزكي فرضية المؤامرة على المدرسة العمومية وأطرها، إذ لا يعقل
بتاتا قفل المراحيض أثناء وجود التلاميذ، وتجد هذه الإشاعات المغرضة
ضالتها، في إعلام استرزاقي، كل هدفه البحث عن نقرات وإعجابات ومشاهدات
لتفاهاته، ضاربا عرض الحائط مبادئ المهنية، والتحقيق الصحفي الجاد المنبني
على الاستماع لجميع الأطراف المتدخلة، بل والاستناد على وثائق رسمية يمكن
الرجوع إليها عند الحاجة.
تقارير مثل هذه لا يجب أن نصدقها.لا يجب أن
نعطيها أهمية لا تستحقها بالضرورة، لأنها بكل بساطة، تخدم أجندات خبيثة،
تصور بشكل خطير، أساتذة شرفاء كادوا أن يكونوا رسلا، أعطوا ويعطون الكثير
لأبناء هذا الوطن الحبيب..
بل أصبحنا مادة دسمة لخلق المواضيع التافهة قصد
الترويج الإعلامي بهدف الابتزاز.. أو بالأحرى عندما لا تجد الصحافة مواد ما تثير به إعجاب متابعيها يمكن أن تتوقع كل شئ.