زملائي، أنتم تستقبلون عاما جديدا من التدريس، والبعض قد عانى فيما مضى من الظلم والتهميش
واللامبالاة لصوته.
لذا أقدم لكم هذه النصيحة وهي خلاصة تجربتي الطويلة مع أشعث وأغبر وأندل وجوه
قد تصادفونها بمسيرتكم التعليمية والتي تسببت لي حينها في خطر فقدان المنصب وتسببت
لي في انتكاسات صحية لازلت ضحية لها لحد الآن:
إحرص على كتم ما تراه وتسمعه؛
إحفظ الميم تحفظك؛
لا تثق فيمن يدعي سماع شكواك قصد مساعدتك؛
لا تسترسل الكلام بقاعة الأساتذة لأن هناك أبواقا تضحك وتجاريك لتشتري وتبيع
الأخبار ممن ترجو منهم حصانة؛
لا تتعامل مع إدارتك إلا للضرورة القصوى؛
لا تقبل وترفض أي عرض بمؤسستك إلا بعد تفكير عميق؛
إحذر أن تحكي أسرارك وأسرار عائلتك أمام زملائك، فقد تكون نقطة ضعفك أمامهم بل
وأمام تلاميذك بحكم أن أغلبهم لديهم أبناء بالمؤسسة؛
لا تشكو أمرا دون المرور بمديرك حتى ولو كانت الشكوى ضده؛
اطلب من حين لآخر الاطلاع على ملفك الإداري قصد تفادي ضياع أو إضاعة وثائقك
طيلة مسيرتك؛
لا تحدث الزميل عن المدير، ولا المراقب عن الناظر، ولا الناظر عن المستشار ولا
حتى المدير عن زملائك، فلكل عزيز عزيز، وبالعمل كل ذي مصلحة هو بائعك.
إضطلع بالقوانين وراجع التشريع مع كتابة ما يهمك من حقوق وواجبات بدفتر صغير
ترجع إليه في حال حدثت لك مشكلة.
إسمع جيدا قبل الرد خاصة مع مفتشك وإن تمالكك الغضب ولم تقتنع اكتمه وقل له
منكم نستفيد، وقيد ملاحظة بدفتر تكوينك، لتبحث عنها وتلقى الإجابات المقنعة واغتنم
فرصة الندوات لمناقشة ذلك بعد أن تكون قد حضرت نفسك معرفيا وقانونيا.
لا تحدث إلا بوثيقة ولا تثق إلا بوثيقة، وإن كانت نسخا أطلب الأصل لأنه من حقك
دوما.