كليات العلوم
والتقنيات هي مؤسسات جامعية ذات الاستقطاب المحدود تتواجد بعدة مدن مغربية عادة
يتم الولوج اليها بعد البكالوريا عبر انتقاء يتم حسب معايير محددة، تعتمد هذه
الكليات نظام إجازة، ماستر، دكتوراه. كما تتوفر على أسلاك للمهندسين.
كليات العلوم
والتقنيات لم تعتمد خلال هذا الموسم الجامعي سلك الباكالوريس كما هو الشأن بالنسبة
للكليات العادية .
تمر الدراسة في
هذا التكوين من مراحل، أولها سنتين تحضيرتين تدرس بها مكتسبات علمية صلبة تختتم
بالحصول على دبلوم الدراسات الجامعية في العلوم والتقنيات الذي يعرف اختصارا ب DEUST.
يسمح هذا
الدبلوم بشق مسارين سوى متابعة الدراسة في أحد اسلاك الإجازة المتاحة في إحدى
الكليات. ويتم ترتيب الرغبات الخاصة بالتخصصات حسب النقط المحصل عليها في السنتين
التحضيريتين، أما بالنسبة للحاصلين على نقط جيدة يمكنهم الترشح لاجتياز مباريات
المدارس العليا للمهندسين أو الترشح أيضا لأسلاك الهندسة في نفس هذه الكليات علما
أن المقاعد تكون جد محدودة مقارنة بالعدد الضخم الذي تستقطبه كل سنة هذه المؤسسات
الجامعية. أما من لم يحالفهم الحظ فيمكنهم متابعة الدراسة في أسلاك الإجازة ومن تم
الترشح لمباريات سلك الماستر.
إذا أردنا
الحديث عن الآفاق المهنية، فتبدو أنها جد محدودة من خلال دبلوم الدراسات الجامعية
اذا استثنينا مباريات سلك الشرطة، نفس الشيء بالنسبة لأسلاك الإجازة التي في
الغالب تكون غير كافية للحصول على وظيفة في سوق الشغل سوى اجتياز مباريات التعليم.
أما فيما يخص سلك الماستر فلا تتوفر معطيات كافية من أجل الحكم حول مدى وزن هذا
الدبلوم في سوق الشغل المغربية.
من خلال ما سبق
يمكن نتساءل حول الفرق بين كليات العلوم والتقنيات وبين كليات العلوم؟ البعض سيقول
بأن ظروف الدراسة تكون مواتية ومريحة أكثر، لكن من خلال آراء بعض الطلبة يتضح بأن
النظام في كليات العلوم والتقنيات جد صارم ولا يتوفر على أي مرونة، والتي من شأنها
أن تساهم في التحصيل الجامعي للطلبة بل أكثر من ذلك اصبح العديد منهم يفضل الولوج
إلى كليات العلوم ذات الولوج المفتوح بسبب نظامها الأكثر ليونة ومرونة. كما أن
كليات العلوم والتقنيات تتميز بتداخل كبير في التخصصات والذي من شأنه يجعل الطالب
ملم بجميع المجالات لكنه غير ملم بشكل كبير بأي منهم إلى غاية السنة الثالثة، فعلى
سبيل المثال في شعبة MIPC
يجد الطالب الجامعي نفسه مطالبا في السنتين التحضيريتين من التمكن من مجموعة من
المعارف في كل من الرياضيات، الاعلاميات، الفيزياء والكيمياء على أن يتخصص في
واحدة منهم في السنة الثالثة، وهذا في حد اعتقادي لن يكون كافيا لهذا الطالب لأن
يكون متمكنا حق التمكن من ذلك المجال عكس ما يتم في كليات العلوم حيث أن الطالب
يختار تخصصه منذ الوهلة الأولى.
هذا لا يعني بأن
النظام المتبع في كليات العلوم نظام ناجع، وإلا لما كانت الوزارة المعنية قد قررت
استبداله بنظام البكالوريوس، والذي هو بمثابة اجازة مهنية في تخصص معين في مجال من
إحدى المجالات، والهدف من هذا هو تعميق التخصص.
بالعودة إلى
كليات العلوم والتقنيات وفي ظل غياب المعطيات الرسمية، لكن من خلال نظرة سطحية قد
يبدو بأن نسبة جد كبيرة ممن يلجون هذه الكليات يغادرون بدون أية شهادة جامعية.
وحتى إذا نالوا هذه الشهادة فتكون بميزة ضعيفة نظرا للأسباب السالفة الذكر، وإذا أردنا
تقييم مدى إسهام هذه الكليات في سوق الشغل فلن يكون بالشكل اللازم أو بالشكل الذي
يضاهي المصاريف التي يتم صرفها على هذه الكليات.
بالمختصر المفيد
يمكن القول بأن قطاع التعليم العالي يعرف الكثير من الاختلالات والارتجالية، فما
حاجتنا لمؤسسات جامعية دورها هو استنزاف طاقات الطلبة وتلقينهم معارف ومكتسبات لن
تسهم بأي شكل من الأشكال في انخراطهم في سوق الشغل، في الوقت الذي يمكننا دمج هذه
الكليات مع كليات العلوم أيضا لكن من خلال تجويد التعليم والبحث العلمي في هذه
المؤسسات من خلال دمج الميزانيات، وخلق تنوع كبير في التخصصات والذي من شأنه أن
يفتح آفاقا متعددة بالنسبة للطلبة.
تبقى هذه مجرد
اقتراحات هنالك من سيتفق معها وهنالك من سيرفضها، لكن الإشكال هو من سيستمع لها
ومن سيسعى لإيجاد طرق جديدة من أجل النهوض بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي في
المغرب الذي يعاني سنة بعد الأخرى من التدهور والتراجع.