في الوقت الذي تتسابق فيه العديد
من جمعيات الآباء من مختلف ربوع المملكة إلى إعفاء الآباء من آداء واجبات الانخراط
في الجمعيات، وتسارع أخرى إلى التبرع لفائدة التلميذات والتلاميذ بمستلزمات الدخول
المدرسي مراعاة لأوضاع آبائهم المتأزمة جراء وباء كوفيد، نجد المكتب المسير لجمعية
أمهات وآباء وأولياء تلاميذ إعدادية السعادة بمراكش يتفنن في استهداف جيوب الآباء،
فبعد الزيادة في قيمة الانخراط، وفرض إجبارية آدائه التي دشن بها الموسم الدراسي
الحالي، ها هو الآن يصدر فكرة عبقرية تتمثل في اقتناء آلة للنسخ (فوطوكوبي) تستنزف
جيوب الآباء. فجميع ما كان يستفيد منه المتعلم مجانا أصبح الآن مجبرا على تأدية
ثمنه مضاعفا، بدءا بمطبوع الالتزام الذي صار يباع بنصف درهم، وانتهاء باستعمال
الزمن المطبوع في نصف ورقة ويباع بنصف درهم. الأمر الذي حير الآباء وجعلهم
يتساءلون: من المستفيد من كل هذه الأرباح؟ وما مصير انخراطاتهم التي تقدر
بالملايين سنويا في ظل التعتيم الذي يفرضه المكتب المسير على هذه المبالغ
المستخلصة، ويرفض لأزيد من ثماني سنوات فتح حساب بنكي يتيح إمكانية التدقيق في
مالية الجمعية ومعرفة مداخيلها ومصاريفها.
يبدو إذن، أن معاناة الآباء
مع المكتب المسير للجمعية لن تنتهي أبدا، خاصة مع اجتهاد أعضاء المكتب في توجيه
أهداف الجمعية وأنشطتها لتحقيق الربح المادي بدل الانكباب على الإسهام في تحسين
ظروف تعلم التلميذات والتلاميذ.