قال ثيرنو محمدو ديالو، أستاذ باحث في العلاقات الدولية بجامعة “لانسانا كونتي العامة” بالعاصمة الغينية كوناكري، إنه “في ظل المشهد الاجتماعي والسياسي المعقد في غينيا، يعد التعليم العالي انعكاسا لهذه التحديات التي تواجه البلاد ومصدرا للأمل في إيجاد حلول لها، ووسط أصداء الهيمنة العسكرية وحالة عدم اليقين يبرز بصيص من الأمل من أمثلة دول مجاورة، على رأسها المغرب، إضافة إلى كل من السنغال ورواندا، التي توفر لبلادنا مثالا لمخطط أساسي لتشكيل طريقها إلى الأمام”.
وأضاف الأكاديمي عينه، في مقال له بجريدة “غينيا 28” بعنوان “تشكيل مستقبل غينيا: دروس الأخلاق من التعليم العالي في المغرب ورواندا والسنغال”، أن “التعليم العالي يكتسب أهمية كبيرة، ذلك أن الأروقة الأكاديمية ليست مجرد خزانات للمعرفة، وإنما بوتقات محتملة للنهضة المجتمعية”، مشيرا إلى أن “الحرية الأكاديمية تمنح للباحثين للاستكشاف والتحدي والابتكار، وهو ما يعد أمرا ضروريا لتقدم أي مجتمع”.
وفي حديثه عن التجربة المغربية، قال كاتب المقال إن “غينيا ترسل أبناءها منذ فترة طويلة لمتابعة دراساتهم العليا في المملكة المغربية، إذ لا يسلط هذا التبادل الضوء على أهمية الحصول على التعليم الجيد فحسب، وإنما على إمكانية التعاون لتعزيز المعرفة، ذلك أن التزام المغرب بالتميز في مجال التعليم العالي وتعزيز جاذبيتيه كوجهة للباحثين الطموحين، يؤكد أهمية إقامة شراكات عابرة للحدود مع هذا البلد”.
ولفت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “لانسانا كونتي” إلى أن “التنوير الأخلاقي في مجال التعليم له تأثيرات متتالية، إذ إن المجتمع الواعي أخلاقيا يوفر أرضا خصبة للتنمية الاقتصادية والنمو الشامل الذي تطمح غينيا إلى تحقيقه”، مشددا على أنه “بينما ترسم غينيا مسارها نحو المستقل، فإنه يتعين عليها النظر إلى نماذج كل من المغرب والسنغال ورواندا باعتبارهم نماذج تدعو إلى التحول وتدمج الحرية الأكاديمية مع المسؤولية الأخلاقية باعتبارهما مفتاح مواجهة التحديات التي تنتظرنا”.
وخلص تيرانو محمدو ديالو إلى أن “تبني غينيا نهج هذه الدول سيمكنها من تكوين جيل من الزعماء الذين يتمتعون بالذكاء الفكري والتوجيه الأخلاقي، وبالتالي تشكيل مجتمع زاهر قوامه المعرفة والمواطنة المسؤولة، ذلك أن المسارات التي رسمها كل من المغرب والسنغال ورواندا هي نماذج يجب الاحتذاء بها لمستقبل أكثر استنارة لبلادنا”.