يعتبر المشروع البيداغوجي نشاطا
محدودا في الزمن يتجه إلى تحقيق هدف يعبر عن إنجاز محسوس ويوفر مجالا يضع المتعلم
في مركز الاهتمام ويحفز لانخراطه المعرفي والاجتماعي في الفصل.
ففي المستوى المعرفي: يتيح المشروع البيداغوجي
امتلاك كفايات ومهارات وتنمية مواقف وييسر الإدماج عبر الكفايات الأفقية.
وفي المستوى الاجتماعي: يوفر المشروع
فضاء للتواصل والتعاون والتدرب على تحمل المسؤولية ويتيح دعم الكفايات المنهجية
الحاصلة، خلال حل الوضعية الإشكالية.
وسعيا لإعطاء بعد عملي للمشروع
البيداغوجي تقترح موضوعا قد يستغرق تناوله ثلاثية كاملة أو أكثر "الماء في
الطبيعة" يضبط له هدف شامل يأخذ بعين الاعتبار التداخل بين المواد ويتفرع إلى
مواضيع موافقة المجالات التعلم يخصص لكل منها هدف وتخطيط لمراحل الإنجاز ومحالات
الاستثمار وشبكة التقييم (ويتولى المعلــم أو المتعلمـون تحديد المشاريع التي يتم
إنجازها).
ففي الإيقاظ العلمي، اخترنا إنجاز
كتيب تتجمع فيه بيانات ورسوم وجداول حول "الماء في حيـاة الـكائن الحي"
يتم إثراؤه تدريجيا وفق تدرج زمني مخطط له ولا تخصص له حصص يل يتحقق ضمن النشاط
العادي.
ويمكن في هذا الصدد تخصيص ركن ضمن
الفضاء الجداري يتداول على تسييره فرق المتعلمين تعرض فيه مادة المشروع ويوفر
مصدرا يساعد على إنتاج الوثائق الفردية (الكتيب).
ومن البديهي التأكيد على أن المعلم
والمتعلمين أصحاب القرار يختارون المشروع الذي يأخذ بعين الاعتبــار الموارد
المتوفرة ضمانا ولقابلية التنفيذ ينطلقون من مشروع شامل يتفرع إلى مشاريع موافقة
لمختلف مجالات التعلم.
1) مراحل إنجاز المشروع البيداغوجي:
يتضمن المشروع البيداغوجي أربع مراحل
أساسية: الإعداد والتخطيط، الإنجاز والاستثمار البيــداغوجي،الصيغة النهائية للمشروع،
المراجعة والتقييم.
ا – الإعداد والتخطيط للمشروع:
تتجه هذه المرحلة أساسا إلى اختيار
موضوع المشروع وبحث قابلية تنفيذه وتنظيم العمل وضبط الموارد الضرورية:
-
يتولى
المعلم والمتعلمون اختيار المشروع استنادا إلى دلالته البيداغوجية وتنتظم الأنشطة
في اتجاه تحقيق الأهداف والاختيارات الواردة ضمن الكفايات الأفقية.
-
تضبط
قابلية تنفيذ المشروع استنادا إلى الزمن الضروري لإعداد الموارد ومدى توفرها
وقـدرة المتعلمين على إنجاز المهام المحددة لهم والتي تتطور بتقدم المشروع.
-
يتضمن
التخطيط وصفا للمشروع والأهداف التعليمية (المفاهيم المدرجة ضمن الموضـوع، المواقف،
الانتاج المنتظر، معايير التقييم).
-
يوفر
المشروع فرصة توضيح قواعد العمل داخل المدرسة والفصل.
-
يدعو
المشروع إلى ضبط الموارد وتوفيرها لإنجازه.
ب – إنجاز المشروع:
-
المعلومة
هي المادة الأساسية للمشروع، وعبر تعاونهم يبحث المتعلمـون عـن المعلومـة أو يطورونها:
جمع بيانات، إنجاز تجارب، مقارنة، إنجاز رسوم، إعداد نصوص توضيحية...
يتابع المعلم تطور الإنجاز وفق
المخطط ويمرر المعلومة ويدعو إلى التقييم التعديلي عبر المراجعـة ومناقشة الأعمال
المنجزة والمهام المنتظرة.
-
يساعد
المعلم المتعلم على إنجاز المهام المنوطة بعهدته.
ج- الاستثمار البيداغوجي للمشروع:
- يرصد المعلم طريقة انجاز المهام
والمهارات المكتسبة.
- يحدد المعلم درجة تحقق المشروع.
- يبحث المعلم في مدى تحقق القيم
المرتبطة بالمشروع.
د- مناقشة المشروع:
-
رصد
التعلمات الحاصلة.
التعبير عن الحواجز التي برزت خلال
مختلف مراحل المشروع وكيفية تجاوزها.
- تقديم المشروع.
2) نجاح المشروع البيداغوجي:
يرتبط نجاح المشروع بعوامل عديدة
نذكر من بينها:
- ارتباط المشروع بالمحيط الثقافي
والاجتماعي للمتعلم.
- درجة الاتساق بين التمشي المعتمد
والأهداف المرسومة.
- دافعية المتعلمين ودرجة انخراطهم
ومدى تعاونهم فيما بينهم.
- درجة انخراط المعلم.
- طبيعة الانتاج النهائي للمشروع.
3) دور المعلم:
المعلم أساسي ويساعد على:
- ضبط مسلك التعلم.
- رعاية التخطيط وتدرج الإنجاز
والاستثمار البيداغوجي للمشروع.
- مساعدة المتعلمين على تجاوز البحث العفوي وتردد
البداية.