recent
آخر المواضيع

المدبر و الخطاب الديبلوماسي بقلم المتصرف التربوي جواد مطعي

المدبر هو حجر الزاوية داخل منظومة التعليم ،إنه المسؤول عن إدارة العمليات ، حيث يقوم بالتنظيم  و التنسيق  و الرقابة و التوجيه و تحفيز الفريق ،و يعمل على تطوير استراتيجيات و خطط لتحقيق أهداف المؤسسة 1* داخل بيئة سليمة و متوازنة. سنسلط الضوء هنا   على أهمية الخطاب الدبلوماسي  في سياقه  التربوي  باعتباره أداة مفصلية  لتحقيق تواصل فعال ، و بناء علاقات مثمرة في بيئة تربوية يطغى عليها طابع التنوع و الإختلاف.
يقوم  مفهوم الخطاب الدبلوماسي في التربية  على استخدام كلمات و عبارات مهذبة و منتقاة بكل عناية أثناء  التعامل مع الآخر ، بهدف بناء جسور التواصل و التفاهم ، و تجنب الصدامات  العنيفة و المشاحنات ، كما تعتمد على استخدام الحوار و الإستماع الفعال  و تحليل الوضع بشكل شامل  قبل اتخاذ القرارات 2*.
وحيث أن سياسة المدبر التربوية  تنعكس على ثقافة المؤسسة و تؤثر بشكل مباشر على العلاقات  داخلها ، كما تؤثر على جودة التعليم المقدم بشكل عام ، فإنه أضحى من واجب المدبر إتقان الخطاب الديبلوماسي لحل النزاعات و التفاوض  و تعزيز  التوافق و الإنسجام و روح الجماعة .
إن أول تحد يواجهه المدبر داخل المؤسسة هو مسألة التنوع  : تنوع إيديولوجي ،تنوع ثقافي ، تنوع  في  الإنتماء ، تنوع الإستعدادات و التأويلات ،تنوع المصالح ....هنا تعتبر القدرة على فهم و  إدارة هذة التناقضات  عاملا جوهريا  في  نجاحه.
هذا التنوع  يمكن أن يشكل مصدر غنى و قوة للمؤسسة ،حيث قد يساعد على تعزيز الإبداع و توسيع قاعدة المعرفة و زوايا النظر و كذا تنويع  الخبرات ، مما يمكن من  اتخاذ قرارات أفضل  و الحصول على جودة أحسن .من جهة أخرى فإنه قد يصبح نقطة ضعف و مصدر توتر و عنف إذا لم يحسن المدبر التعامل  معه .هنا تكمن أهمية امتلاك ناصية الخطاب الدبلوماسي الذي يعتمد على تمرير الأفكار بأسلوب لبق وغير مباشر و التأثير على الآخرين دون تجريح أو تنفير ...
إن المدبر الدبلوماسي يعي جيدا أهمية  استعمال اللغة و فن انتقاء الكلمات ،لما له من سحر و أثر على النفس البشرية ،كما يعرف جيدا احتياجات الموظفين و استعداداتهم ..فالتقدير هو المطلب  الأول للموظف في بيئة عمله و هو ما يجعله أكثر التزاما و عطاء ، فأبسط كلمة خارج السياق  تشعره بعدم الإحترام أو المساس بالكرامة  ،فتجعله أكثرا جدالا  و مقاومة و عنفا ...فالإنفتاح و المرونة و التسامح و الترفع و إعطاء القدوة بالفعل و دمقرطة الإمتيازات ،تعجل ببناء مجتمع مدرسي سليم يشعر داخله جميع المكونات بالإنتماء و التقدير .
فنفس الفكرة يمكن أن تمرر بأسلوبين : الأول جداب و لين و الثاني جاف و منفر ، كما أن الإنتقادات  يمكن أن تكون مغلفة بتعاليق إيجابية و الأوامر يمكن أن تقدم على شكل اقتراحات ...
إن اعتماد الخطاب الدبلوماسي في هذا المستوى  ليس نفاقا بقدر ماهو أداة راقية لتحقيق تواصل فعال يسعى إلى موازنة المصالح المتقاطعة و تحقيق التعايش داخل بيئة متنوعة  بدون عنف ،يطغى عليها طابع الإلتزام و الإحترام المتبادل و تسعى إلى تحقيق الجودة المنشودة .
المراجع:
                          -*1-Principles of Management" Peter F. Drucker.
*2                كوفمان ،ف 2007 فن الدبلوماسية في العمل الرياض : دار الريان
    

 

 

google-playkhamsatmostaqltradent