أ- الإطار التاريخي
لمفهوم تحليل الممارسات المهنية:
مع بداية الاشتغال
ببيداغوجيا الكفايات في مجال تكوين الأساتذة منذ ستينيات القرن الماضي، تعالت أصوات
تشجع على خلق ورشات ومجموعات خاصة بملاحظة وتحليل الممارسات المهنية، في محاولة لتنمية
وعي تدريجي بالمهنة وخلق تمثل صحيح لهيكلتها وإطارها.
مجموعات التحليل
هاته، جاءت مقلدة لمجموعات تحليل عرفها المجال الإنساني منذ الثلاثينيات من القرن الماضي،
أسوة بالتحليل الإكلينيكي المهتم بدراسة اختلالات النفس البشرية، الذي أرسى لبنته وقواعده
الطبيب النمساوي سيجموند فرويد (Sigmend Freud) مع تلامذته من مدرسة التحليل النفسي، وفيم
يلي جدول يصف الخطوات التي قطعتها مجموعات
تحليل الممارسات، حتى دخولها مجال التربية والتعليم، وهو جدول لا يوثق إلا للمحطات
الأكثر أهمية في تاريخ الممارسة المهنية:
السنة |
الأهداف |
الرواد |
تطور المفهوم |
1930م |
التدريب المهني لمحلل نفسي مبتدئ بواسطة مصاحب
متمرس في المجال النفسي |
سيجموند
فرويد
Sigmend freud نمساوي من أصل يهودي |
جمعية الأربعاء للتحليل النفسي |
1955م |
تعميق المعرفة بالعلاقات الأسرية ومحاولة حلها
بالتركيز على الصحة النفسية وتأليف كتاب" الطبيب مريضه والمرض" Le medecin, son malade et la maladie ;1957 تمت ترجمة إلي الفرنسية سنة 1960م |
ميشال بالنت Michel Balint طبيب ومحلل نفساني
بريطاني |
"جماعات بالنت" (les
groups balint) |
1961م |
وضعت مجموعة من الأساتذة المتخصصين في علم النفس
ومجموعة من الممارسين في حقل الصحة النفسية بباريس وقد تكلفوا بالإجابة على
الاستفسارات ذات الطابع النفسي الحاصلة بين الأزواج داخل الأسر. |
جون جرون لوميغ Jean-G Lemaire |
الجمعية
الفرنسية لمراكز الاستشارات العائلية AFCCC |
1973م |
تحليل ممارسات
المعلمين عن طريق تكوين مجموعات من 10 إلى 12 أستاذا يدرسون نفس المادة، يجتمعون مع محلل نفساني للتفكير في مشاكل
المهنة وعرض تجاربهم خارج المؤسسة |
جاك ليفين Jaque Lévine |
دعم الدعم Soutien au
soutien |
1975م |
التحرر من رقابة
التحليل النفسي عبر الانتقال في تحليل الممارسة من براديغم التحليل النفسي إلي براديغم
التنشيط وعقد الاجتماعات داخل المؤسسة |
أندري دي باريتي Andre` De peretti |
مجموعة التعمق الوظيفي Groupe d`approfondissem
en professionnel (GAP) |
1982م |
فهم ما يقع في السجل
النفسي للمعلم والتلميذ عندما يتعلق الأمر بتدريس مادة الرياضيات في وضعية مهنية
عبر جماعات متجانسة مكونة من أساتذة الرياضيات ثم انتقلت الباحثتان إلي تشكيل
مجموعات التحليل ممارسة المعلمين التعليمية داخل جماعات تحليل الممارسات بغرض
تطوير مجموعة من الأبحاث حول التربية والتكوين في ارتباط مع مقاربة التحليل
النفسي |
كلودين بلنشار لافيل Caludine Blanchardlaville ودمينيك فابليت Dominique fablet |
جماعات القول Group de parlor ثم مركز البحث في
التربية والتكوين |
1983م |
تطوير مفهوم "الممارس
المتبصر " عبر دراسة معارف الموظفين ومقابلة المعرفة المحصلة بالتجربة مع
المعرفة الأكاديمية المحصلة عن طريق التكوين |
دونالد شاون Schon Donald وكريس أرجريس Argyris Chris |
الممارسة المبتصرة |
1991م وخلال الموسم 1992\1993م |
مجموعات متجانسة صغيرة
تضم من 10 إلي 15 فردا، إما يدرسون نفس المادة أو تجمعهم علاقة معرفة سابقة ، مع
مكونين متخصصين في تنشيط المجموعات الصغري ودينامية الجماعات لتبادل الأفكار حول
المسائل البيداغوجية والديداكيتكية وما يتعلق باكتساب اللغة أو المعرفة مما يحدث
داخل الفصول الدراسية |
ماري فرانسواس بونيسيل Marie francoise Bonicel |
جماعات التتبع Groups de suivi وجماعات تحليل الممارسات GPS |
1991م |
مساءلة العلاقة التي
تربط بين التجربة والمعرفة في علاقتهما بتكوين الراشدين |
فيليي De villers G |
مجموعة التجربة والمعرفة |
نهاية القرن
الماضي وبداية القرن الحالي |
تحليل الممارسات
المهنية في مجال التربية والتعليم من وجهات عدة: -التركيز على التكوين
الأساس وعلى الهوية المعاشة L’identité vécue عن طريق تحليل الممارس
للوضعيات التي عاشها وارتبط بها عاطفيا بمساعدة المصاحب وجماعة الزملاء -وضعيات يتم عرضها
لتحليلها بشكل جماعي لتباحث التصورات الجماعية للأفراد ضمن نفس المجموعة وتدارس
حدود دمج المعرفة مع التجربة في السياقات المعروضة. |
-ويتورسكي (Wittorski R) -يترأسه مارك برو Marc Bru |
مجموعات البحث عبر العالم Group de recherche علي سبيل التمثيل لا
الحصر: (I.U.F.M) ببريطانيا - مركز البحث التربوي
بنانت (C.R.E.M) - مركز
البحث في التربية والتكوين والإدماج (C.R.E.F.I)
|
ب-
الغاية من إحداث ورشة تحليل الممارسات المهنية:
تحتل تقنية تحليل الممارسة المهنيةAnalyse des partiques professionnelles أهمية كبيرة كونها تسمح بتتبع جماعي لخطوات
الأستاذ وتبرز هذه الأهمية من خلال الأهداف التي تسعي إلي تحقيقها وذلك من خلال :
v
خلق
وعي تدريجي بالهوية المهنية لدي الأستاذ.
v
التفكيرفي
هذه الهوية وتقدير المسافة الفاصلة عنها بغرض تقليصها أو الحفاظ عليها أو تحويل
مسارها وتجديد ديناميتها.
v
تقديم
الإطار النظري والإجرائي لوصف وتنظيم معرفة الفعل، وتحديد الخطاطات المنظمة له.
v
تمكين
المدرسين من تشخيص الأداء المهني في بعده التقني.
v
تمكين
المدرس من اكتاب البعد القيادي عن طريق قياس درجة التحكم ودرجة التمكين من قيادة
الفريق.
v
خلق
الانسجام الداخلي بين حاجات التكوين المستمر (البعد التنظيمي) والجوانب التي تهم
النأطير والبحث.
v
خلق
الأداء المهني والرقي به إلي مستوي الجودة والإتقان.
v
يعتبر
التحليل الجماعي للممارسات مدخلا الممارسة المتبصرة (La pratique reflexive).