recent
آخر المواضيع

ليس كل منخرط في النقابات مناضل..

Educa24
الصفحة الرئيسية

النقابات أصبحت متخصصة في أمور أربعة لا خامس لها:

-                                               الأول: توزيع بطائق الانخراطات عند كل موسم.

-                                              الثاني: كتابة بيانات الاستنكار والتنديد والشجب عند كل مجزرة في حق الشغيلة.

-                                              الثالث: كتابة بيانات فاتح ماي التي لا يقرأها إلا كاتبها..

-                                              الرابع: التسابق لنشر أخبار الوزارة على صفحاتهم الإلكترونية..

في اليوم العالمي للمدرس 5 أكتوبر 2023 أبت جميع النقابات إلا أن تظل حبيسة جحورها تتابع المشهد عن بعد.. وقريبا سيبحّ صوتها في موسم البحث عن منخرطين جدد..

تلك عادةُ نقاباتٍ ألفت أن تتلقى اتصالاتٍ لتكتب بيانات في منتصف الليل وتنشرها صباحا، وهي البيانات التي لا يقرأها إلا كاتبها فقط..
نقابات تستفيد من أموال طائلة من الدعم السنوي؛ ماذا يُنتظر منها أن تُقدّم سوى الخيبات المتتالية؟

كيف لهذه النقابات أن تحتج ضد من يُشجع انتخابات لجانها، ويدعم حملاتها، ويُروج لمنشوراتها..

هناك من يظن نفسه فارسا في ساحات النضال، وما هو بشيء أصلا، لا الساحات تعرفه، ولا الميادين تشهد له..
-
ليس نقابيا من يكتب بيانات الإضراب ويختمها بنفسه، ويَتَّبِع ألف طريقة وطريقة كي لا يقتطعوا له، وأعرف نقابيا لم يقتطعوا له درهما واحدا في جميع الإضرابات التي شارك فيها..

ليس نقابيا من يأتيك بوجه، ويأتي غيرك بوجه آخر، ولا يُعرف كم له من وجه..

‏ليس نقابيا من يبكي مع الضحية، ويمتص الدماء مع المصاصين..

‏ليس نقابيا من يقتات على دعم الدولة دون أن يقدم أي خدمة للشغيلة..

‏ليس نقابيا من صوت سابقا على قوانين التقاعد والتعاقد في قبة البرلمان ويأتي اليوم ليتباكى مع المحتجين..

‏ليس نقابيا من يُتقن فن التحايل ضدا على حقوق الآخرين، فيستفيد هو وذووه والمقربون منه من التنقيلات المشبوهة والتكليفات غير المستحقة..

‏ليس نقابيا من يسعى دائما للركوب على كل الأحداث، فيظن المسكين أن نقابته قادرة على التدخل في جميع المواقف الصعبة، ولها القدرة على حل كل المشكلات..

‏ليس نقابيا من يُشعل الحروبَ بسبب الاستقالات والانتماءات والولاءات كلما اقترب موسم البحث عن منخرطين جدد..

‏ليس نقابيا من يُسارع لطلب ملفات الأساتذة ثم يضعها في المهملات، ويتركهم يعيدوا جمع أوراق الملف من جديد، لأن "النقابي" لم يحقق لهم نفعا، وكم سمعتُ من قصص ضياع الملفات بعد أن تسَلمها "النقابي"..

‏ليس نقابيا من يستغل نضالات التنسيقيات، حيث لا يأبه لها أولا، وقد يسعى لإفشالها، فإذا رأى العدد في تزايد مستمر يبدأ يخطب ودها ويرجو منها أن تقبل مساندته، وقد شهدتُ بنفسي سنة 2014 محاولات إفشال نضال تنسيقية الترقية بالشهادات من طرف نقابات معروفة..

جميع النقابات هي أذرع لأحزاب أو جهات تحركها عن بعد، وحينما تظهر إحدى النقابات وتبدو أنها قلعة للنضال؛ سرعان ما يتضح أنها أوهى من بيت العنكبوت..

نضال التنسيقيات الآن رغم كثرتها أفضل بكثير من نقابات همُّها تبطيق المنخرطين، وتنسيقيةٌ واحدة الآن تقوم بما لا تقوم به جميع النقابات كلها.

فليس كل ما يلمع ذهبا.. فكثيرة هي المظاهر الخداعة والمزيفة..

شيوخ هذه النقابات اتفقوا جميعا مع الوزارة منذ زمن على الإجهاز على ما تبقى من قضايا عادلة..
فقبل مصادقتهم على النظام الأساسي المجحف ألم يتفقوا سابقا مع الوزارة على كوارث لا تعد ولا تحصى؟ ألم يتفقوا على تمديد سنوات الترقية بالاختيار من ست سنوات إلى عشر سنوات؟

ألم يتعاقدوا معها على الرفع من سنوات إمكانية الترقية عن طريق الامتحان المهني من أربع سنوات إلى ست سنوات؟

وهناك نقابات صوتت علانية على الموافقة على الرفع من سن التقاعد..

ونقابات اعتُبرت المساند الرسمي لجميع القرارات المشؤومة للحكومة منذ 2011، بما في ذلك: التقاعد والتعاقد وتوقيف الترقية بالشهادات وتفعيل الاقتطاعات من الأجور..

ونقابات تتلقى اتصالات لتكتب بيانات في منتصف الليل وتنشرها صباحا..

ونقابات تستفيد من أموال طائلة من الدعم السنوي..

صراحة ماذا سأنتظر من هذه النقابات؟

لا يمكنني أن أقتنع أبدا بوجود نقابة مستقلة ليست تابعة لحزب معين أو أحزاب سياسية أو جهات تتاجر في قضايا الشغيلة، بل لا يمكنني إلا أن أجزم أنها نقابات شاخت وشاخ مسيروها في الرباط على الاستفادة من الريع والنهب والسلب وبيع الوهم..

لا أذكر أنني احتجت لنقابةٍ أو نقابي طيلة ثلاثة عشرة سنة من عملي، بل لطالما عانيتُ من ظلم بعض المحسوبين على العمل النقابي..

ويأتيك بعضهم الآن ليقول لك انخرط أولا ثم تكلم عن النقابة!! ولستُ أدري من جاء بهذا الشرط!
وماذا يفعل من رأى منكرا عظيما في النقابة وأعياه الصراخ دون جدوى؟ هل يستمر منخرطا وينتقد بلا فائدة؟!

أنا كنتُ منخرطا في النقابة ومزقتُ بطاقة الانخراط واستقلتُ منها منذ سنوات..

أخيرا..

نعم النقابات فاسدة، وهذا لا يعني عدم وجود بعض الأشخاص الفضلاء فيها، فهناك شرفاء وأصحاب ضمائر حية لا يبيعون الوهم، ولكن هؤلاء قلة مع الأسف..

مع التحية الخالصة لكل نقابي حرٍّ نزيهٍ لا يبيع ضميره لأحد..

بقلم الأستاذ حميد شهبار


 

google-playkhamsatmostaqltradent