من منصة المنتدى الجهوي لمنتخبي حزب التجمع الوطني للأحرار بجهة فاس-مكناس، بعث عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار رئيس الحكومة، رسائل متعددة إلى خصوم حزبه السياسيين، وكذا إلى باقي الفرقاء الاجتماعيين، تراوحت بين “التطمين” و”التفاؤل” و”الثقة”، فيما تجددت وصايا رئيس “الأحرار” إلى منتخبي حزبه بـ”التزام الشفافية ونظافة اليد مع النجاعة في تدبير الشأن المحلي-الترابي”.
حل احتقان التعليم
في كلمة استبقت لقاءه المرتقب بمعية وزراء “اللجنة الثلاثية” التي شكلتها الحكومة، بعد غد الإثنين، قال رئيس الحكومة اليوم السبت، أمام منتخبي حزبه بفاس، إنه سيلتقي مع “النقابات التعليمية للتفاوض معها، والبحث عن حلول للتحديات التي تواجه هذا القطاع الاجتماعي الحيوي”، معتبراً أن “النظام الأساسي” يهدف إلى “إعادة الاعتبار والاهتمام بالأساتذة والتلاميذ وأولياء أمورهم” على السواء.
“متفقون على أن التعليم يجب أنْ يكون في المستوى، وبينما نسير على طريق الإصلاح من المعلوم أن تكون هناك إشكاليات وتحديات نعمل على رفعها”، يورد أخنوش، مؤكدا أنه سيستقبل النقابات على أمل فتح طريق الحلول بشكل يُفيد الجميع، الأستاذ والتلميذ معاً. وزاد: “أبقى متفائلًا (لأني بطبيعتي كذلك) بإيجاد حلول لقطاع التعليم وإصلاحه بناء على خارطة طريق شرَعْنا في تنفيذها رغم الإشكاليات المطروحة. سنأخذ وقتا كافياً في الحوار حول موضوع النظام الأساسي ونتمنى التوفيق”.
وصايا إلى المنتخبين
الجولة السابعة من المنتديات الجهوية للفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، التي استقبلتها محطة جهة فاس-مكناس، اليوم السبت، لم تَخْل من إشادة أخنوش صراحةً بجهود منتخبي “الأحرار” على صعيد هذه الجهة، مؤكدا أن “الحزب يقف خلفهُم من أجل مساندتهم في تأدية مهامهم لتحقيق انتظارات المواطنين”.
ومن فاس تجددت دعوة أخنوش منتخبي حزبه (1500 منتخب في مجمل أقاليم جهة فاس مكناس) إلى “الالتزام بالنجاعة والشفافية ونظافة اليد في تدبير الشأن المحلي”.
“ليس سهلا الحصول على رئاسة 80 جماعة من أصل 198 جماعة، مع 13 برلمانياً للأحرار و4 مستشارين، فضلا عن رئاسة 4 مجالس إقليمية بجهة فاس مكناس؛ هذه ثقة كبيرة خاصْ تْكُونو في المستوى، ونحن هنا لإنجاح عملكم الذي يراقبه المواطنون وسيعودون في الاستحقاقات القادمة لتقييمه”، هكذا تحدث أخنوش مخاطباً حوالي 1500 منتخَب ومنتخَبة في مجالس الجهة والأقاليم والجماعات والغرف المهنية.
وتابع منبهاً: “هادْشي كيْبغي الفْياق ماشي النعاس؛ وعلى المنتخب أن يُحاول جاهداً حل مشاكل المواطنين والإنصات إليهم”، مشيدا بجهود محمد شوكي، المنسق الجهوي للأحرار بفاس مكناس، وعمله على رأس لجنة المالية بمجلس النواب، قائلا: “ليس عملا سهلا ترؤس لجنة من حجم لجنة المالية والخروج بعمل متوافَق جدي ومشكور”، في إحالة إلى نقاشات المصادقة على قانون المالية.
“التشويش لا يضرني”
حملت الكلمة ذاتها رسائل سياسية لم تخطئ عناوين باقي الفاعلين والمنافسين السياسيين، مع تأكيد المسؤول السياسي أن “حزب الأحرار ليس عبارة عن دكاكين سياسية”، وإنما حزب “المعقول والعمل”، قبل أن يزيد في نبرة واثقة: “التشويش على عمل الحزب والحكومة أمر طبيعي وعادي. ما يقوله الـمُشوشون لا يَضُرني، لأن الحكومة هي حكومة اجتماعية تقوم بتنزيل أوراش الدولة الاجتماعية كما يريدها صاحب الجلالة”.
في هذا السياق، استحضر رئيس الحزب القائد للائتلاف الحكومي، مجددا، سَرْدِية “الأوراش الاجتماعية” التي باشرتها الحكومة، خاصاً بالذكر “تنزيل السجل الاجتماعي الموحد، والدعم الاجتماعي المباشر ودعم السكن…”، معتبرا أنها أحدثت “تحولا نوعيا” يمس بشكل إيجابي جميع المغاربة.
كما استشهد أخنوش على عمل حزبه وأطُره النسائية بـ “مقترحات في كتاب أبيض” حول تعديل مدونة الأسرة، جاء ثمرة جهود “الفدرالية الوطنية للمرأة التجمعية” التي أطلقت قبل شهور دينامية إعداد تصور صعَدَ إلى المكتب السياسي للحزب الذي أعد لجنة مختصة قدمت (هذا الأسبوع) مقترحاتها. وقال مشيدًا بعمل الفدرالية: “كنت سعيداً لرؤية نساء ورجال الأحرار في الحديث عن الأسرة والمساهمة في ورش إصلاحها ومراجعتها أمام الهيئة واللجنة المكلفة بناء على توجيهات ملكية”.
التنمية الترابية
لم يفُت رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أن يؤكد جهود حزبه من خلال “رؤية واضحة لمواكبة التنمية في الجهات والمجالات الترابية”، مشيرا إلى “قُرب استكمال مسار التنمية بحلول نهاية يناير 2024 كي نتمكن من الترافع عن قضايا الجهات والمدن المتوسطة والصغرى، ولكن أيضا القرى”.
وقال أخنوش مطمئناً منتخبي حزبه: “نأتي إلى كل مدينة ونستمعُ إليكم لأننا نؤمن بأن العمل من القواعد تنتج عنه توصيات مهمة”، مضيفاً: “أنا رئيس جماعة أيضاً، وأنا منكم ومعكم لأني مدرك بآمال كبيرة وتطلعات يجب أن نجعلها تكون طُموحات في مستوى طموحات الملك”.
وتفاعَل أخنوش مع موضوع “الإكراهات المالية والعجز الذي تسجله المجالس الجماعية” التي تكررت في كلمة أكثر من مسؤول منتَخَب بجهة فاس، مُقراً بأن “مشكل التمويل يمس جميع القطاعات وليس فقط ميزانية الجماعات الترابية”، مؤكدا أنها من “أولويات” عمل حزبه عبر التفكير في دعم إمكانيات المجالس ومحاولة إيجاد حلول للموضوع بتنسيق مع وزارة الداخلية بحكم سلطة وصايتها.
ودعا أخنوش منتخَبِي “الأحرار” بجهة فاس-مكناس إلى “الاصطفاف وتوحيد الجهود خلْف قيادة الرؤساء”، معتبرا أن “الناس يهمهُم العمل وآشْ واقع في مدينتهم أو قريتهم وليس الصراعات البيْنية. ومعيار دخول المسؤول للتاريخ هو أنه نجَح في مهمته أو لم ينجح”، وتابع: “الحزب وراءكم ومتبعين آشْ كاتديرو في المجالس”.
ومضى رئيس حزب “الحمامة” مخاطبا الحضور: “جهتكم فلاحية بامتياز، وتتميز بمدينتيْن كبيرتين هما فاس ومكناس كقطبين رائدين في السياحة الثقافية أيضا”، موردا بعض المؤشرات الدالة؛ أبرزها 9000 منصب عمل خلقَها “القطب الفلاحي لمكناس”، فضلا عن تحقيق ارتفاع بـ38 بالمائة في ليالي المبيت بمؤسسات الإيواء السياحي، ونسبة 77 في المائة للوافدين عبر المطارات”.
وختم أخنوش بأن “مشروع سايس الفلاحي بهذا المدار السقوي سيوفر قريبا 10 آلاف هكتار إضافية تهدف لتثمين الفلاحة وتسمح للفلاح بتحسين مدخوله اليومي”.