الأرقام صادمة، وتلاميذ ما زالوا يتعثرون في أبسط التعلمات، هكذا وصف شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وضعية منظومة التعليم العمومي، مشددا على أنه لا بد من تنزيل الإصلاح؛ “فالوضعية ليست فقط مقلقة، وإنما يمكن اعتبارها كارثية”.
وأوضح الوزير الوصي على قطاع التربية الوطنية، خلال تقديم الميزانية الفرعية للوزارة بمجلس النواب، أن “هناك أمورا سهلة تتعلق بقراءة كلمات لا يتمكن منها تلاميذ السادس ابتدائي، وعمليات رياضية بسيطة كالضرب والقسمة لا يستطيعون إنجازها بعد 6 سنوات في المدرسة العمومية”.
وأشار المسؤول الحكومي، الذي يواجه منذ أسابيع عديدة احتجاجات واسعة للشغيلة التعليمية بسبب مضامين النظام الأساسي الجديد، إلى أن هناك تلاميذ متفوقين؛ لكن الأرقام بشكل عام صادمة، مبرزا أنه أمام هذه الوضعية لا بد من التركيز على كيفية تغييرها، مشددا على أهمية تدريس كفايات الحياة من أجل تلميذ منفتح، بالإضافة إلى إدراج مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
من جهة أخرى، قال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إن الأستاذ فاعل أساسي في هذه المنظومة؛ لذلك ينبغي الرفع من جاذبية القطاع كي يلتحق به الطلبة المتفوقون بعد الباكالوريا، عبر تحسين التكوين وحماية هذه المهنة والرفع من التكوين المستمر وكذا تحسين ظروف عمل الأستاذ وتهيئة الجانب البيداغوجي لتسهيل عمله.
وحول موضوع الزيادة في أجور أسرة التعليم، قال بنموسى: “في النظام الأساسي لم نشتغل على الرفع من الأجور”، مبرزا أن “هذه مواضيع أفقية لها مكانها؛ لكن اشتغلنا على نظام أساسي جديد وكيفية ربطه بالأهداف المسطرة في سياق هذا الإصلاح”.
وأضاف المتحدث ذاته: “المدرسة كفضاء للتعلم ينبغي أن يشتغل فيها الأطر كطاقم على الأهداف المسطرة، ونحن نمنح الوسائل، ونكون الطاقم ونحفزه، وما طلبنا من حد يدير عمل أكثر مما يقوم به حاليا”، مبرزا أنه “أكدنا على ضرورة مراجعة النظام الأساسي دون المس بالمكتسبات، وتوضيح الحقوق والواجبات في إطار موحد ومحفز”.