recent
آخر المواضيع

عطلة واضرابات وطنية ومسيرات.. التعليم إلى أين؟

عطلة بعد عطلة، وإضراب يلي إضراب، وتلاميذ يتأبطون محافظهم وكراساتهم التي لازالت نظيفة لم يلامسها حتى قلم الفروض المنزلية ولا التمارين الكتابية..أساتذة وأستاذات يدافعون عن حقهم ، ومن حقهم وهن،  ماداموا يرون في النظام الأساسي الجديد مجرد ” ترسانة” ورقية بلا تحفيزات عدا التأكيد على العقوبات…

من حقهم وحقهن الخروج إلى التظاهر مادام  الدستور يضمن لهم ذلك، لكن السؤال المطروح، إلى أين ستسير الأمور، ومتى ستتوقف هذه الإضرابات، وهل من حل يضمن الحقوق والواجبات ويخفف من اتساع هوة الاحتقان، وما موقع النقابات في هذا الصدد، فهي التي تُحاور وتُجالس تارة رئيس الحكومة، وتارة السكوري، فيما الساحات التعليمية تغلي بالاضرابات، والتلميذ الضعيف الفقير إلى ربه يجد نفسه في قلب المعادلة هو الضحية؟؟؟؟

إلى أين تسير الأمور، فبعد عطلة عيد المسيرة الخضراء، هاهو التنسيق الوطني للتعليم يواصل اضراباته ابتداء من يوم غد الثلاثاء داعيا إلى إنجاح الاضراب الوطني أيام 7 و 8 و 9 نونبر 2023 ومسيرة الكرامة الثلاثاء 7 نونبر 2023 الساعة 11 صباحا من أمام مقر البرلمان نحو وزارة التربية بالرباط، وخوض اعتصام جزئي أمامها….

هو التنسيق الوطني للتعليم بالمغرب، الذي لا يرى في اسقاط النظام الأساسي التراجعي بديلا، رافعا شعار التحدي حتى تحقيق جميع مطالب نساء ورجال التعليم متقاعدين ومزاولين ضمان الحق في الإضراب وتوقيف الاقتطاعات من أجور المضربين والمضربات…

هو التنسيق الوطني للتعليم الذي قال بأن معركة نساء ورجال التعليم متقاعدين ومزاولين لازالت متواصلة وتدخل شهرها الثاني في مواجهة قرار الدولة المغربية، في شخص وزارتها الوصية، فرض نظام أساسي جديد يجهز على العديد من المكتسبات المهنية والاجتماعية، ولا يستجيب للحد الأدنى من الانتظارات المطروحة من طرف الشغيلة التعليمية.

هو التنسيق الوطني للتعليم الذي يبدو يقظا في وجه أية محاولة لتبخيس قراراته، حين انتقذ محاولات العديد من الجهات على حد وصفه ووصف بلاغه، الالتفاف على هذه المعركة الاحتجاجية الموحدة لكل الفئات التعليمية والحاملة لمطالبهم العادلة والمشروعة، استمرارا لنضالهم منذ أكثر من عقدين مضت.

هو التنسيق الوطني الذي لم يترك الفرصة تمر دون ان يدين الحرب الطاحنة والابادة الجماعية كما وصفها بلاغه، التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة….

هو التنسيق الوطني الذي هنأ بالمناسبة جميع نساء ورجال التعليم بنجاح جميع المحطات الاحتجاجية السابقة، ومؤكدا على مشروعية مطالب الشغيلة التعليمية وفي مقدمتها إسقاط نظام الماسي كما وصفه..

هو التنسيق الوطني الذي أشاد بارتفاع منسوب الوعي الاحتجاجي لدى نساء ورجال التعليم بالقطاع في مواجهة محاولات التضليل والتبخيس لمطالبهم والالتفاف على معركتهم بتسقيف مطالبهم في الزيادة في الأجور..

هو التنسيق الوطني الذي جدد مطالبته الحكومة بتحمل مسؤوليتها السياسية في الاستجابة لمطالب الشغيلة إسقاط النظام الأساسي المشؤوم على حد وثفه، وضمان الحق في الإضراب جعل حد للاقتطاع من أجور المضربينات عن العمل وارجاع المبالغ المنهوبة تحصين الوظيفة والمدرسة العموميتين من إملاءات البنك الدولي….

هو التنسيق الوطني الذي طالب بإسقاط مخطط التعاقد من قطاع التعليم وإدماج الأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد في أسلاك الوظيفة العمومية عبر مناصب مالية في وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الزيادة في الأجور العامة رفع قيمة مبالغ الأرقام الاستدلالية الرفع من الراتب الأساسي لكافة موظفي وموظفات القطاع الرفع من قيمة التعويضات النظامية والتكميلية، مع الاعفاء من الضريبة الأجر الأقل من 6000 درهم والتخفيض من الضريبة لباقي الأجر، مع الاعفاء من الضريبة على المعاش التسريع من نسق الترقي لـ 4 سنوات بدل 6 سنوات من أجل اجتياز امتحان الكفاءة المهنية و 6 سنوات بدل 10 سنوات من أجل الترقية بالاختيار الرفع من حصيص الترقي في الخيارين إلى 36 في المائة، فتح خارج السلم لكل أطر الوزارة، إسقاط قرار تسقيف من التوظيف في 30 سنة، تنفيذ الاتفاقات لسابقة 19 أبريل 2011، 26 أبريل 2011 الدرجة الجديدة، التعويض عن العمل بالمناطق الصعبة، استرجاع المبالغ المقتطعة من أجور المضربين حل كل الملفات القنوية العالقة دون خلق متضررين جدد؛.

بين حزمة المطالب المشروطة هاته، وبين محاولات الحكومة رأب الصدع من خلال عقد اجتماعاتها مع النقابات لرفع المقترحات، وأمام تآكل عقارب الزمن المدرسي ودخول فترة اجراء الفروض المدرسية حيز التطبيق، وأمام توقف الدراسة بمعظم المؤسسات التعليمية قروية وحضرية، وفي ظل تبني بعض الأساتذة منطق الإضراب، والاشتغال في ذات الوقت بالمدارس الخصوصية، أو فرض الساعات الإضافية، بين هذا وذاك، يقف ذلك التلميذ الفقير غير القادر على أداء فاتورة الساعات المؤدى عنها طبعا، يقف ويقف معه والده الذي طالما جاهد وكابر واستلف لسد نفقات لوازم محفظة ابنه أو ابنته، يقفان معا، يتابعان مجريات ” المعركة” وإلى أن ستسير الأمور، ومن سيفوز في آخر الجولات….ورغبتهما في أن تنطفئ نار الاحتجاجات هاته جامحة،  وهدفهما معا أن تُصان كرامة الأستاذة والأستاذ، وتفتح أبواب المؤسسات التعليمية من جديد لمواصلة التحصيل العلمي والأدبي وتفك شفرات أبجديات الحروف الهجائية…..


 

google-playkhamsatmostaqltradent