recent
آخر المواضيع

حالة إنكار


 قبل أيام في البرلمان، قال شكيب بنموسى إن وضعية تلاميذ الابتدائي بالمغرب أكثر من مقلقة بل هي كارثية، كاشفا أن التقييم الذي خضع له بداية السنة 100 ألف تلميذ أظهر أن هناك أمورا بسيطة غير متمكنين منها وأن تلاميذ الابتدائي لا يتمكنون من قراءة كلمات بسيطة أو إنجاز عمليات الضرب أو القسمة، بعد 6 سنوات من الدراسة في المدرسة العمومية. لكن في هذا الأسبوع خرج بنموسى للإشادة بإصلاحاته التعليمية التي شلت كل مدارس المغرب وتنذر بسنة بيضاء بل وتهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي.

في الواقع، ما قاله بنموسى في بلده الثاني فرنسا لا يعدو أن يكون حالة إنكار مستفزة تغيب معها الحقيقة المعيشة، فالجميع يدرك حقيقة ما تعيشه مدارسنا العمومية خلال الأسابيع الأخيرة من توترات، جعلتنا أمام وزير فقد القدرة على الدفاع عن إصلاحاته وأفقدت وزارته هوامش التحرك لامتصاص الأزمة الأمر الذي تطلب تدخل رئيس الحكومة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والكارثة أن المسؤول عن هذه الورطة لا يفكر في مراجعة مواقفه وسياساته لأنها ثقافة مفقودة في مسؤولينا، لأنهم تعلموا حينما يضعون البلد في ورطة بسبب سوء تدبيرهم وتقديرهم يفكرون في الخروج منها بتعليق شماعة الفشل على الآخرين أو يحتمون وراء جدار هيبة الدولة وأن المواطن لا يمكن أن يفرض قراره على الدولة.

إن حالة الإنكار التي ظهرت جليا في خطاب بنموسى بين الرباط وباريس، هي مثال حي لازدواجية المواقف التي تقود إصلاحات هذا البلد نحو مصير مجهول، هي الثقافة التي تجعلنا نعيش في دوامة لا تنتهي، لأن المواطن سواء كان موظفا أو عاملا أو عاطلا بات من المتضررين من حالة إنكار الواقع لأنه يرى خطابا ورديا أمام كاميرات فرنسا وواقعا مأساويا في تعليم بلاه.

والحقيقة أن لعبة حالة الإنكار تعكس حالة من عجز وزير التربية الوطنية عن إيجاد حل حقيقي لمشكلة التعليم، وبالتالي فإن تصريحات باريس حول إنكار وجود فشل في تعليمنا وإنكار فشل بداية الإصلاح لا يعدو أن يكون حلاً تخديريا مؤقتا، بينما الحقيقة هي ما يقوله بنموسى في البرلمان من أن تعليمنا يرقد في قاعة الإنعاش وأن استفزازات وزارة التعليم ستقود مدارسنا إلى الموت البطيء.


google-playkhamsatmostaqltradent