بدأ الجميع يقتنع أن صراع رجال التعليم والوزارة حول النظام الأساسي سينتهي باقبار ” المدرسة العمومية ” ولعل صور هذا المتحصل تتجلى بوضوح بعدما اقتنع الآباء باللاجدوى من “التعليم العمومي ” عبر اللجوء إلى صنوه الخاص سواء بالمؤسسات أو المراكز أو البيوت بأسعار خيالية، كحل مؤقت في انتظار النتيجة النهائية
الاقتناع كل الاقتناع بأحقية الأساتذة في خوض كل الأشكال النضالية من اجل حقوقهم التي يرونها مشروعة وآنية ؛ بالمقابل يحق للجميع ان يتساءل عن الكيل بمكيالين في التعامل مع ابناء المجتمع الواحد من طرف الأستاذ نفسه
لا يخفى ان بعض الأساتذة لا يجدون غضاضة في الإجهار بممارستهم للدروس الخصوصية ليلا ونهارا ؛ وهذا معطى يعكس مفترق الطرق بين المبدأ الواحد ( انت مضرب على التعليم العمومي ورهن اشارة الساعات الإضافية ) .
بعض الأساتذة لديهم قناعة كبيرة بضرورة تحقيق أهداف ولو على حساب ملايين التلاميذ من ابناء الشعب وهذا رافد يمكن ان نفهم منه أننا امام أساتذة جدد من طينة غير التي كنا نعرفها والتي كانت تقدم مصلحة التلميذ على حساب همومها وانشغالاتها .
قناعة أخرى غاية في الأهمية تتعلق في ازدواجية الأساتذة في التعامل مع المذكرات والمراسلات والاجتماعات داخل المؤسسات التعليمية، وكذا عدم تفعيل أنشطة الحياة المدرسية وما شابه ذلك، لكن في المقابل، تجدهم حريصين على تطبيق مضامين المذكرات التي تعنيهم شخصيا من قبيل مذكرات الحركة الانتقالية، أو كالتي لها علاقة بالترقيات الداخلية، في صورة تنم عن ازدواجية في التعامل مع طبيعة الاحتجاج….
الحديث عن اضرابات الأساتذة والراحة الاضطرارية للتلاميذ يجرنا للتكلم عن ذهاب بعض رجال التعليم الى صياغة منابع دخل مالي جديد مثل الساعات الإضافية التي باتت تمارس في أماكن غيّر لائقة وأحيانا في أزمنة ليلية، وفي الغالب من طرف أساتذة غير مؤهلين للتدريس النظامي ومن دون تأمين للتلاميذ
يعي الأساتذة جيدا أن ” المدرسة العمومية” تعيش حالة من الشلل، بعد التصعيد غير المسبوق الذي تخوضه تنسيقيات مختلف الفئات المهنية داخل قطاع التعليم، وهذا الذي يجعلها تطالب بالتراجع عن الاقتطاعات من الأجور كأن حال لسانهم يقول ” ماشي موشكيل يضرر التحصيل الدراسي للتلميذ .. الموشكيل القائم هو الاقتطاعات ترجع ” …انه قاموس أنا ومن بعدي الطوفان .
الأستاذ المضرب الآن يقدم ” كعكة بالشكولاتة ” للقطاع الخاص على اعتبار أن اولياء الامور سيرفضون التعليم المخندق الطبقي وعليه سيتوجهون نحو حجرات ” الخواص ” كرها دون ان أن الحكومة تتحمل مسؤولية هذه الأزمة، اذ كان عليها أن تدبر برنامجها الحكومي على أرض الواقع وأن تنزل القواعد والتشريعات بشكل ذكي يستجيب لتطلعات الجميع.
حتى لو أغضب قولنا طرفا في النازلة سنتساءل …الى كان صالح التلميذ مهم في المعادلة علاش بعض الأساتذة فتحو بيوتهم للساعات الإضافية والإقتصار على من يدفع … ؟