خلال مدّة ساعتيْن كاملتيْن، قطع عدد من الأساتذة والأستاذات مسافة 4 كيلومترات و300 متر سيْرًا على الأقدام، زوال الأربعاء، ضمن مسيرة احتجاجية دعت إليها التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم- فرع المحمدية.
وانطلقت المسيرة الاحتجاجية من “ملتقى الطرق المُقاوَمة”، ومرّت عبر شارع الحسن الثاني من أمام كلية الآداب والعلوم الإنسانية والمركز الاستشفائي الإقليمي مولاي عبد الله ومحطة القطار المحمدية، قبل أن تسلك شارع محمد الخامس، وتمر بجانب المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وتصل إلى مقر عمالة المحمدية.
ورفع المحتجون مجموعة من الشعارات التي يطالبون من خلالها بـ”إسقاط النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية، والاستجابة إلى كافة المطالب التي ترفعها مختلف الفئات العاملة بقطاع التربية الوطنية بشكل عام، والمتضررين من النظام الأساسي الجديد بشكل خاص”.
وكلما مرّت المسيرة الاحتجاجية أمام مرفق صحي على طول الطريق، خاصة بالقرب من المركز الاستشفائي الإقليمي مولاي عبد الله وبعض المصحات الخاصة، حرصت اللجنة المكلفة بترديد الشعارات ومعها باقي الأساتذة والأستاذات والمتضامنين على تحويل الشكل الاحتجاجي إلى “مسيرة صامتة”.
وطالب المحتجون العاملون بالمؤسسات التعليمية التابعة للمديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة للمحمدية وبنسليمان والبرنوصي وعين الشق والحي الحسني بضرورة “إسقاط النظام الأساسي الجديد” الذي يصفونه بـ”نظام المآسي”.
ومن بين الشعارات التي ردّدها المشاركون في المسيرة الاحتجاجية “الأستاذ ما يْساوْم ما يْخضع، ويلا بقيتي تَتْقطعْ، الرُّمانة غادي تتفرݣعْ، وما تْصيبْ ما تجمَعْ”، في إشارة منهم إلى الاقتطاعات التي طالت أجور المضربين عن العمل احتجاجا على ما جاء به النظام الأساسي الجديد.
وجاء ضمن الشعارات أن المحتجين يُجملون مطالبهم في 4 نقط أساسية تتمثل في “اعتذار الوزير” و”إدماج الأطر” و”الزيادة في الأجور” و”إسقاط النظام الأساسي في صيغته الحالية”، مخاطبين وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بشعار “بنموسى هَاكَ الجَديدْ.. الإضراباتْ والإنزالاتْ ثم التّصعيدْ”.
وحمّلَ المحتجون وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بالمدرسة العمومية منذ نشر النظام الأساسي الجديد بالجريدة الرسمية، مشيرين إلى أنهم ينتظرون منه في الوقت الراهن أن “يْلْقى الحَلْ ولا يرْحَلْ”، رافعين في وجهه شعار “يا الوزير اسمَعْ مزيان..الأستاذ لا يُهانْ..والتلميذْ لا يهان”.
وتوقّفت المسيرة بضع دقائق قرب مقر المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمحمدية، حيث ردّد المحتجون شعار “واك واك على شوهة.. سِلمية وقمَعْتوها”، من أجل التذكير بما وقع خلال الأسبوع الماضي، حين حاولت السلطات في لحظةٍ ما منعَ المحتجين من تنظيم مسيرة احتجاجية من المديرية التربية الوطنية إلى مقر العمالة.
وواصل الغاضبون مسيرتهم عبر شارع محمد الخامس ليصلوا في النهاية إلى مقر عمالة المحمدية، حيث رددوا شعارات من قبيل: “صامدون.. وعلى درب النضال سائرون”، و”هذا تعليمْ طَبَقِي.. شي يْقرا وشي باقي”، و”يا وزير رُدْ لبال.. راهْ باقي ما يتقالْ”، و”لا تجويدْ لا تجميدْ..الوزارة باغا التصعيدْ”، و”هذا التعليم وحْنا ناسو.. والوزيرْ يفهم راسو”.
وبعدما تضرّع المحتجون إلى الله من خلال ترديد شعار “بِفضْلِك مَولانا جُدْ علينا، واهلِكْ مَن طغى وتجبَّرْ عَلينا”، ألقى ممثلو الهيئات والمديريات المشاركة في الاحتجاج كلمات للتعبير عن مطالبهم التي خرجوا من أجلها، والتي يأتي إسقاط النظام الأساسي الخاص بموظفي التربية الوطنية على رأسها.