لماذا ضرورة التسريع
بإحداث نظام أساسي خاص بهيئة المبرزين تنفيذا لاتفاقي 19 ابريل 2011 و 26 دجنبر
2023؟
تقترن شهادة التبريز
في فرنسا، منبتها التاريخي، بالموسوعية والخبرة والتخصصات العالية، لذلك فالمبرزون
هم عماد التعليم الفرنسي بجميع شعبه وتخصصاته ومستوياته، فهم ممارسون مهرة في
الميدان، وخبراء مخططون للسياسات التعليمية، وإداريون مجددون، وكتاب وفلاسفة...، كان
هذا منذ ما يفوق القرنين بفرنسا....
بالمغرب، تم الشروع في تكوين المبرزين سنة 1985
وكان الغرض من ذلك هو تكوين أساتذة ذوي كفاءة معرفية وبيداغوجية عالية، لذلك
فالمبرز يعين أوتوماتيكيا في الأقسام التحضيرية ( التي تستقطب خيرة ونخبة تلاميذ
المغرب بعد الباكالوريا) أو في مراكز التكوين أو سلك التبريز أو الجامعات ....،
وتشرف على المباراة الوطنية لجنة مشتركة من أساتذة مغاربة وفرنسيين لهم خبرة كبيرة
( غالبا رؤساء المباراة يتم انتقاؤهم من بين
عمداء الكليات ورؤساء الجامعات...) وتصل مدة الاختبار في مادة واحدة فقط
إلى سبع ( 7) ساعات وتصحح أوراق التحرير
بفرنسا، وبالتالي تكون فرص النجاح ضئيلة جدا، وهذا مؤشر على نخبوية الشهادة،
والدليل هو أنه لم يتجاوز عدد الناجحين في بعض تخصصات أصابع اليد الواحدة..
ويعتبر المفكر
المغربي الكبير عبد الله العروي من بين
أوائل المبرزين المغاربة سنة 1963...
وللترشيح لمباراة
الدخول لسلك التبريز، بحيث يستغرق التكوين سنتين تتوج بمباراة التخرج، القاعدة
فيها السقوط والاستثناء النجاح، يجب على المترشح يكون حاصلا على دبلوم الدراسات
العليا أو ما يعادله؛ أو الدكتوراه أو دبلوم الدراسات العليا المعمقة أو المتخصصة
أو ما يعادل إحداهما؛ أو شهادة الماستر أو الماستر المتخصص؛ أو دبلوم مهندس الدولة
أو ما يعادلها في إحدى التخصصات المطلوبة....
لذلك، شهادة التبريز لها مكانة اعتبارية وقيمة
نخبوية عالية خصوصا بكل من فرنسا وتونس. فكي يحصل الأستاذ على هذه الشهادة العالية
يجب أن يخضع لتكوينات واختبارات قاسية، سواء في المغرب أو في فرنسا، حتى إن
فيلسوفين شهيرين وأستاذين مبرزين في الفلسفة، هما جون بول سارتر وكلود ليفي
ستراوس، أَقَرّا بكون هذا التكوين «بشع ولا إنساني»....
بقلم:الحسين الفرواح أستاذ مبرز في الاقتصاد وباحث ب ENCG