لا تزال تداعيات الإضرابات المتواصلة للأساتذة الرافضين لمضامين النظام الأساسي الجديد لموظفي قطاع التربية الوطنية ترخي بظلالها على الموسم الدراسي الحالي، وسط تخوفات من عدم احتواء الأزمة واستمرار هدر الزمن المدرسي للتلاميذ.
وفي محاولة للاستدراك والتعويض، لجأت الوزارة، وفق بلاغ صدر الخميس، إلى استغلال العطلة البينية الممتدة من 4 إلى 10 دجنبر الجاري لإطلاق “البرنامج الوطني للدعم التربوي” لفائدة التلميذات والتلاميذ بالمؤسسات التعليمية العمومية بجميع جهات المملكة.
وبينما سبق أن عبرت مجموعة من الأسر، وفق ما اطلعت عليه هسبريس، عن رفضها الاعتماد على غير الأساتذة الممارسين في تقديم دروس الدعم لأبنائها، جاء بلاغ الوزارة مخالفا لرغبتها، إذ أعلن اللجوء إلى “الدعم التربوي الممول في إطار الساعات الإضافية”، و”الدعم التربوي باعتماد مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب (Tarl)”، و”الدعم التربوي الممول من لدن الشركاء”، و”الدعم التربوي الرقمي عن بعد”، و”الدعم التربوي في إطار البرامج المحلية”، و”الدعم التربوي الذي يقوم به طلبة الإجازة في التربية”.
لحسن مادي، خبير تربوي، قال إن لجوء وزارة التربية الوطنية إلى فئات غير الأساتذة الممارسين، “عملية غير تربوية”، مشدداً على أن “الدعم التربوي ليس عملية ترقيعية، أو عملية لإسكات الآباء والأمهات الذين يرفضونه في النهاية بهذا الشكل”.
وأضاف مادي، في حديث لهسبريس، أن “الدعم التربوي يلعب دوراً مهماً في تجويد التعلمات وإضافة أشياء جديدة لما حصل عليه التلاميذ خلال دراستهم، والوقوف على تقويم مكتسبات التلاميذ واكتشاف هفواتهم في مجموعة من الدروس التي تلقوها سلفاً”، قبل أن يستطرد بأن “الذين يعرفون مستويات تلامذتهم بالفعل، هم أساتذتهم”.
وأشار الخبير التربوي إلى أن اعتبار هذه العملية غير تربوية، “يكمن في كون المكلفين بها جددا وغرباء بالنّسبة للتلاميذ، كما أنهم (المكلفون بالدعم التربوي) لا علاقة لهم بهذا المحيط، وبالمجال البيداغوجي ومكوناته الأساسية”، وفق تعبيره.
من جانبه، قال نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، إن هذه العملية التي أطلقتها الوزارة “لا علاقة لها باستدراك زمن التعلمات، وتدخل فقط في إطار ضمان الاستمرارية البيداغوجية للتلميذ على أمل استدراك زمن التعلمات من قبل أساتذتهم بعد العطلة”.
وأضاف عكوري، ضمن تصريح لهسبريس، أن هذه العملية “تروم الحيلولة دون انقطاع التلاميذ عن أجواء الدراسة وتسرب الملل إليهم. وبالتالي، فقدان الرغبة في استئناف الدراسة بعد عودة الدراسة واستقبال الدروس التي سيتلقونها فيما بعد، ما قد يتطور إلى تعرّض مجموعة منهم إلى الهدر المدرسي”.
أما زمن التعلمات المتعلّق بالمقرر الدراسي، وفق المتحدّث ذاته، “فإن الملزم بتدريسه للتلاميذ هم أساتذتهم الممارسون، وقد اتفقنا مع الوزارة على أن يتم التركيز على المواد الأساسية التي ستوضع فيها الامتحانات الإشهادية أو الخاصة بالمراقبة المستمرة”.