ارتباك كبير انطلق على وقعه تنزيل برنامج حصص الدعم الاستدراكي للتلاميذ خلال العطلة البينية، توزع بين مقاطعة الأساتذة وتشكيك في جدوى الدعم الذي سيتلقاه التلاميذ بسبب عدم توفر الموارد البشرية التي ستتم الاستعانة بها على المؤهلات الضرورية، بعد أن أُسندت العملية إلى الجمعيات في إطار برنامج “أوراش”.
وحسب المعطيات التي استقتها هسبريس، فإن مديري المؤسسات التعليمية لم يفلحوا في إقناع نسبة كبيرة من الأساتذة بالمساهمة في تقديم حصص الدعم الاستدراكي، حيث أفاد مصدر من جمعية آباء وأمهات تلاميذ إعدادية الفتح بسلا بأن الاجتماعات التي انعقدت مع المسؤولين التربويين كشفت أن هؤلاء واجهوا صعوبة كبيرة في إقناع الأساتذة.
وأضاف المصدر ذاته: “عمليا، يمكن القول إنه ليس هناك دعم؛ لأن الأساتذة رفضوا الانخراط في هذه العملية. وهذا شيء متوقع، خاصة بعد الاقتطاعات الكبيرة من أجورهم بسبب الإضراب”.
وتابع: “حاولنا المساهمة في تعبئة الأساتذة؛ لكن تبين لنا أنهم على صواب”.
وبدأت إرهاصات ارتباك تنزيل حصص الدعم الاستدراكي حتى قبل انطلاقها؛ فقد أعلنت جمعية أمهات وآباء وأولياء تلميذات وتلاميذ مدرسة 20 غشت بفاس، بعد اجتماع مع المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، عن “رفض حضور تلميذات وتلاميذ المؤسسة خلال العطلة قصد إنجاز حصص الدعم المزمع إجراؤها ما بين 03 و10 شهر دجنبر الجاري”.
ويعود سبب “مقاطعة” تلاميذ المؤسسة لحصص الدعم الاستدراكي إلى تسجيل الجمعية لمجموعة من الملاحظات؛ منها “غياب تصور واضح وشكل قانوني يحدد الحقوق والواجبات في كيفية التعاقد مع أطراف خارج المؤسسة من أجل الانخراط في حصص الدعم”، و”انعدام ضمانات كافية لحضور التلاميذ أثناء العطلة”، إضافة إلى “غياب تكافؤ الفرص بين كافة المتعلمين”.
وتطرح الاستعانة بأطراف خارج المؤسسات التعليمية من أجل تقديم حصص الدعم الاستدراكية للتلاميذ إشكالا؛ ذلك أن من الشروط المفروضة على الجمعيات المنخرطة في برنامج أوراش أن يكون الأشخاص الذين تُسند إليهم إنجاز المهام المسنودة إليها عاطلين عن العمل، ما يعني عدم توفرهم على الأهلية، حسب إفادة (ك.ب)، أستاذ التعليم الابتدائي بمدينة السمارة.
وأردف المتحدث ذاته، في حديث لهسبريس، أن مديري المؤسسات التعليمية “عرضوا على الأساتذة الانخراط في تقديم حصص الدعم؛ ولكننا رفضنا”، لافتا إلى أن ما جعل الأساتذة يرفضون الانخراط في العملية هو أن الذين قدموا منهم حصصا للدعم خلال السنة الفارطة لم يتوصلوا بعد بتعويضاتهم.
وفيما لم يتسن أخذ رأي وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في الموضوع، ثمنت الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ المبادرة التي ترمي من ورائها الوزارة إنقاذ الموسم الدراسي لتلاميذ التعليم العمومي الذي لا يزال مطبوعا بانتفاء الاستقرار بسبب إضرابات الأساتذة عن العمل تعبيرا عن رفض النظام الأساسي لموظفي قطاع التربية الوطنية.
وقال علي فناش، عضو الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، قال إن تقديم حصص الدعم الاستدراكي للتلاميذ “جاء تفاعلا من الوزارة الوصية بالمطالب التي رُفعت إليها بهذا الخصوص؛ ومنها مطالب الفيدرالية. ونحن نثمن هذه العملية، ولو أنها جاءت متأخرة”.
وبالرغم من تثمين الفيدرالية لمبادرة وزارة التربية الوطنية، فإنها لا تراهن على تحقيق نتائج كبيرة من ورائها، حيث أشار فناش إلى أن حصص الدعم الاستدراكي لن تكون معممة، نظرا للأسباب الموضوعية المحيطة بالعملية، مضيفا: “ندرك أن هذه العملية لن تكون بالطريقة التي اعتادت المؤسسات التعليمية القيام بها في السابق، حيث يتطلب الأمر إجراءات قبلية مثل تشخيص مستوى التلاميذ لمعرفة حاجياتهم، وأن يكون التلاميذ قد راكموا تراكمات معرفية؛ ولكنها على الأقل إجراء لإبقاء الصلة بين التلاميذ والأقسام، بعد الانقطاع الذي سيؤثر لا محالة على مسارهم الدراسي”.