مع أولى حلقاته، خلق المسلسل الرمضاني ” أولاد ايزة” الذي تبثه القناة الأولى، جدلا واسعا وانتقاذات كذلك، بين من اعتبره تنقيصا وتطاولا وتحقيرا لرجال التعليم، وبين من اعتبر الأمر يندرج في إطار تكسير الصمت عن واقع ظل مسكوت عنه ويتطلب معالجته كظاهرة..
المسلسل الذي يأتي في سياق الجدل الذي يصاحب الانتاجات الرمضانية مع كل شهر رمضان وما تخلفه من ردود أفعال بين من يصفها بالحموضة الزائدة والروتين السنوي الممل بذات الوجوه وبذات الأفكار بلا ابداع ولا تميز، ( المسلسل) تحول إلى مادة للنقاش على مواقع التواصل وانتشرت بالموازاة مع ذلك قصاصات تستنكر الطريقة والصورة التي بدى عليها رجل التعليم من خلال لباسه وطريقه حديثه والتي اعتبرها كثيرون بأنها تسيء لهذه الفئة، متسائلين عن الأهداف من وراء تمرير ذلك، ومطالبين الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها…
فمع كل شهر رمضان، هناك تكرار وملل وروتين سنوي بذات الوجوه وبذات الأفكار بلا ابداع ولا تميز، تلك هي الصيغة التي على مايبدو اختارها صناع بعض محتوى البرامج الرمضانية التي باتت ” تسُّد النفس وتُذهب الشهية” على موائد الإفطار، دون أن يُفكر مهندسوها في البحث عن سيناريوهات جديدة تحترم مشاهديها وتساهم في معالجة بعض المظاهر، أو التفكير في انتاج مسلسلات تاريخية بنكهة مغربية لاسيما وأن تاريخنا المجيد حافل بالبطولات والأبطال.
فمع كل شهر رمضان، يرتفع منسوب الانتقاذ الموجه للعرض التلفزي المقدم من قبل بعض القنوات العمومية…سيتكومات مستفزة رمضانية مستنفزة، وتارة وصلات اشهارية طويلة ومملة بنكهة الرقص والغناء، دون استحضار لمشاعر الأسر والعائلات وخصوصية هذا الشهر الكريم، كلها مشاهد أضحت محطة جدل واستهجان على مواقع التواصل الاجتماعي في ردود متباينة، منها من طالب باحترام عقول الكبار، فيما آخرون طالبوا القائمين على هذه ” البرامج الحامضة”، ترك الناس يلتقطون أنفاسهم خلال هذا الشهر الفضيل.
انتاجات وُصفت بالحامضة بلا سيناريوهات محبوكة، ولا ابداع في الأداء، سوى حركات هنا وهناك بذات التقمص وبذات الأداء وبذات الوجوه التي اعتاد عليها المشاهد وألفها كُرها…ومن الناس من استغنها عنها وعن خدماتها، وغيَّر وجهته صوب قنوات أخرى بحثا عن الابداع والتميز..
هي بعض الانتاجات الرمضانية حتى لا نقل الكل، التي خلفت ردود أفعال على مستوى الفضاء الأزرق، إذ تحولت إلى مايشبه محاكمة لهؤلاء القائمين على تمرير هذه البرامج، بعد أن صبوا جم غضبهم عليها واعتبروها مجرد “تقرقيب الناب” لاغير دون أهداف تذكر ، “كل واحد يلغي بلغاه”، في الوقت الذي كان من المفروض على المسؤولين على القطاع، النبش في تاريخ المغرب العريق والعمل على انتاج مسلسلات تاريخية تحاكي تلك التي أبدعت فيها الدراما التركية، بدل الاقتصار على سيناريوهات فارغة المحتوى بسرعة ” الكوكوت مينوت والضحك الباسل”، ضمن بعض انتاجات رمضانية لا تحترم ذكاء المشاهد.