المرجعيات المعرفية والديداكتيكية
لمواد الاجتماعيات
1- التاريخ:
·
مجالات التاريخ:
يتناول
موضوع التاريخ دراسة الماضي البشري بأبعاده الاقتصادية والسياسية
والديموغرافية قصد إعطاء معنى للحاضر.
·
المفاهيم المهيكلة لمادة التاريخ:
ü الزمن: هو الزمن التاريخي في علاقته بالحركة، وتوالي
الأحداث، والتطور، والتغيير. إن التعامل مع الزمن التاريخي يعني الانتقال من زمن
معيش إلى زمن موضوع حيث تتنوع وحدات القياس والتاريخ: الجيل، الفترة، الكرونولوجيا،
التحقيب.
ü المجال: أي تحديد أو توطين المجال المادي الجغرافي في ارتباطه
بالأحداث والوقائع التاريخية، ومن خلال إبراز واقع وبنية المجال في الماضي، أو
تحديد كيان داخل المجال.
ü المجتمع: كل السلوكات والإنتاجات الفردية والجماعية للإنسان في
الماضي بما فيها السوسيو-اقتصادي (الديمغرافيا) والسوسيو-سياسي والسوسيو-ثقافي.
·
النهج في التاريخ:
ü التعريف: إعطاء معنى للمعطيات التاريخية المتناولة وللإحاطة بها –
وهذا يساعد على فك الترميزات والفهم.
ü
التفسير: ينطلق من تأويل المعطيات التاريخية المدروسة. ويتوخي إبراز: الانتظامات والتناسقات
والاتجاهات والترابطات والحركات العميقة.
ü التركيب: إيجاد العلاقة والربط بين الجزئي والكلي – للانتقال من
الخاص إلى العام / التجريد.
·
وسائل التعبير في التاريخ:
في مادة
التاريخ نستعمل الأدوات التواصلية التالية:
ü التعبير اللفظي: استعمال كلمات، مصطلحات، ومفاهيم تنتمي للسجل التاريخي.
ü التعبير العددي: استعمال الأرقام لتقديم معطيات تاريخية.
ü التعبير الكرافيكي: يتميز باختزال المعطيات التاريخية وتنظيمها للتعبير عنها
في:
الخط الزمني،
الخريطة التاريخية، المبيانات / الخطاطات.
2-الجعرافيا:
·
مجالات الجغرافيا:
تهتم
الجغرافيا بمجموعة من المجالات تتلخص فيما يلي: الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية
والجغرافيا الإقليمية.
·
المفاهيم المهيكلة لمادة الجغرافيا:
ü المورفولوجيا: يقصد بها الخاصيات المتعلقة بهيئة الكيان المدروس من
حيث الشكل والبنية والأبعاد.
ü التوطين: تحديد الموقع ورصد التوزيعات الجغرافية باعتماد معايير
الإحداثيات أو النسبية.
ü الحركة: تدل على انتقال كيانات جغرافية عبر المكان (الاتجاه والحدة
ووتيرة التنقل)، وتدل على التطور عبر الزمان.
· النهج الجغرافي:
يشمل المنهج
الجغرافي العمليات الفكرية التي من خلالها يتم التعرف على الظواهر المجالية من
خلال الممارسة المجالية ومختلف أشكال إنتاج وهيكلة المجال، ويرتكز على ثلاثة
عمليات فكرية أساسية هي:
ü الوصف: عملية فكرية نحدد من خلالها رصدا وتقديما للظاهرة
الجغرافية من حيث شكلها الخارجي وكيفية ظهورها ومكانها وحركتها عبر الزمان والمكان.
ü
التفسير: عملية فكرية يتم بموجبها إبراز السبب أو الأسباب التي أدت إلى وجود ظاهرة
جغرافية ومواصفات الكيانات المدروسة مع تبيان التفاعلات فيما بينها.
ü
التعميم: عملية فكرية يتم بموجبها الانتقال من حالات خاصة إلى ما هو عام وتصبح
بالتالي تجربة أو اقتراحات مجردة أو نظرية جغرافية قائمة بذاتها.
·
أدوات التعبير الجغرافي:
ü
التعبير الخرائطي: (خرائط طوبوغرافية، و موضوعاتية + تصاميم) تهتم بإبراز
التوزيعات المجالية كظواهر الجغرافية.
ü التعبير الأيقوني: (صورة فضائية، رسومات تخطيطية، الكاريكاتير) تهتم بإبراز
الخصائص الكمية.
ü
التعبير الإحصائي: (جداول وإحصائيات، مبيانات) ودورها إبراز الخصائص
الكمية.
ü التعبير اللفظي: (تفسير شفهي، وثائق رسمية، تقارير صحفية) تهتم بوصف
الظاهرة الجغرافية.
3.التربية على المواطنة:
·
مجالات التربية على المواطنة:
تهتم مجالات
التربية على المواطنة بالمحيط المحلي والوطني وتجلياته الحقوقية والمؤسساتية وأبعاده
الإنسانية خاصة حقوق الإنسان.
·
المفاهيم المهيكلة لمادة التربية على المواطنة:
المواطنة –
الديموقراطية – الحق والواجب – المسؤولية – المشاركة – التضامن – المساواة –
العدالة.
·
النهج في التربية على المواطنة:
ü الاكتشاف: مرحلة معرفية تحسيسية يقوم خلالها المتعلم بتعلم
مفاهيم أو التعرف على أحداث أو بحث أو معطيات.
ü
رد الفعل: تقوم على سابقتها، حيث يتجه المتعلم نحو بحث أبعاد
الموضوع وبناء إجابة شخصية وتكوين رأي على أساس بعد ديني أو حقوقي أو مدني.
ü
الفعل: البحث عن مسالك للفعل بشكل ملموس حيث يبادر المتعلم بأنشطة أو مشاريع تحترم
المسلسل الفكري الوجداني المنطقي للوضعية، كما يراعي منهجية خطة العمل.
·
أدوات التعبير في مادة التربية على المواطنة:
ü
التعبير اللفظي والكتابي (خطابات، قوانين....).
ü
التعبير العددي (إحصائيات .....).
ü
التعبير البياني والكرطوغرافي (مبينات ظاهرة اجتماعية
معينة...).
vالمرجعيات المؤطرة لمنهاج الاجتماعيات:
لقد روعي في
تحديد مدخلات منهاج الاجتماعيات، أن تكون شمولية ومستوفية لكافة المناحي التي تهتم
شخصية المتعلم، سواء ما يوجه سلوكه من قيم، أو ما يميز محيطه الاجتماعي والبيئي، أو
ما يحدد طبيعة الموقف التربوي الذي سيتيح له الفرصة تعلم المعارف واكتساب الخبرات
الضرورية.
وبناء على
هذا المنظور الشمولي، فإن مدخلات منهاج مواد الاجتماعيات تتحدد في أربعة جوانب
أساسية:
ü
السياق الاجتماعي/القيمي: لا ينفصل المنهاج في جوهرة عن متطلبات المجتمع والقيم
التي يتأسس عليها. ويتجسد هذا السياق الاجتماعي / القيمي في منهاج مواد
الاجتماعيات من خلال التأكيد على:
§
تنمية شخصية المتعلم وجعله منفتحا على بيئته الطبيعية والبشرية،
وإعداده لتفهم الاختلاف في جميع مجالات الأنشطة الإنسانية.
§
ترسيخ مبادي الهوية المغربية، وتربية المتعلم على القيم
المواطنة.
ومن هذا
المنطلق فان المدرسة تعتبر "مجالا حقيقيا لترسيخ القيم الأخلاقية وقيم
المواطنة، وحقوق الإنسان، وممارسة الحياة الديموقراطية.
ü
السياق السيكولوجي: يقوم السياق السيكولوجي على مراعاة النمو العقلي والنفسي
للمتعلم عند انتقاء المحتوى الدراسي، وتوظيف أنسب الطرق لاكتسابها. ويتجلى ذلك في
مراعاة مواصفات المتعلم الناشئ، والارتقاء به من درجة التحسيس والاستئناس إلى درجة
الاكتساب، توظيف المكتسبات.
ü
السياق التربوي: يتأسس هذا السياق على مبادئ التربية الحديثة، التي تفترض
أن المعرفة يتم اكتسابها عن طريق المساهمة الفعلية للمتعلم في بنائها، وأن مبادرة
المتعلم وتدبيره لتعلمه الذاتي، هي الضمانات الأساسية لنجاعة التعليم وفعاليته. وبناء
على ذلك، فقد اعتمد منهاج مواد الاجتماعيات على تدابير عملية أهمها:
§
تبني مفهوم الكفايات، واتخاذها مدخلا للمناهج الدراسية.
§
تجاوز التلقين السلبي واكتساب المعرفة عن طريق التعلم
الذاتي.
§
تنمية قدرة المتعلم على الحوار والمشاركة في الاجتهاد
الجماعي حيث صممت الدروس بأسلوب يجعل الحوار محوريا في عملية التعلم.
ü
السياق الديدكتيكي:
يتأسس منهاج
الاجتماعيات على سياق ديداكتيكي ينطلق من مسايرة مستجدات البحث البيداغوجي، واعتماد
المقومات الابستمولوجية لمواد الاجتماعيات والمفاهيم المهيكلة لها، كمفهومي الزمان
والمجال (بالنسبة لمادة التاريخ) ومفهومي التوطين والحركة (بالنسبة لمادة
الجغرافيا) ومفهوم المواطنة (بالنسبة لمادة التربية على المواطنة).
إضافة إلى
كون منهاج مواد الاجتماعيات، كباقي المناهج الدراسية الأخرى، في انسجام مع مقتضيات
الإصلاح، يعتمد الكفايات كمدخل لبناء عناصر المنهج، بدلا من المضامين والمحتويات، فإنه
يراعي أيضا المبادئ الآتية:
§
مبدأ التفضيل والانتقاء في اختيار المحتويات:
بحيث تمت
مراعاة الكيف بدل الكم، والاهتمام بإكساب المتعلم أدوات منهجية تمكنه من إعمال
العقل، وتشحذ قدرته على التحكم في آليات بناء المعرفة، بدلا من التركيز على شحن
المتعلم بأكبر قدر من المعارف الجاهزة.
§
مبدأ التدرج:
حيث تم
تنظيم المحتويات حسب خصوصيات مواد الاجتماعيات الثلاث، ووفق تصور يراعي التدرج الزماني
(الدخل الكرونولوجي) تبعا لمبدأ التحقيب الزماني، وخاصة بالنسبة لبرنامج التاريخ، التدرج
المنطقي الذي يراعي الأسس النفسية والتربوية للمتعلم (المدخل السيكولوجي)، وينطلق
بالمتعلم من البسيط إلى المركب، ومن المحسوس إلى المجرد، وخاصة بالنسبة لبرنامج
مادتي الجغرافيا والتربية على المواطنة.
§
مبدا التكامل:
وذلك بمراعاة التكامل بين المواد الاجتماعيات الثلاث، سواء على مستوى المنهجية المستعملة في تدريسها من جهة، واستحضار الرابط بين مواد الاجتماعيات وباقي مواد المنهاج، وخاصة المواد المجاورة من حقول معرفية قريبة من جهة ثانية، الأمر الذي تجلي في وضع الكفايات العرضية أو الممتدة، والتأكيد على تنميتها لدى المتعلم.