في هذا الموضوع سنتعرف على أهم نظريات التعلم والنمو، مع
إبراز أهم مميزاتها وخصائصها:
النظرية السلوكية:
v هي نظرية ترتكز حول مفهوم السلوك من خلال علاقته
بعلم النفس، وتعتمد على القياس التجريبي؛ فهي إذن نظرية لا تؤمن بالمجرد الذي لا
يقبل الملاحظة والقياس.
v وهي نظرية تعني الاهتمام بالأجزاء عوض الكل من
خلال تجزيئ الكل التعليمي إلى مثير واستجابة.
ظهر
هذا الاتجاه سنة 1912 بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن أشهر رواده: جون واطسون.
من بين
خصوصيات هذه النظرية: أنها قائمة أساسا على مفهوم
التكرار، أي أن الاستجابات الأكثر تكرارا في مواجهة مثيرات معينة هي الاستجابات
الأكثر قابلية للتعلم.
جون
واطسون يرى أن الانسان كائن سلوكي بامتياز، لا يخضع لأي مؤثرات أخرى خارج محيطه
المادي (الوعي، الشعور، الميول، المواهب، الوراثة)، وبذلك فمن السهل التحكم في
سلوكاته والتنبؤ بها.
v من أبرز مبادئ التعلم في النظرية السلوكية:
1) التعلم فعل مشترك بين الإنسان والحيوان.
2) التعلم عملية سلوكية.
3) يتحقق التعلم بوجود مثير واستجابة.
4) التعزيز والمكافأة عامل إيجابي لتحقيق التعلم.
5) تكرار المحاولة والخطأ يؤدي إلى التعلم.
النظرية الجشطلتية:
هي
نظرية في علم النفس تعني الاهتمام بالكل، عوض الأجزاء؛ لأن الكل له معنى مختلف عن
الأجزاء المكونة له.
وذلك
ردا على النظرية السلوكية التي جزأت العمل التعليمي إلى مثير واستجابة.
هذا
الاتجاه يرى أن التعلم يتحقق كما يلي:
التعلم
= الإدراك + الفهم أو الاستبصار.
و من أهم
مبادئ ومرتكزات النظرية الجشطلتية:
الوعي
بالتعلم فعل إنساني، أما الحيوان فليس له أدنى فكرة عن السبب الذي من أجله يتحول
سلوكه.
1) الاستبصار شرط للتعلم الحقيقي.
2) التعلم يقترن بالنتائج .
3) الحفظ والتطبيق الآلي للمعارف تعلم سلبي.
4) الاستبصار حافز قوي، والتعزيز الخارجي عامل سلبي.
5) التعلم عملية فهم وإدراك.
النظرية البنائية:
v هذه النظرية ترى أن الفرد يبني تعلماته ومعارفه
من خلال التفاعل بينه وبين بيئته، تبعا للسيرورة الزمنية من خلال أربع مراحل ثابتة
ومتتابعة.
1) المرحلة الحس-حركية: وتبدأ
من مرحلة الولادة إلى سنتين من العمر. وفي هذه المرحلة يتفاعل الطفل مع بيئته
بحواسه وبأعضائه أكثر من تفاعله معها بتفكيره.
2) مرحلة ما قبل التعلمات: من
سنتين إلى سبع سنوات، في بداية هذه المرحلة يتعلم الطفل اللغة، كما يتميز بذاكرة
ضعيفة.
3) مرحلة
العمليات المحسوسة: من السنة السابعة إلى السنة الحادية
عشرة. في هذه المرحلة يكون الطفل قادرا على ترتيب الأشياء من الصغير إلى الكبير، ويمكنه
القيام ببعض العمليات المعقدة طالما يتعامل مع الأشياء المحسوسة غير المجردة.
4) مرحلة
العمليات المجردة: من سن الثانية عشرة إلى سن البلوغ، في هذه المرحلة يكون
الفرد قادرا على التصور والتخيل وممارسة الحلول بالطرق العقلية، ويواجه المشكلات ويحاول
حلها باستخدام أكثر من عامل أو مؤثر في نفس الوقت.
v من أبرز رواد هذه النظرية نجد:
"جان بياجيه" الذي أسس نظريته على ثلاثة مفاهيم أساسية هي:
التكيف
والتمثل والملائمة.
النظرية السوسيوبنائية:
v هي نظرية نفسية ترى أن المعارف تبنى بشكل تبادلي،
أي بالتفاعل مع المحيط السوسيولوجي.
من
الخصائص والأسس التي تقوم عليها هذه النظرية:
1) التعلم لا يتم توارثة أو نقله من جيل إلى جيل.
2) التعلم عملية بنائية يقوم بها الفرد في إطار
السياقات الفكرية والاجتماعية.
3) التعلم الاجتماعي أكثر إيجابية من التعلم الفردي.
4) بناء المعارف والمهارات يكون ضعيفا في التعلم
الفردي عكس التعلم الجماعي.
5) تتعايش المتغيرات الاجتماعية مع التطورات
البنائية لتشكيل المعرفة الذاتية ووسائل التفكير.
النظرية المعرفية:
vهذه النظرية، بخلاف النظريات السابقة، كان أهمها
ذهن المتعلم حيث ركزت على كيفية تلقي المعلومة، والعمليات العقلية التي تتم بها، وإدراكها،
وكيفية حفظها في الذاكرة.
vلقد أعادت هذه النظرية صياغة كثير من المفاهيم
النفسية السابقة كالانتباه، والإدراك، والذاكرة، والمعرفة، والميتامعرفة.