بعد شهر على انطلاق خدمة التكوين عن بُعد التي وضعتها المندوبية السامية للتخطيط لفائدة المترشحين للمشاركة في الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، رصد العديد منهم “صعوبات تقنية” في المنصة الرقمية التي تتضمن مجموعة من الوحدات الاختبارية الخاصة بهذا التكوين.
المندوبية السامية للتخطيط وضعت منصة رقمية لفائدة المرشحين لتولي الإحصاء المرتقب تنظيمه في شهر شتنبر المقبل، والذين تشكل نسبة 42 في المائة منهم من حاملي الشهادات، وفق معطيات طلبات المشاركة التي أفرج عنها المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي علمي في مارس المنصرم.
وحسب ما عاينته هسبريس داخل مجموعات فيسبوكية، يجتمع فيها المترشحون للإعداد لهذا التكوين، اشتكى بعضهم من “صعوبات رقمية في استخدام المنصة، ومنهم من عانى من استعصاء فهم محتويات فيديوهات المنصة”.
وقال أحد هؤلاء المترشحين، وفق المصادر ذاتها، إنه “على الرغم من إكمال جميع الفصول، واجتياز كل الاختبارات، لا تزال كل الاختبارات غير مكتملة، رغم القيام بإعادة مشاهدة كل الفيديوهات”.
ومن جهة أخرى، اشتكى بعضهم توقف المنصة لمدة أسبوعين، حيث استعصى الولوج إليها لاستكمال الدورات، وتطلب حلها كل هذا الوقت، وأيضا تكلفة تحميل ومشاهدة الفيديوهات التي تتطلب رصيد أنترنيت كبيرا.
كما رصد هؤلاء المترشحين “طول مدة التكوين”؛ ما يدفع العديد منهم إلى الإسراع في اجتياز الوحدات في ظرف أسبوع، أو حتى خلال اليوم الواحد، وهو ما استغرب منه آخرون أن “الأمر لا يمكن المترشحين من الاستفادة بشكل كاف من مضامين الوحدات الغنية”.
وفي هذا الشق، اقترح العديد منهم تقليص مدة التكوين عن بُعد إلى شهر، مع إعطاء الأولوية بالنسبة للحضوري، معتبرين ذلك “مضيعة للوقت، ويشكل تداخلا في اختصاصات الباحث والمراقب، والمراقب في الوسط القروي ونظيره في الوسط الحضري”.
وحسب المصادر ذاتها، فإن المنصة توفر خدمة الدعم التقني التي تشتغل بالذكاء الاصطناعي للأشخاص الذين يواجهون مشاكل تقنية ورقمية خلال ولوجهم إلى هاته الخدمة طيلة مدة التكوين.
وبالنسبة لعبد الجليل حسيني، مشارك سابق في تكوين المترشحين بإحصاء سنة 2014 ومتخصص في الحسابات الرياضية الإحصائية، فإن “العطب يقع على عاتق المترشحين الذين غالبية المشاركين منهم لهم ضعف معرفي كبير على المستوى الرقمي، في شقه المعلوماتي”.
وأورد حسيني، ضمن تصريح لهسبريس، أن ما يمكن متابعته خلال هذا الشهر هو أن “المترشح للإحصاء يجب أن يكون له علم بمجال الرقمنة والمعلوميات، قبل أن يدخل في مرحلة التكوين عن بعد”.
وأوضح المتحدث ذاته أن منصة التكوين عن بعد تقدم بالفعل خدمات علمية ومعرفية جد مهمة، ستؤهل المترشح بالفعل للعمل الميداني، مستدركا أن “حصول هذا الأمر يتطلب إلماما بالمجال المعلوماتي”.
واقترح المشارك السابق في تكوين المترشحين بإحصاء سنة 2014 أن “تقوم المندوبية السامية بحصص في مجال المعلوميات قصد تعزيز مهارات المترشحين، وأيضا حصص للمواكبة من أجل الوقوف على مدى استيعابهم للمحتوى المقدم في المنصة، بشكل حضوري”.
كما نصح المترشحين الحاليين بالتريث في تجاوز وحدات المنصة، وعدم التسرع في اجتيازها؛ لأن ذلك وفقه “يؤثر على استيعابهم العلمي، وأيضا فهمهم الدقيق لطبيعة العمل الميداني”، مشددا على “أهمية الإلمام المعلوماتي”.
جدير بالذكر أن عملية التكوين عن بُعد بدأت في منتصف مارس الماضي وستنتهي في منتصف يونيو المقبل، سيتم بعدها اختيار 55 ألف شخص من أصل 200 ألف شخص للمرور نحو مقابلة شفوية، مع تخصيص تدريب حضوري في شهر غشت لاستيعاب المفاهيم واستعمال اللوحات الإلكترونية.