أثار فيديو يظهر حفلة تكريم داخل إحدى المدارس التونسية لطالبة من طرف أحد أساتذتها، بسبب ارتدائها الحجاب، جدلاً في تونس، بين من اعتبر أن هذه الخطوة فيها تمييز وتفريق بين الطالبات على أساس الشكل والدين، منتقدين خلط الأستاذ بين الديني والبيداغوجي، ومن رأى أنّها محاولة منه للترغيب والتشجيع على السلوك الجميل.
وفي المقطع المصور الذي شاهده الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر الأستاذ وهو يدخل للقسم وفي يده كعكة كتب عليها "مبارك حجابك"، قبل أن يضعها أمام الطالبة، وسط تصفيق وتهليل من بقية الطلاب.
وفور انتشار الفيديو، شنّ بعض النشطاء على مواقع التواصل هجوماً واسعاً على الأستاذ، معبرين عن استيائهم من هذا التصرّف الذين اعتبروه خارج نطاق العملية التعليمية، وفيه خطر على العملية التربوية، وسط مطالب بمعاقبته.
وتعليقاً على ذلك، اعتبر الناشط محمد توزي، أن ما قام به الأستاذ "جريمة يعاقب عليها القانون"، مضيفاً أنّه "استغل سلطته المعنوية على التلاميذ لفرض أفكاره عليهم"، مضيفاً "أنا كولي لو كانت ابنتي تدرس في ذلك الفصل لقدمت شكاية إلى القضاء"، في حين أكدّت المدونة يقين بلقيس أن ارتداء الحجاب شأن شخصي ولا يحقّ للأستاذ التدخلّ فيه.
بدوره، رأى الناشط مسعود عزازي، أن الأستاذ خالف القانون ووجب معاقبته، مشيراً إلى أن ما قام به هو "شكل استفزازي لمن لا تلبس الحجاب وممارسة خارجة عن نطاق العملية التعليمية المنصوص عليها بالبرامج الدراسية"، بينما دعا المدون محمد منصور وزارة التربية إلى التدخل لطرده "لقيامه بتمرير أفكاره قبل تمرير الدرس في المادة المخصص لتدريسها".
في المقابل، رأت الناشطة عفاف العزعوزي عكس ذلك، واعتبرت أن الاحتفال بلبس الحجاب "موقف جميل وحركة طيبة تتلاءم مع المنهج السائد في المجتمع المسلم"، مضيفةً أنها "محاولة من الأستاذ للترغيب في السلوك الجميل، لأنّه يبقى في النهاية إنسان متكامل من العواطف والمعارف وليس روبوتاً يطبق منهجاً جاهزاً فقط".
لكن المدون سمير سويسي، ردّ على ذلك، بالقول إن ما فعله الأستاذ "خطر على العملية التربوية"، مضيفاً أنه "على المربي أن يتبع القيم الأخلاقية الإيجابية في التعامل مع التلاميذ، غير متعصب لفئة معينة بسبب عقيدة أو خلفية اجتماعية أو اقتصادية، ويعامل التلاميذ على قدم المساواة، ملتزماً ببرنامجه وبمواعيده وأوقاته".