recent
آخر المواضيع

ميراوي.. ثمن العناد سنة بيضاء بالطب

 

عوض أن يستمع عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لمطالب طلبة كليات الطب والصيدلة، ويحافظ على قنوات الحوار والتواصل معهم، قرر ركوب منطق الغنان والعمل بتوجيهات الأمين العام السابق لحزبه الذي كان يرى في كل احتجاج عابر محاولة للي ذراع الدولة.

وبالمنطق نفسه اختار ميراوي أن يصب نار التصعيد على احتجاجات طلبة الطب والصيدلة، حتى بات سيناريو سنة بيضاء يتهدد الكليات المغربية، مع ما يعنيه هذا السيناريو من خسائر مهولة للقطاع الصحي المغربي، في زمن تنزيل ورش الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية.

وفي الوقت الذي كان الطلبة يحتاجون لمن ينصت إلى هواجسهم ويبدد مخاوفهم، اختار وزير التعليم العالي جدا أن يتعامل معهم على أنهم قاصرين ومراهقين، مقررا استدعاء آبائهم لإعادتهم إلى رشدهم، وهو ما أسفر اليوم عن استمرار الأزمة واستفحالها بشكل أكبر، وهي خلاصة تؤكد الفشل الذريع لهذا الوزير.

والأدهى من أن ذلك أن الوزير باشر حل مجالس الطلبة وتوقيف ممثليهم وإصدار قرارات تأديبية، وهي جميعها تحركات لم تسفر عن أي حلول، بقدر ما أنها كانت ردود فعل نفسية للوزير، سرعان ما تلاشى أثرها مع استمرار المقاطعة.

ومن حق المتتبع أن يتساءل كيف تفتقت عبقرية الوزير حتى يطعن في وطنية شباب مغاربة، يرتقب أن يحملوا بذلة الطب مستقبلا، دون أن يستحضر تأثيرات رمي الاتهامات جزافا في حقهم، علما أنه يدرك مقدار هذا الأثر وهو الذي لاحقته اتهامات سابقا بسبب حمل الجنسية الفرنسية.

ولو كان الوزير يتحمل المسؤولية السياسية بالفعل لكان قد بادر إلى تسليم مفاتيح الوزارة التي أثبتت الشهور الماضية فشله الذريع في تسييرها، حتى بات اسمه الأكثر ترددا بين الأسماء الوزارية المرتقب مغادرتها خلال التعديل الحكومي المرتقب.

google-playkhamsatmostaqltradent