تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار مرحلتها الثالثة، اهتماما متواصلا بالمواكبة الصحية للأطفال المتمدرسين في وضعية هشة بإقليم العيون.
ويعد هذا المشروع، الذي تم إطلاقه سنة 2021 بهدف تحسين ظروف تمدرس الأطفال في وضعية هشة على مستوى إقليم العيون، ثمرة شراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، وجمعية الثقة لمساندة المرأة والطفل في وضعية صعبة.
واستهدف هذا المشروع، الذي يندرج في إطار برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة ضمن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023)، والذي خصصت له ميزانية بلغت 905.993 درهم، ما مجموعه 3.787 تلميذة وتلميذا ينحدرون من أسر معوزة، بهدف تمكينهم من مواصلة تعليمهم في أفضل الظروف.
وفي إطار تفعيل محور دعم الصحة المدرسية على مستوى الإقليم، ركزت هذه العملية التي استفاد منها تلاميذ المدارس الابتدائية بالوسطين الحضري والقروي، على تخصصات مختلفة، شملت العناية بالفم والأسنان، وطب العيون، وطب الأطفال، وطب الأنف والأذن والحنجرة، والطب الباطني.
وقالت رئيسة جمعية الثقة لمساندة المرأة والطفل في وضعية صعبة، فاطمة أبوشيعة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه العملية تهدف إلى تسهيل ولوج الأطفال المتمدرسين في وضعية صعبة إلى العلاجات الصحية، وتمكينهم من الاستفادة من الرعاية الطبية في تخصصات مختلفة.
وأشارت إلى أن الجمعية تحملت، بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كافة تكاليف التحاليل والاستشارات الدورية، بالإضافة إلى توفير النظارات الطبية والأدوية لفائدة التلاميذ.
وبخصوص محور صحة الأم والطفل، ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي يفوق 203.500 درهم، من أجل تحسين أداء وفاعلية السياسات العمومية المتخذة في مجال مواكبة صحة الأم والطفل، والذي استفادت منه 1.566 امرأة و402 طفل، خلال الفترة الممتدة من 2019 إلى 2023.
وفي هذا السياق، نظمت جمعية الثقة لمساندة المرأة والطفل في وضعية صعبة، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، حملات توعية همت على الخصوص سرطان الثدي، والمراقبة الطبية بعد الولادة، والتحسيس بفوائد الرضاعة الطبيعية، واللقاحات الأساسية للأطفال والصحة الإنجابية.
وتلتزم اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالعيون التزاما راسخا بتحسين المؤشرات المتعلقة بصحة الأم والطفل، إيمانها منها أن الاستثمار في الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة يشكل رافعة للتنمية، من خلال إعداد بيئة مناسبة لنمو الطفل والتعليم المبكر.