بقلم : منير الحردول
عجبا عندما يتم تجاهل المنطق التربوي العلمي الموجود في جل البلدان الصاعدة والمتقدمة، والمتعلق بطريقة تدبير الزمن المدرسي ونتائجه على التحصيل والصحة النفسية للمتعلمين والمعلمين والأسر والمجتمع والاقتصاد.
فكيف يمكن أن نتخلص من عقدة البعض من الأقلام التي أضحت تحرك المواقف وتصنع الأبطال في عشية وضحاها، فحين ننبه لخلل الزمن المدرسي نهاجم من قبل بعض من يعانون من عقدة كلمة اسمها المدرس (ة)!.
هل يعقل أن يتم التحصيل في أسبوع كامل باستثاء يوم الأحد!
أين الذين يتفاخرون بتعليم ما بعد الاستقلال حيث كانت العطلة الأسبوعية تقتصر على يومين الجمعة والأحد!.
التعليم الخصوصي تنبة لذلك فوضع يومين السبت والأحد ليس حبا في الراحة كما يزعم أهل المكاتب المكيفة وبعض الفئات التي تريد أن يسود الملل في كل شيء، لينتشر التمرد واليأس، وتمسي الفصول الدراسية جحيما لا يطاق للناشئة، فتتحول المدرسة إلى مكان للبؤس والإنغلاق عوض الانفتاج والإبداع والرغبة في العودة إليها باعتبارها أما مجتمعية فاعلة.
المعرفة أصبحت متوفرة وسهلة من حيث الحصول عليها فلم الشحن صباح مساء! مقابل هدر مدرسي معترف به، وعطالة جامعية مؤلمة جدا ،لمن سيدوقون مرارة الفراغ القاتل والملل.
خطاب جلالة الملك حفظه الله سابقا، معبر عن رؤية جوهرية تتلخص في كون المدرسة لوحدها لن تجعل عشرات الآلاف من حملة الشواهد الورقية يحصلون على مبتغاهم من العيش العضوي.
التحصيل يرتبط بقدرة العقل على الاستيعاب حسب المدة الزمنية للقدرة الانسانية، فالراحة ليومين في الأسبوع ليست للراحة.. وتقليص مدة التحصيل المشحون بالضغط امر محمود، وذلك بغي الاستعداد الأمثل والجيد، لنفسية مفعمة بالحيوية والنشاط للأسبوع الموالي.
هكذا ينطق علم العقل وليس حقد جهل النفس.
العبرة بالنتائج دائما مهما كانت نسبيتها، فنظام دورتين في السنة أطال الأمد مقابل لا شيء، كما أن تكاثف الحصص لم يستطع تحقيق الكفايات ولا التمكن من المهارات، فلم يتم هدر الزمن التنموي بسبب زمن مدرسي جامد لا يتصف بالمرونة ولا يراعي الحاجيات النفسية للجميع بما فيها الآباء والأمهات البريئات من كثرة الشقاء، نتيجة هذا الزمن الذي يخطف التركيز العقلي لأغلب الأمهات.
تعديل الزمن ممكن كما أنه يساهم في تنشيط قطاعات أخرى أهل الاقتصاد أدرى بها.
ها أنا أقترح من جديد في اطار الحرية في التعبير.
الإبداع لايرتبط فقط بالانتماء للمجالس وإنما هذا الشعب الذي يناهز عدد سكانه أزيد من 38 مليون نسمة لا يمكن أن يكون عقيما بالكامل!.
يا عقل تعقل ويا ضمير انهض.
البطارية التي التي لا تضيء تم التحقق منها فتم تبرئتها، لأن الخلل كامن في المصباح.