كشف تقرير صادر عن مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء، أن سيرورة تعريب قطاع الثقافة والنشر بالمغرب يترسخ بوضوح مع مرور الزمن.
وأكد التقرير، المتعلق بـ حالة النشر والكتاب في المغرب في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية 2022/2023 ، أن نسبة استعمال اللغة العربية في مجالات الانتاج الأدبي، والفكري المغربي قد ناهزت 79,1 بالمائة، مقارنة بالإمكانات التي احتلتها اللغة الفرنسية خلال العقود الثالثة التي تلت الاستقلال في الفترة مابين 1980-1960، والتي شكلت مرحلة فريدة في تاريخ الإنتاج الفكري المغربي.
واعتبر التقرير نفسه، أن إيقاع النشر، وكما أظهرت ذلك التقارير السابقة، أظهر هذا التقرير أيضا استمرار مسلسل تعريب قطاع النشر المغربي، والذي سبق رصده في التقارير السابقة منذ سنة 2015، أول عام أصدرت فيه المؤسسة تقريرا عن وضعية الكتاب والنشر في المغرب.
وأضاف التقرير، أنه ورغم تفاوت النسب من عام لآخر، فإن سيرورة تعريب قطاع الثقافة والنشر بالمغرب يترسخ بوضوح مع مرور الزمن، كما أن اللغات الأجنبية الأخرى تمثل نسبة ضئيلة من حصيلة النشر المغربي، حيث تقدر نسبة اللغة الانجنليزية بـ 2,28 بالمائة.
وأصدرت المؤسسة السالف ذكرها، تقريرها هذا بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، للمرة الثالثة على التوالي بمدينة الرباط في شهر ماي 2023، مضيفة أنه وبعد الانفراجة التي عرفها عالم النشر والكتاب بالمغرب كباقي دول العالم بعد جائحة كوفيد تقدم المؤسسة بين يدي مهنيي الكتاب والقراء والمهتمين بحالة النشر بالمغرب تقريرها الجديد عن حصيلة نشر الكتاب المغربي لسنتي 2022/2023.
وأكدت المؤسسة ذاتها، أنه يأتي صدور هذا التقرير بعد أن لقيت التقارير السابقة تشجيع الناشرين والمؤلفين والمؤسسات الثقافية، وكذلك عموم الباحثين والمهتمين بقضايا الكتاب والنشر في المغرب، وبعد أن تركت أصداء إيجابية في وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، وكذلك باعتبار أن إعداد التقارير حول النشر يعد جزءا من عمل المؤسسة في إنتاج ونشر المعلومة البيبليوغرافية، وفق منهجية تقوم على المراقبة المنتظمة لقطاع النشر على المستويات المحلية والمغاربية والعربية والدولية، ومن خلال إغناء وتحيين مستمرين لقاعدة بيانات ببليوغرافية متاحة للباحثين والعموم.
وأكدت المؤسسة، على أنها تواصل متابعة ما ينشره المؤلفون المغاربة بالخارج، منذ سنة 2022، حيث تم إحصاء ما مجموعه 1.827 كتابا على مدى السنوات التي غطاها التقرير، وذلك بمعدل 365 كتابا في السنة، مضيفة أنه وفي التقرير الماضي لسنة 2023 تم رصد 282 كتابا نشره المؤلفون المغاربة، أما بالنسبة للتقرير الحالي 2023/2022، فقد بلغت حصيلة الإنتاج المعرفي للمغاربة في مجالات الأدب والعلوم الانسانية والاجتماعية ما مجموعة 653 كتابا، 89 بالمائة منه إنتاج ورقي، و11 بالمائة فقط منشورات إلكترونية، حيث تبقى العربية على رأس لغات النشر بمعدل 71,16 بالمائة، متبوعة بالفرنسية 25,61 بالمائة، ثم باقي اللغات الأخرى.