في تصنيف شمل 199 دولة، حل المغرب في الرتبة 154 عالميا من حيث جودة التعليم العالي، وذلك وفق معطيات حديثة صادرة عن مؤسسة insidermonkey الأمريكية المتخصصة في التصنيفات والمؤشرات العالمية بين الدول.
وحل المغرب في هذه الرتبة المتدنية، استنادا إلى مؤشر جودة التعليم العالمي على ثلاث مؤشرات أساسية متمثلة في عدد الجامعات المصنفة في كل بلد ضمن ترتيب 1000 أفضل الجامعات في العالم، ومتوسط ترتيب الجامعات المصنفة، إضافة إلى نصيب الفرد من الإنفاق الحكومي على التعليم ونصيبه من الناتج المحلي الإجمالي، (حل) في الرتبة المذكورة بعد حصوله على تنقيط إجمالي قدره 0.00023 على واحد.
ولم يصنف التقرير العالمي أي جامعة مغربية ضمن أحسن 1000 جامعة مغربية، في حين حدد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في 3979 دولار.
وعلى المستوى العالمي، جاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الأول بعد حصولها على 0.99 نقطة، نتيجة توفرها على 142 جامعة أمريكية مُصنفة ضمن أفضل 1000 جامعة عالمية، وعلى تجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 80 ألف دولار أمريكي، متبوعة بالمملكة المتحدة التي جاءت في المركز الثاني، بعد حصولها على 0.57 نقطة، فيما حلت الصين في الرتبة الثالثة برصيد 0.40 نقطة.
وعربيا جاءت السعودية في المرتبة الأولى والـ 16 عالميا برصيد 0.098 نقطة، متبوعة بالإمارات العربية المتحدة التي حلت في المركز العشرين عالميا إثر حصولها على 0.077 نقطة، تليهما كل من جمهورية لبنان التي حلت في المركز الـ 40 عالميا ومصر والأردن في الرتبتين الـ 50 والـ53 على التوالي.
وتعليقا على التصنيف، اعتبر الخبير التربوي، عبد الصمد الناجي أن هذه المعطيات ليست بحديدة، بل إن تصنيفات بجودة التعليم العالي المنظومة التعليم ككل وضعت المغرب في مراتب متدنية، لعل أبرزها تصنيف بيزا 2022 وتايمز هير ايديكاشيون.
ولفت الناجي إلى أن الجديد في هذا التصنيف هو أنه يحدد مراتب الدول وليس فقط الجامعات، منبها إلى أن هناك فرقا ما بين تصنيف هاير إيديكاشيون الذي يركز فقط على الجامعات بغض النظر عن انتمائها لهذه الدولة أو تلك وبين تصنيف انسايدر مانكي.
وأشار الخبير التربوي في تصريح لنا ، إلى أن هذا التصنيف الحديث صنف الدول من خلال تقييم مستوى المؤسسات داخلها، مسجلا أن حلول المغرب في مراتب متدنية راجع لأسباب كثيرة، أولها ضعف مستوى البحث العلمي والذي تركز عليه جل التصنيفات.
وأبرز المتحدث أن هذا الضعف يظهر من خلال مؤشرين، أولهما مؤشر النشر العلمي أو ما يسمى بالنشر في المجلات المفهرسة، إذ إن عدد منشورات الباحثين المغاربة في هذه المجلات يبقى ضعيفا مقارنة مع دول أخرى في القارة مثل جنوب إفريقيا أو مصر.
والمؤشر الثاني، بحسب عبد الصمد الناجي، هو براءات الاختراع، يبقى عدد الباحثين المغاربة الناشطين في المجال ضعيفا، وذلك بسبب عدم توفر المختبرات بالجودة الكافية لتحقيق هذا المبتغى .
وأضاف في هذا الصدد: إلى جانب هذين المؤشرين، هناك مؤشرات أخرى مرتبطة بالتعليم العالي خاصة ما يتعلق بمؤشر عدد الطلبة الذين يحصلون على دبلوم في نهاية مسارهم الدراسي وهي نسبة تبقى متدنية، فوفق معطيات رسمية حوالي 59 في المئة من الطلبة المغاربة لا يستطيعون الحصول على الإجازة، وهي نسبة تبقى ضعيفة جدا ولا تمكن المغرب من أن يصنف تصنيفا جيدا في هذه التصنيفات الدولية .