بعدما واجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، طلبة الطب والصيدلة المحتجين بلغة وُصِفت بلغة التهديد والوعيد لإرغامهم على العودة إلى المدرجات الجامعية والعدول عن مقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية والالتزام بمواعيد الامتحانات التي برمجت بداية يونيو القادم، تصاعدت الانتقادات بخصوص ترهيب ميراوي طلبة الطب والصيدلة بتوقيفات انتقامية بدل فتح حوار حقيقي .
وفي هذا الصدد، وجهت النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، سؤالا كتابيا، إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، حول التدابير التي تعتزم الوزارة القيام بها للتراجع عن هذه التوفيقات الانتقامية ضد طلبة همهم بالأساس هو تجويد التكوين، واستخدام لغة العقل والحكمة لتجاوز الأزمة القائمة، والتجاوب مع المطالب المشروعة توخيا للمصلحة العامة لوطننا .
ونددت التامني ب مواصلة الحكومة من خلال وزارة التعليم العالي، تعنتها بنهج أسلوب قمعي انتقامي ضد طلبة الطب والصيدلة، وهو ما عبرت عنه لغتكم التهديدية بالواضح داخل المؤسسة التشريعية ، معتبرة أن هذا الأمر لن يتجه بالاحتجاجات نحو الحل، وإنما سيزيد من دون شك من حدتها وسيؤجج الاحتقان وسط الطلبة .
وعارضت النائبة الربلمانية ذاتها إصدار توقيفات في حق طلبة اعتبرت التامني أنهم لا ذنب لهم إلا أنهم عارضوا بمعية آلاف الطلبة والأسر والهيئات مجموعة من القرارات التي شَرَعت الحكومة في تنفيذها بفرض أسلوب الأمر الواقع ، مضيفة أن هذه التوقيفات هي خير دليل على أن الحوار المزعوم لدى وزارتكم تجسد من خلال المجالس التأديبية التي ترجمت سياسة الزجر والقمع والعنف للتضييق على الطلبة والتضحية بمستقبلهم والاتجاه بالمهنة نحو المجهول .
وانتقدت التامني سلك كليات الطب والصيدلة طريق توقيف الطلبة، وتبرير قرارها بصدور أفعال تخل بالسير العادي للعملية التعليمية من طرفهم متسائلة عن ما إذا كانت فعلا العملية التعليمية تسير بشكل عادي في ظل القرارات التي اتخدتها الحكومة أمام مطالب مشروعة لطلبة الطب والصيدلة؟ مسترسلة وهل بهذا الشكل الانتقامي والقمعي تريد الحكومة حل المشاكل القائمة؟ .
ودافعت الوثيقة ذاتها عن حق طلبة الطب في التعبير عن آرائهم بالرغم من اختلافها مع قرارات الحكومة مسجلة أننا ننتج صيادلة وأطباء الغد القادرين على اتخاذ قرارات مصيرية، وليس (روبوتات) كما تريد الحكومة متوسلة بلغة الوعيد والترهيب بدلا من الحوار والترغيب، وهي اللغة التي استعملتم في استعدادكم المزعوم لإيجاد حلول .
وفي السياق، حذر وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد الطيف ميراوي، طلبة الطب والصيدلة من الاستمرار في خوض الإضرابات ومقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية لأزيد من 5 أشهر، معتبرا أن الوضع الحالي لا يبشر بالخير .
وقال ميراوي في الجلسة التي عقدت بمجلس النواب، أمس الاثنين، إن الوضع الحالي لا يبشر بالخير وتمديد المقاطعة لا يسمح لنا بإيجاد بدائل لإنقاذ السنة الجامعية مردفا أنه إذا استمرت المقاطعة لفترة أطول سيكون لابد من التوجه نحو حلول آخرى، قد تؤدي إلى خسائر فادحة .
وفي سياق حديثه عن حجم الخسائر التي يمكن أن تكبدها سنة بيضاء بكليات الطب والصيدلة لخزينة الدولة، ذكَّر ميراوي بأن تكوين طبيب يكلف أكثر من مليون درهم أي بمجموع أكثر من 140 ألف درهم في السنة لتكوين الطلبة وبالتالي سنة بيضاء ليست فقط ضياع للزمن الجامعي .
وتابع المسؤول الوزاري أنه منذ بداية مقاطعة الطلبة للدروس النظرية والتطبيقية، فتحت الوزاريتين المعنيتين الصحة والحماية الاجتماعية والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار باب الحوار من أجل الرد بكل شفافية مشددا على أننا لبَّينا أكثر ما يمكن من المطالب المعروضة .
وشدد المتحدث ذاته على أنه عندنا قناعة بأننا في حاجة إلى تكوين أطباء من الجودة العالية مبرزا أن ما سيأتي خلال السنوات المقبلة يحتم علينا تكوين أطباء من الطراز العالمي .
وخاطب ميراوي طلبة الطب وأولياء أمورهم بلهجة لم تخْلُ من تهديد، قائلا: سيناريو 2019 لن يعيد نفسه بتاتا، وهذه ليست كلمتي فقط وإنما كلمة الحكومة كاملة .
وأورد الوزير الذي طوقته احتجاجات طلبة الطب والصيدلة منذ أزيد من 5 أشهر أنه لن يكون هناك دورة استثنائية وامتحانات الفصل الثاني قد تمت برمجتها في بداية يونيو المقبل مجددا طلبه إلى جميع الطلبة والآباء والأمهات والبرلمانيين أيضا لإقناع هؤلاء الشباب للالتحاق بكلياتهم لاجتياز امتحاناتهم .