وجد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، اليوم الاثنين، نفسه في وضع لا يحسد عليه وهو يتلقى الانتقادات من طرف النواب البرلمانيين عن أحزاب المعارضة، بخصوص الاحتقان الذي باتت تعيش على وقعه كليات الطب والصيدلة، بعد إعلان الطلبة مقاطعتهم للامتحانات، إذ لم يجد غير استعمال لغة التهديد في وجه الطلبة، بدل فتح باب الحوار والاستجابة لجميع مطالبهم التي يصفونها بـ العادلة والمشروعة .
وفي هذا الصدد، قالت النائبة البرلمانية، نادية تهامي، عن فريق التقدم والاشتراكية، في جلسة الأسئلة الشفوية، تجاوز الاحتقان المقلق والخطير بكليات الطب والصيدلة حدود المقبول، حيث توقفت الدراسة لمدة تزيد عن 5 أشهر .
وأضافت في سؤالها وهي تخاطب وزير التعليم العالي، إن استئناف الحوار صار ضرورة قصوى ومستعجلة لتفادي السيناريو الأسوأ ، الذي وصفته بـ السنة السوداء في إشارة الى سنة بيضاء ، قبل أن تتابع، ارتكبتم خطأ فادحا في حق الطلبة من خلال إغلاق باب الحوار واللجوء إلى لغة التهديد .
وأكدت في معرض سؤالها، على أن طلبة كلية الطب والصيدلية، يطالبون بتوضيح هيكلة مراحل التكوين، خاصة بالسلك الثالث، وكذلك تجويد التكوين الطبي .
وفي رده على تدخل النائبة البرلمانية، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، إنه بالنسبة لإضرابات طلبة كليات الطب منذ بداية المقاطعة فتحت الوزارتين أي وزارته، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، باب الحوار من أجل الرد بكل شفافية .
وأضاف، تم الرد حيث لدينا قناعة بتكوين أطباء ذو جودة عالية لأن القادم خلال السنوات المقبلة يحتم علينا تحضير أطباء من الطراز العالمي ، قبل أن يستطرد، الوضع الحالي لا يبشر بالخير، وتمديد المقاطعة لا يسمح لنا بإيجاد بدائل لإنقاذ السنة، واذا استمرت المقاطعة لفترة أطول سيكون لا بد من التوجه نحو حلول أخرى قد تؤدي الى خسائر فادحة .
وتابع ميرواي، أريد التأكيد والتوجه الى جميع الطالبات والطلبة والآباء والأمهات أن يراجعوا نفسهم، وهذا الكلام ليس لي لوحدي بل للحكومة، لن تكون هناك دورة استثنائية، وامتحانات الفصل الثاني قد تمت برمجتها بداية يونيو المقبل .
وطالب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من جميع الطالبات والطلبة والآباء والأمهات والنواب البرلمانيين، التوجه نحو إقناع الطلبة لاجتياز الامتحانات والعودة إلى أقسامهم، في حين أوضح أنه تم تحقيق 45 مطلبا من أصل 45 مطلب.
ووصف باقي النقط التي لم تتحقق بـ غير المقبولة ، قبل أن يؤكد على أنه بالنسبة للحوار لم يعد هناك أي حوار وطني نهائيا، بل هناك حوار على مستوى الكليات، حيث العمداء والرؤساء يستقبلون الطلبة، والنقط الخلافية سيتم حلها على المستوى المحلي، والوزارتين مستعدتان للتدخل .
ومن جانبه، عقب النائب البرلماني، إبراهيم عبا، عن الفريق الحركي على تدخل الوزير بالقول: الطريقة التي تحاورون بها مع الطلبة بمثابة حوار تهديدي ، قائلا: الطلبة في حاجة الى حوار بطريقة أخرى، واليوم الحوار متوقف من طرف الحكومة، والطلبة ينتظرهم مستقبل مجهول وأنتم لا تتوفرون على الشجاعة وتحتاجون إلى قرار جريء لإيقاف هذا الأمر .
وخلص إلى أن الطلبة يطالبون بتجويد تكوينهم والاشتغال في ظروف جيدة ومحميين من المخاطر ويطالبون بتأطير في المستوى ومدة التكوين .