التمس مستشارون بالغرفة الثانية للبرلمان من رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، التدخل لحل ملف طلبة كليات الطب والصيدلة، من أجل العودة إلى الانتظام في الدراسة والتكوين على غرار تدخله لحل ملفات أخرى.
وجاء في الملتمس الموجه إلى رئيس الحكومة، الذي اطلعت مدار21 على نسخة منه، أن كليات الطب والصيدلة تعيش منذ مطلع السنة الجامعية الحالية 2023-2024 احتقانا بسبب مقاطعة الطلبة للدروس النظرية والتطبيقية احتجاجا على بعض مخرجات السياسة الحكومية في مجال الصحة العمومية وتكوين المهن الطبية والصحية.
وأشار الملتمس، الذي يحمل توقيع المستشارين مبارك السباعي رئيس الفريق الحركي وخالد السطي، عن نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ومصطفى الدحماني، ممثل مجموعة العدالة الاجتماعية، إلى أن هذا الاحتقان زادت حدته بسبب مجموعة من القرارات التأديبية التي تم اتخاذها، عوض فتح باب الحوار مع ممثلي الطلبة والإنصات لمشاكلهم وهواجسهم.
ولفتوا إلى أنهم بادروا إلى اتخاذ مجموعة من المبادرات وعيا منهم بحساسية هذا الملف، الذي يسيء باستمراره لصورة المملكة، ولمصداقية التعليم العالي، فضلا عن تداعياته الاقتصادية والاجتماعية، كان آخرها طلب عقد اجتماع لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لمناقشة الاحتقان الحاصل على مستوى كليات الطب والصيدلة وسبل العودة إلى السير الاعتيادي للدراسة والتكوين .
وذكّروا بإصدارهم، بعد الاجتماع الذي انعقد يوم الجمعة 19 أبريل 2024 وحظي بمواكبة مهمة من طرف الطلبة وأسرهم، بلاغا للرأي العام تطرق للإشكالات المطروحة والأجوبة المقدمة من طرف الوزير على أمل أن يسهم ذلك في تقريب وجهات النظر، عادين أن اتخاذ قرارات تأديبية جديدة في حق مجموعة من الطلبة عقد من مساعيهم للوساطة.
وجاء في الملتمس ذاته: إن إنجاح الورش الملكي الكبير للحماية الاجتماعية الذي أعطى الملك انطلاقته، وفي مقدمة ذلك تعميم التغطية الصحية، يقتضي النهوض بالمنظومة الصحية، وهذا شيء لا يمكن أن يتأتى دون تكوين جامعي نظري وميداني، ذي جودة يراعي التحديات والإكراهات .
وكان أعضاء لجنة عريضة المطالبة بالتدخل من أجل فتح حوار وطني مباشر مع اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وإلغاء جميع العقوبات التي اتخذت ضد ممثلي الطلبة، أعلنوا عن إيداع العريضة لدى رئيس الحكومة بعد تجاوز عدد موقعيها 4000 توقيعا، وهي العتبة التي يحددها القانون قبل الإيداع.
وعممت اللجنة إخبارا تبلغ فيه أن المواطنين الذين ساهموا في التوقيع على هذه مطالب العريضة يتطلعون إلى أن تلقى عريضتهم تجاوبا من طرف السلطات المعنية، بما يحقق الانفراج المنشود في ملف طلبة كليات الطب والصيدلة، ويشكل تحقيقا للديموقراطية التشاركية التي يؤكد عليها دستور المملكة.
وكان ممثل آباء وأمهات طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالرباط، ورئيس اللجنة الوطنية التي وضعت عريضة المطالبة بفتح حوار مع الطلبة وإرجاع الموقوفين، عبد العاطي الفرزدق، قد قال في تصريح لجريدة مدار21 إن دواعي اللجوء إلى صياغة وتوزيع هذه عريضة تكمن في أننا نسعى من خلال هذا الإجراء الدستوري إلى جمع التوقيعات التي يحددها القانون من أجل تلقي إجابة من طرف رئيس الحكومة إما بفتح الحوار أو إعطاء مبررات عن عدم فتح الحوار مع الطلبة المحتجين .
وأجاب المتحدث ذاته وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، الذي سبق أن أكد من داخل مجلس النواب أنه لا حوار وطني مع الطلبة ، قائلا: بالنسبة للآباء هذا هو الخطأ الذي وقعت فيه الحكومة والوزير الوصي ، مسجلا أنه لا يمكن أن يخرج الوزير في كل مرة ليخبرنا أنه استجاب للمطالب ثم يتوارى وراء رؤساء الجامعات وعمداء الكليات حينما يتعلق الأمر بالحوار والتفاوض الحقيقيين .
وأشار رئيس لجنة العريضة إلى أنه كان على الوزير أن يفتح مجال الحوار مع الجامعات والكليات من اليوم الأول مسترسلا أننا نتفهم أن يتحاور الطلبة مع الجامعات في بداية الأزمة ويلجؤون إلى الوزارة حينما يتعذر الوصول إلى الحلول وليس العكس .
وتساءل ممثل آباء طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالرباط كيف يمكن للجامعات والكليات أن تجد حلا لمشاكل الطلبة في وقت عجزت فيه الوزارة بأكملها عن إيجاد مخرج للأزمة؟ ، لا فتا إلى أن هذه الإجراءات هي مجرد مضيعة للوقت الذي هُدر منه الكثير .
وتابع رئيس لجنة عريضة أولياء الطلبة أن هذا (الزكير) السياسي لن يفيد في حلحلة الأزمة ، مؤكدا أنه لدينا يقين كآباء أن جلوس الطلبة مع الوزارة الوصية هو السبيل الوحيد لخفض التوتر وإيجاد حل نهائي لهذه الأزمة التي تهدد الموسم الجامعي لآلاف الطلبة .
وعن تفاعل الوزارة مع مطالب الطلبة، صرح المتحدث ذاته نحن مقتنعون أن الوزارة لن تحقق كل المطالب الواردة في الملف المطلبي ، مبرزا أن الحوار سيفتح الباب إلى التنازلات والتفاوض وسيبسط أرضية مشتركة للتوافق حول الحلول التي سترضي الجميع .