مع دخول السنة الجامعية في كليات الطب والصيدلة أشواطها الأخيرة، لاحت بوادر انفراج أزمة طلبة الطب التي دامت لأزيد من 6 أشهر، وذلك بعدما استدعت الحكومة، أمس الخميس، أعضاء من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة في إشارة إلى إذابة الجليد بين الطرفين واستئناف جولات الحوار التي توقفت لأشهر بسبب تعنت و صمت الحكومة، حسب الطلبة المحتجين، الذين طالبوا بتأجيل الامتحانات التي تنتظرهم الإثنين المقبل.
وبعدما رفضت الحكومة، ممثلة في وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، لأي حوار وطني مع الطلبة وحصره فقط مع رؤساء الجمعات وعمداء الكليات، أبرز مصدر من داخل اللجنة أننا التقينا مع الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أمس الخميس، وطمأننا بأن الحكومة مستعدة للحوار مع الطلبة ، مسجلا أنه لم نُحَدِّد موعد لأولى جولات الحوار .
وبهذه الدعوة، يضيف المتحدث ذاته أننا في اللجنة الوطنية رحَّبنا بهذا الاستدعاء من طرف الحكومة واستجابتها لفتح هذا الحوار الأولي الذي أذاب الجليد بين الطلبة المحتجين والحكومة .
ولم ينْف المتحدث ذاته تأثير العريضة التي رفعها آباء وأمهات الطلبة المحتجين إلى رئيس الحكومة بعدما استوفت عدد التوقيعات المطلوب على تعامل الحكومة مع الأزمة وتحركها واستجابتها لاستئناف الحوار مع اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة حول المطالب التي ظلت ترفعها لقرابة سنتين .
خطورة المرحلة التي نعيشها الآن تُلزمنا بإيجاد حل مستعجل يرضينا ويرضي الحكومة والوزارة المعنية من أجل استئناف الموسم الجامعي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، يؤكد ذات المصدر، ويتابع مشيرا إلى أن هذا التجاوب الذي اعتبرناه إيجابياً يحيل على تخلي الحكومة والوزارة عن أسلوب الصمت والتعنت الذي ظل قائما لعدة شهور .
ولأن البرمجة الحالية لامتحانات كلية الطب حَدَّدَت الإثنين المقبل كأول أيام إجراء الامتحانات، اعتبر المصرح ذاته بأن مطلب الطلبة تأجيل الامتحانات هو أمر بديهي بما أننا لم ندرس لأزيد من 6 أشهر ، متابعا أن استدراك القدرة على الدراسة والاستعداد الجيد للامتحانات بعد كل هذه المدة من التوقف والاحتجاج تستدعي تأجيل الامتحانات على الأقل لمدة أسبوع .
وبخصوص التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الحكومة بعد عقد لقاء حول تجويد التكوين الطبي، أورد عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب أننا التقطنا رسائل إيجابية من التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة وظهر لنا بأن بوادر حل الأزمة التي دامت 5 أشهر تلوح في الأفق ، مضيفا أن هذه التصريحات جعلتنا نقتنع بأن أزمة طلبة الطب لقت صدى لدى رئاسة الحكومة وليس لدى وزارة التعليم العالي فقط .
وعَلَّق المتحدث ذاته على التدخل المباشر لرئيس الحكومة في أزمة طلبة الطب على أنه خروج لتدبير ملف أزمة طلبة الطب من بين يدي وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، ومساندة له في حلحلة هذا الملف الذي كَبُر عليه وعلى وزارته .
وقالت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة أنها تلقت بروح إيجابية تصريح رئيس الحكومة الذي أعلن فيه على أن التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب يعد من أولويات الدولة الاجتماعية ، معتبرة أن هذا التصريح يؤسس للمعالم الكبرى لحل أزمة التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب التي دامت لأزيد من 6 أشهر .
حضور اجتماع أولي لمناقشة التأسيس لوساطة جادة، حسب ذات اللجنة، هو تجاوب إيجابي من طرف الحكومة ، وواصلت، في بلاغها الإخباري، مبينةً أهمية هذا اللقاء قائلةً إنه تأسيس للتوصل إلى حلول نهائية ترفع الضبابية السائدة منذ أزيد من سنتين، وتوضيح لمختلف النقاط العالقة بملفنا المطلبي، لضمان الحفاظ على جودة التكوين الطبي والصيدلي لكفاءات مغرب الغد .