مفهوم
المقياس:
يرى "مهرنز" أن عملية القياس هي تلك العملية
التي تمكن الأخصائي من الحصول على معلومات كمية عن ظاهرة ما، وأما أداة القياس
فيعرفها على أنها: أداة منظمة لقياس ظاهرة موضوع القياس والتعبير عنها بلغة رقمية،
كما يقصد بالقياس النفسي عملية مقارنة شيء ما بوحدات معينة أو بكمية قياسية أو
بمقدار مقنن من نفس الشيء أو الخاصية بهدف معرفة كم من الوحدات يتضمنها هذا الشيء،
ويقصد بالاختبار النفسي: أداة للحصول على عينة من سلوك الفرد في موقف معين من حيث
ظروف التطبيق ومواد الاختبار وطريقة التصحيح.
كما يشير مصطلح "قياس" (Measurement)
في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية إلى عملية تقدير رقمية أو كمية لمقدار ما
يملكه فرد معين من صفة أو خاصية من الخصائص بمقياس معين ووفقا لقواعد معينة.
فالباحث في مجال علوم التربية والنفس والاجتماع يطبق مقياساً ما على عدد من
الأشخاص لإعطاء كل منهم درجة تدل على مدى تحصيله أو مدى اتصافه بصفة نفسية خاصة،
أو درجة اقتناعه برأي اجتماعي معين أو درجة تعصبه لجهة من الجهات.
ويتضح مما سبق أن للمقاييس في حقل التربية وعلم النفس
والاجتماع والخدمة الاجتماعية دوراً هاماً كأدوات بحثية يعتمد عليها في عدة مجالات
كالتقويم والاختيار المهني والتعليمي، والتوجيه والتصنيف، والتشخيص الإكلينيكي
وفحص الاتجاهات والرأي العام.... الخ.)، فضلاً عن استخدامها بشكل واسع في التحقق
من الفروض العلمية.
ما
هي المقاييس؟
عرفها (tyle) في كتابه
الاختبارات والمقاييس، على أنها عبارة عن "أدوات صممت لتستخدم في اتخاذ
القرارات البشرية".
وهي أيضاً مجموعة كبيرة من العمليات حيث أن الشيء الوحيد
المشترك بين جميع هذه العمليات هو استخدام الأرقام لأن القياس يعني تحديد الأرقام
حسب قواعد معينة وهذه القواعد ليست ذا طبيعة ضيقة ومحددة.
وعرفها جلال سعد في كتابه المرجع في علم النفس على أنها
عبارة عن: وسائل علمية يمكن أن تؤدي فائدة كبيرة وتحتاج إلى خبرة ومران ولا
يستخدمها إلا المختص.
أنواع
المقاييس:
أنواع المقاييس النفسية:
(أ) المقاييس الموضوعية:
هي الاختبارات التي صممت على أنها موضوعية يعني يمكن
تصحيحها بنفس الطريقة في كل مرة وفي أي مكان بغض النظر عن الشخص الذي قام بتطبيق
الاختبار أو تصحيحه أو تحليل نتائجه، بعبارة أخرى أن هذه الاختبارات الموضوعية
تتأثر تأثرا بسيطا جدا بتحيز الفاحص أو بتحيز المفحوصين.
أولا: اختبارات الذكاء:
الهدف من هذا الاختبار هو: معرفة درجة ذكاء الفرد لغرض معرفة قدراته العقلية
العامة ومن المقاييس المستعملة لأجل ذلك مقياس ستانفورد بينيه، ومقياس وكسلر،
وبلفيو لذكاء المراهقين والراشدين، واختبار كاتل للذكاء.
ثانيا: اختبارات الشخصية:
وأهمها اختبار الشخصية المتعدد الأوجه (M.M.P.I) تم تصميمه
من قبل " لهاثاواي وماكنلي" بجامعة مينسوتا.
وتمت ترجمته إلى العربية وتقنينه من قبل "لويس كامل"،
ويتكون الاختبار من 567 سؤال متضمناً عشرة مقاييس إكلينيكية منها توهم المرض،
الانقباض الهستيريا، السكاشينيا، الهوس الخفيف، الذكورة والأنوثة، الانحراف
السيكوباتي البارانويا، الفصام، الانطواء الاجتماعي، وبإمكان هذا الاختبار أن يكشف
الجوانب المتعددة للشخصية.
ثالثا: اختبارات الاتجاهات:
الاتجاه هو شعور الفرد العام الثابت نسبياً الذي يحدد
استجاباته نحو موضوع معين أو قضية معينة من حيث القبول أو الرفض التأييد أو
المعارضة، فالاتجاه إما إيجابي أو سلبي، وهنا نوعان من الاتجاهات - الاتجاهات
الإيجابية مثل ترشيد استهلاك الماء أو الكهرباء، تقليل الدهون الحيوانية في
الغذاء، وغيرها.
الاتجاهات السلبية مثل: التدخين المخدرات، الغش في
الامتحانات، وغيرها. تحديد وتغيير الاتجاهات وأصحاب هذه الاختبارات هم "
ليكرت وثرستون وآخرون. واختبار تتوظف للتنبؤ بالسلوك وثم:
رابعاً: اختبارات الميول:
تتضح أهمية اتجاه الميل وقوته في ميدان التربية والعمل وارتبطت اختبارات الميول
بالتوجيه المهني بسبب قدرتها على تحديد ميول الفرد نحو المهنة ومنها اختبار "كودر"
للميول المهنية.
(ب) الاختبارات الإسقاطية: الإسقاط مفهوم نفسي قدمه " فرويد"، ويعد أحد
المفاهيم المحورية في نظرية التحليل النفسي، وهو العملية التي يطرح فيها الشخص
خصائص ومشاعر ورغبات ومواضع عن ذاته ويلقي بها على الآخرين وما يطرحه الشخص هنا
أشياء يجهلها أو يرفض تواجدها فيه، وهو آلية (ميكانيزم) دفاعية لاشعورية يلجأ
إليها الفرد تخفيفاً من وطأة القلق الناتج مقصود بحد ذاته للفرد وتسمح بإظهار
مكونات عن مخاوف وشهوات غير مشروعة أو مقبولة من المجتمع.
لذا تقدم الاختبارات الإسقاطية منبهات غامضة والغموض
اللاشعور إلى الخارج، معبرة عن نفسها في صورة استجابات تقبل تأويلات وتفسيرات
للشخصية ككل، والاختبارات الإسقاطية هي تقنيات نفسية قياسية ولكنها تحدد موقف نفسي
- دلالي عند المفحوص الذي يستسلم لحلم متخيل انطلاقا من مادة مبهمة غير مبينة
جيدا.
وظائف الاختبارات والمقاييس:
1- التوقع أو التنبؤ: يمكن أن تساعد نتائج الاختبارات المرشد في توقع نجاح أو
الدرجات التي يمكن أن يحصل عليها المسترشد في مجال معين مثل دراسة مقرر أو وظيفة
أو عمل.
2- التشخيص: يمكن للاختبارات أن تخدم المرشد في عملية التشخيص أو
تصوير المشكلة، حيث يمكن مساعدة المسترشد على فهم أفضل لمهاراته ومعلوماته ومن ثم
الاستبصار بالمجالات التي يعاني فيها من نقص أو يكون فيها المسترشد أدنى من
المستوى المطلوب.
3 - المراقبة: يمكن للمرشد أن يتابع تقدم وتطور المسترشد باستخدام
الاختبارات.
4 – التقويم: تعتبر الاختبارات أدوات هامة في عملية تقويم البرامج
وتقويم عمل المرشد.
مزايا المقاييس:
1- الكفاءة والعملية، وسيلة للدراسة المتعمقة.
2 - وسيلة للتنفيس والتعبير، فهي تصلح لفئة الذين لا
يجيدون التعبير الصريح عن حقيقة مشاعرهم ومن ثم تعد فرصة جيدة وأداة فعالة لهذه
الفئة.
3- تصلح لعقد مقارنة تفيد الدرجات النهائية بكل مقياس في عقد مقارنة بينها وبين درجات الآخرين أو درجات نفس المفحوص في مراحل متتالية.
4- الحياد عادةً لا يعطي المقاييس فرصة للفاحص بالتدخل
بآرائه الشخصية فهي تعطي درجة من الموضوعية جيدة لبعدها عن التعصب والأحكام
الذاتية للفاحص.
العوامل التي تؤثر في المقاييس:
1- الخبرة السابقة: أوضحت الدراسات أن أخذ
الاختبار مرات سابقة يجعل المفحوص يحصل على درجات مرتفعة.
2- مجموعات الاستجابة: قد يكون لدى بعض
الأفراد ميل للإجابة (بنعم) على كل البنود التي يميل لها الفرد والإجابة بـ (لا)
على الفقرات التي تشتمل على المشكلات الشخصية.
3- مجموعة الإجابات المرغوبة اجتماعياً يصور
الفرد نفسه على أنه حسن التكيف، ويتمتع بالصحة النفسية، ويبدو هنا السبب وراء هذه
الإجابات هو الدفاع عن النفس ضد تهديد ضمني أو انتقاد أو يكون غير متكيف.
4- التخمين عندما يكون المفحوص غير متأكد أو
ليس عنده أي فكرة عن الإجابة الصحيحة.
5- السرعة - القلق والتوتر أثناء الاختبارات
- المكان القائم بالاختبار (الفاحص)، تفسير نتائج الاختبارات.
6- صياغة العبارات قد تكون عرضة لأكثر من
تأويل.
7- بعض المقاييس لا تضع في حسابها الفروق
الفردية سواء في صياغة العبارات أو في التفسير.
8- تتأثر الدرجات بشكل ما بدرجة القلق (قلق
الاختبار لدى المفحوص).
9- تتأثر الدرجات بالحالة المعنوية للمفحوص
عند الإجراء كجوعه أو عطشه أو شعوره بالبرد.
أهم المقاييس الموضوعية:
مقياس ستانفورد بينيه:
ظهر هذا المقياس في عام 1905 م على يد بينيه
وسيمون في فرنسا، ويتكون الاختبار من (30) فقرة متدرجة في
الصعوبة وتغطي الفئات العمرية من (11-3) سنة، ولكن في عام (1916م) جرى تطوير
المقياس في جامعة ستانفورد في أمريكا على يد تيرمان وميريل، وعرف منذ ذلك الوقت باسم
مقياس ستانفورد بينيه للذكاء، وقد بني هذا المقياس على عدد من الافتراضات، أهمها
مفهوم الذكاء والذي يتضمن عدداً من القدرات العقلية أهمها التذكر والتفكير
والملاحظة والتأزر البصري الحركي، وتوازي العمر العقلي والعمر الزمني، ثم تمايز
الأداء مع تمايز العمر.
غطى هذا المقياس الفئات العمرية من سن (2) وحتى سن (18) بواقع (6) اختبارات
في كل فئة عمرية، وتستغرق عملية تطبيق المقياس من (30) إلى (90)، أما تصحيحه
فيستغرق من (30-40) دقيقة.
مقياس وكسلر للذكاء:
قام العالم الأمريكي " دافيد وكسلر " عام 1939 م وكان آنذاك يعمل
خبيراً للأخصائيين النفسين بمستشفى بلفيو للطب النفسي بإعداد عدد من المقاييس
للذكاء منها هذا المقياس لقياس ذكاء الراشدين والمراهقين، ويتميز عن مقياس ستانفورد
- بينيه بما يأتي:
-
مفرداته أكثر ملائمة للكبار.
-
استغنى فيه عن مستويات العمر وقسم المقياس إلى اختبارات
فرعية.
-
تقدر نسبة الذكاء من الدرجة التي يحصل عليها الشخص في
الاختبار مباشرة دون الحاجة إلى العمر.
-
يبين نوعين من نسب الذكاء يعتمد أحدهما على الناحية
اللفظية بينما يعتمد الآخر على الأداء.
-
يتكون مقياس "وكسلر" لذكاء الراشدين من أحد
عشر اختبارا ستة منها لفظية وخمسة عملية يعتبر من مقاييس القدرة العقلية المعروفة
في مجال التربية وعلم النفس، وقد ظهر نتيجة للانتقادات الموجهة لمقياس ستانفورد
بينيه من حيث الأسس النظرية التي بني عليها ومن حيث دلالات صدقه وثباته وإجراءات
تطبيقه وتصحيحه، وللمقياس عدة أنواع من المقاييس حسب الفئات وهي مقياس وكسلر لذكاء
الكبار، مقياس وكسلر لذكاء الأطفال، مقياس وكسلر لذكاء في مرحلة ما قبل المدرسة
عرف وكسلر الذكاء بأنه قدرة الفرد العامة على العمل الهادف وعلى التفكير المنطقي
وكذلك على التفاعل مع البيئة بفاعلية ونشاط.
اختبار الشخصية المتعدد الأوجه (M.M.P.I):
تم تصميمه من قبل لهاثاواي وماكنلي بجامعة مينسوتا وتمت
ترجمته إلى العربية وتقنينه من قبل "لويس كامل"، ويتكون الاختبار من (567)
سؤالا متضمناً (10) مقاييس إكلينيكية منها توهم المرض الانقباض، الهستيريا،
السكاشينيا، الهوس الخفيف، الذكورة والأنوثة الانحراف السيكوباتي، البارانويا،
الفصام، الانطوائي الاجتماعي. وبإمكان هذا الاختبار أن يكشف الجوانب المتعددة
للشخصية.
مقياس القلق:
هذا الاختبار يقيس بدرجة كبيرة وموضوعية مستوى القلق عن
طريق ما يشعر به الأفراد من أعراض ظاهرة وصريحة، ويصلح هذا الاختبار لجميع
الأعمار، ويتكون من (50) سؤال للكشف عن مستوى القلق لدى المفحوص، وهو عبارة عن
أسئلة يجيب عليها المبحوث حسب حدوث السلوك وفق الاختيارات التالية: لا يحدث أبدأ
يحدث أحياناً. يحدث دائماً من خلال قراءة السؤال ثم التفكير في سلوكه كيف يكون
عادة من خلال وضع إشارة (صح) أمام الإجابة التي تصف السلوك بدقة، حيث تمثل الدرجات
من (50-75) قلق طبيعي وعادي، ومن (150-126) قلق مرضي وفي حالة متقدمة جداً.
مقياس الاكتئاب للارون بيك:
وهو مقياس مصمم لحالات التشاؤم والقلق الناتج لحدث أو
موقف أو في حالات التقلب وخاصة في حالات النزاع الأسري.
هدف المقياس قياس مدى تأجيل النزعة الحزينة والمتشائمة
في الشخصية، يتضمن المقياس (21) موقف، لكل موقف أربعة مستويات من صفر - (3) وكل موقف يعني
بمظهر محدد من مظاهر النمط الاكتئابي.
أهم الاختبارات الاسقاطية.
اختبار بقع الحبر لرورشاخ:
في سنة 1918م وضع "هرمان رورشاخ" الطبيب النفسي السويسري
لوحات الاختبار الإسقاطي بقع الحبر الذي أصبح يحمل اسمه، وفي سنة 1921 م نشر كتابه
التشخيص النفسي إن بقع الحبر الرورشاخية ليست فقط امتحان للتحليل بل يمكنها أن تصف
بنية الشخصية.
يعتبر أهم الاختبارات الإسقاطية المكتشفة لحد الآن وهي
عبارة عن بقع من الحبر التي وضعها العالم "رورشاخ" ذات أشكال مدروسة
ونظامية، تحوي أشكال متناظرة مهمة كونها تشابه الواقع، فأغلب الكائنات والأجسام في
الحياة الواقعية متناظرة الأشكال التي وضعها "رورشاخ" ذات دلالات مدروسة
وموضوعة نفسيا للعلم فالاختبار دقيق للغاية ويحوي أبحاثا كثيرة، حتى أن مناطق
الفراغات أو الحدود الخارجية لها تفسيرات نفسية معينة.
يحتوي هذا الاختبار على عشر بطاقات وفي كل بطاقة بقعة
حبر غامضة متناظرة محورياً ونجد هناك لوحات بلون أسود ورمادي ولوحتان يضاف إلى
الأسود والرمادي اللون الأحمر، والثلاث لوحات الباقية فيها عدة ألوان كالأزرق
والأخضر والأصفر والأحمر والبرتقالي والوردي، وتصل مدة الاختبار حتى (90) دقيقة وتكون على
مبدأ انظر كيفما تريد لكن قل كل ما تراه.
إحدى بطاقات اختبار رورشاخ - البطاقة الأولى:
تفسير الاستجابة:
كائن له جسم في الوسط وجناحان على الجانبين. وهذه دلالة
على الخضوع إلى الوالدين، دون أي نزعة للمعارضة ضد أوامرهما، كما أنها قد تشير إلى
أن الفرد قد قبل سيطرة الوالدين عليه.
الجزء الجانبي: وجه شخص دلالة على موقف النقد المنظم.
الجزء المركزي: في الوسط رؤية تمثال إنسان دلالة على
الجنسية المثلية الكامنة.
رؤية ملابس داخلية أو ملابس شفافة دلالة على اتجاه نحو
كشف ما هو وراء وجوه الناس.
الجزء العلوي: رؤية أيادي تعني إما طلب النجدة أو
التهديد.
رؤية فاه مفتوح دلالة على الاعتداء أو تهديد بالكلام.
الدلالات العامة للبطاقة كلها تعني:
إذا كان إدراك البقعة كلها على شكل سفينة، فهي إشارة
للحياة داخل الرحم أو تبعية كاملة للأم. رؤية وجه شيطاني أو غير اعتيادي دلالة على
العدوانية المدفونة لدى الشخص.
رؤية وجه مهرج يبتسم دلالة على تمتع بروح مرحة محبة
للفكاهة.
اختبار تفهم الموضوع (TAT):
يعد اختبار تفهم الموضوع (التات) من أكثر الأساليب الإسقاطية
- بعد الرورشاخ شيوعاً في الاستخدام الإكلينيكي، إذ يستخدم على نطاق واسع في أعمال
العيادات النفسية وفي دراسة الشخصية، ويعتبر اختبار تفهم الموضوع واختبار الرورشاخ
مكملان لبعضهما في التقويم النفسي للشخصية.
حيث أن اختبار تفهم الموضوع يركز أولاً على المضمون ثم
يهتم بالمظاهر الشكلية أو التعبيرية، بينما يهتم اختبار الرورشاخ بالمظاهر الشكلية
أولاً ثم المضمون.
ويفضل اختبار تفهم الموضوع على الرورشاخ في بيان
ديناميات الشخصية مثل: الحوافز الحاجات المشاعر الصراعات العقد النفسية،
والتخيلات)، في حين يفضل الرورشاخ على اختبار التات في بيان دفاعات الأنا والحيل
النفسية التكيفية والتركيب المرضي وغيره من مكونات الشخصية.
وقد طور التات (T.A.T) للمرة
الأولى عام (1935م) على يد كل من (هنري موراي وكريستينا مورجان. وقد
استخدماه لأول مرة لدراسة التخيل لدى المفحوصين الأسوياء، ثم اتضحت بعد ذلك
الإمكانيات الإكلينيكية للإختبار. وقد أصبح الإختبار يستخدم في العيادات النفسية
أكثر من استخدامه في مجالات البحوث النفسية على الأسوياء.
حيث وضحت فوائده في دراسة الشخصية وفي تفسير اضطرابات
السلوك والكشف عن الأمراض السكوباتية والعصاب والذهان ومما يعتل في نفس الفرد من
مشاعر وانفعالات ودافع ونزعات مكبوتة وألوان الصراع المختلفة. ويتكون الاختبار من
ثلاثين بطاقة تحتوي كل منها على صورة تتفاوت في غموضها من بطاقة لأخرى، وبطاقة
واحدة بيضاء ليس بها أي شيء وهذه البطاقات مقسمة ومحددة بأرقام وحروف تبين صلاحية
البطاقة لفئة أو أكثر من فئات.
تعليمات اختبار تفهم الموضوع (TAT): يمكن أن
يستعمل الباحث تعليمات مختلفة مثل: "سأقوم بتقديم صور لك، وأريد منك أن تتخيل
وتحكي لي قصة حول كل صورة"، أو: "هذه صور تمثل أشخاص يقومون بعمل معين،
أطلب منك أن ترى كل صورة وتحكي لي حكاية حولها"، قل لي ماذا يحدث؟، تخيل بأي
عمل يقومون، ماذا حدث من قبل وماذا سيحدث من بعد، لكن أغلب الباحثين يفضلون استعمال
التعليمة التالية: "تخيل قصة انطلاقا من هذه البطاقة".
إحدى بطاقات اختبار تفهم الموضوع (TAT) - البطاقة
الأولى
تفسير الاستجابة:
-
الموضوع الظاهر: ولد صغير جالس إلى منضدة يتأمل وينظر
إلى آلة موسيقية (كمان). الإيحاءات الكامنة لوحة تفضل الرجوع إلى تقمص شخصية شاب
في حالة عدم نضج وظيفي، في مواجهة شيء يعتبر كموضوع خاص بالراشد، حيث معانيه
الرمزية تكون شفافة، وهذه الصورة تثير قصصاً حول الوالدين والقلق وصورة الذات
والإنجاز.
عناصر المقياس:
1. التعريف بالمقياس نبذه عامة عن المقياس.
2. طريقة تطبيق المقياس تعليمات لتطبيق
المقياس.
3. طريقة تصحيح المقياس (مفتاح المقياس):
تجميع درجات المقياس.
4. تفسير درجات المقياس: ماذا تعني كل درجة
بعد تجميع درجات المقياس.
5. بدائل المقياس (تدرج المقياس ليكرت Likert).
من هو ليكرت؟
ولد رينسس ليكرت عام 1903م، في مدينة تشييني
بولاية وايومنغ الأمريكية، وحصل على شهادة البكالوريوس في تخصص الاقتصاد من جامعة
ميتشغان هام 1926م، ومن ثم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة كولومبيا عام 1923 م، وقد بدأت
اهتماماته البحثية في موضوع علم النفس الاجتماعي، خلال دراسته في مرحلة
البكالوريوس، وكانت هذه البداية الحقيقية في بناء "مقياس ليكرت"، وقد
تبلورت الفكرة الأساسية للمقياس في مقال علمي بعنوان: "طريقة لقياس
الاتجاهات"، نشره "ليكرت" في دورية علمية متخصصة بعلم النفس في عام
1932م. والمقياس من أسهل طرائق قياس الاتجاهات وأكثرها شيوعاً، عبارة عن أسلوب
لقياس السلوكيات والتفضيلات، مستعمل في الاختبارات النفسية استنبطه "رينسس
ليكرت"، يستعمل في الاستبيانات وبخاصة في مجال الإحصاءات ويعتمد المقياس على
ردود تدل على درجة الموافقة أو الاعتراض على صيغة ما، وهناك نوعان للتدرج في
المقياس:
1 - التدرج الخماسي.
2- التدرج الثلاثي.
ومن الأمثلة على ذلك:
موافق بشدة |
موافق |
محايد |
غير موافق |
غير موافق بشدة |
دائمًا |
غالبًا |
أحيانًا |
نادرًا |
إطلاقًا |
موافق |
لا أدري |
غير موافق |
لا يحدث أبدا |
يحدث أحيانا |
يحدث دائما |
اتجاهات العبارات:
تنقسم العبارات في المقاييس الموضوعية إلى فئتين أحدهما
ذات اتجاهات (إيجابية) مرغوب فيها، والأخرى ذات اتجاهات (سلبية) غير مرغوب فيها.
(1) العبارات ذات اتجاه إيجابي هي عبارات تحتوي على
تفضيل الموضوع الاتجاه حيث تعكس العبارات الموجبة استحساناً من المفحوص الموضوع
الاتجاه. مثال:
- شريك حياتي ودود ومحب لي.
- عواطف شريك حياتي نحوي قوية.
- اقضي معظم وقتي مع عائلتي.
- اشعر بالراحة عندما ألجأ إلى رجال الدين أو الشيوخ
طلباً للمساعدة.
(2) العبارات ذات اتجاه سلبي:
هي عبارات تحتوي على رفض الموضوع الاتجاه حيث تعكس
العبارات السالبة عدم استحسان من المفحوص لنفس موضوع الاتجاه مثال:
-
أنا نادم على زواجي.
-
لا أحصل على الحب والود الذي أريده من شريك حياتي.
-
اشعر كما لو كنت غريباً في عائلتي.
-
عائلتي تثير أعصابي.
-
لا أتفق مع شريك حياتي حول قراراتنا الرئيسية.
حساب درجات المقياس ذو الاتجاهات الإيجابية والسلبية:
تعتبر الإجابة على الفقرات المقياس الاختبار من ضمن سلم
متدرج حسب تدريج ليكرت الخماسي موافق بشدة (5) درجات، موافق (4) درجات، ومحايد (3)، وغير موافق (2)، وغير موافق بشدة
(1) درجة، ويتم عكس الدرجات في حال الفقرات (السلبية).