جزء ثانٍ من سلسلة “حكاية بطل” التي يكتبها الكاتب والمستشار التربوي كمال هلوان، صدر مهتما بأصغر روائية تكتب الأدب باللغة العربية؛ المغربية عبير عزيم، موثّقا ضمن منشورات جامعة المبدعين المغاربة؛ “سيرة المبدعة اليافعة عبير عزيم؛ فبالرغم من حداثة عمرها، فإنها بصمت على مسار مذهل أدهش الجميع”.
يأتي هذا الإصدار الجديد ضمن سلسلة “موجهة للصغار كما الكبار، للناشئة من مختلف الأعمار، للأطفال اليافعين والشباب خاصة، ولجميع الآباء والأمهات والعاملين في ميدان التربية والتعليم والتدريب عامة”، عن طريق “مجموعة من القصص الحقيقية، لأطفال وشباب من مختلف دول العالم، خرجوا من رحم المعاناة وحققوا أعظم الإنجازات، كتبوا بمداد الفخر لأروع النجاحات، وتركوا بصمة جليّة في هذه الحياة”.
ويعرّف الكاتب بالأديبة اليافعة، قائلا: “كانت ولادتها بمدينة تاهلة في إقليم تازة سنة 2009، وتتابع دراستها بالسنة الثالثة إعدادي بمؤسسة لزعر أقلام، وفتحت عينيها داخل أسرة مثقفة شغوفة بحبّ الكتب، وكانت محظوظة بالقصص والحكايات التي ترويها لها والدتها منذ طفولتها المبكرة، والتي شكّلت جزءا من وعيها، وعززت شخصيتها، وأصبحت قادرة على القراءة في الرابعة من عمرها، لتبدأ قراءة القصص القصيرة المرفقة بالصور، ثم تطوّرت مهاراتها مدفوعة بتقليد والديها اللذين زرعا فيها هذا الشغف، ثم رغبتها في اكتشاف عوالم وتجارب جديدة”.
وتابع الكاتب في هذا العمل الموجّه للناشئة خاصة: “حققت عبير عزيم حلم الطفولة وصارت كاتبة مشهورة، وقارئة نَهِمَة آمنت بالتحدي القرائي وفازت في جل مسابقاته، انفجرت موهبتها في الكتابة جنبا إلى جنب مع تفوقها الدراسي، وأحرزت معدلات أشاد بها معلموها، فأضفت على المشهد الثقافي ببلادنا روح الصحوة والانبعاث”.
و”في وقت كثر فيه الاهتمام بالهواتف واللوحات ومواقع التواصل الاجتماعي”، يقدم الجزء الثاني من “حكاية بطل” هذه الكاتبة اليافعة بوصفها منتصرة للكتاب، ومعيدة لقيمته بالبلاد؛ بعدما “كسرت الصورة النمطية عن الجيل الذي يقال إنّ القراءة آخر اهتماماته، وإن وسائل التواصل سرقت كل وقته، وجعلته سطحياً يبحث عن المعلومة السريعة الجاهزة”.
وذكّر الكتاب بأنه إضافة إلى لقب “أصغر كاتبة في العالم العربي” الذي يرافقها منذ صدور مجموعتها القصصية الأولى وترسّخ بصدور روايتها “شمس بحجم الكف” سنة 2023، ظفرت عزيم بالجائزة الوطنية الكبرى للقراءة من شبكة القراءة المغربية لسنة 2020، وكان عمرها لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، كما تُوّجت بجائزة الديوان العربي من مصر في سنة 2021، وجائزة “إبداع” الثقافية سنتَي 2020 و 2021 على التوالي، وجائزة أحمد بوكماخ سنة 2021، كما حازت في السنة نفسها جائزة الإبداع الشبابي الوطني، وجائزة القصة القصيرة، وفازت بالجائزة الوطنية للمشروع الوطني للقراءة في فئة ‘التلميذ المثقف”.
ونقل الكتاب نصائح عبير عزيم لجيلها ومُواطنيها: “تنصح عبير الأطفال والشباب بالتقليل من استخدام الهواتف والأجهزة الإلكترونية، وملء أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع ويغذي عقولهم، وعلى الأهل أن يزرعوا في أبنائهم حبّ الكتب، وأن يقربوا إليهم القراءة في سنواتهم الأولى عبر القصص والحكايات المصورة، حتى يتمكنوا لاحقا من اكتساب هذه العادة التي تحصنهم ضد الجهل، وضد مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، أو إدمان الهواتف”.
ووفق ما توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، فقد قال كاتب السلسلة الجديدة كمال هلوان إن “أرض المغرب ولادة، من جيل إلى جيل، شباب وبراعم خلاقة، مواهب وطاقات جبارة (…) نذكر على سبيل المثال لا الحصر: الطفلة اليافعة الكاتبة هبة الله العلمي، الطفلة القارئة مريم أمجون، الطفل يوسف التازي أصغر متسلق جبال مغربي وعربي، الطفلة القارئة الحافظة للقرآن الكريم هاجر المرابط، الطفل المخترع محمد بلال حموتي، الطفل القارئ الحافظ للقرآن الكريم صهيب آيت خطر، الطفل الخطاط عبد الصمد سناح، الطفل الفنان التشكيلي زكرياء اشميط، القارئ الحافظ للقرآن الكريم عثمان مشاشتي، الطفل إيدر مطيع المبرمج العبقري، الطفل القارئ الحافظ للقرآن الكريم يحيى صدقي، الطفل ريان أيت الطاهر المبرمج النابغة، الطفل القارئ والإمام محمد رضا حمدان، والطفل الكاتب وائل احساين”.
ثم ختم الكاتب حديثه عن هؤلاء الأبطال، بتعبير السلسلة: “هذه نماذج مشرقة لأبناء هذا الوطن العزيز، تجاوزوا حواجز المستحيلات، فأذهلوا الأمم بروعة الإنجازات، حققوا البطولات ورفعوا سقف الطموحات، أشعلوا هِمَمَ الأطفال والشباب، وصاروا للصغار والكبار نِعْمَ القدوات، فهنيئا للآباء والأمهات ولجميع الأسر المغربية التي لها فلذات أكباد وتسهر على تقديم كافة أنواع الرعاية والتربية لهم وتضحي بالغالي والنفيس من أجل إسعادهم ومرافقتهم في رحلة النجاح، وأجمل المتمنيات بموفور الصحة مع أصدق الدعوات لبلوغ أعلى الدرجات، وحصد المزيد من النجاحات، لسفيرة الإبداع، الملقبة بنوبل المغرب، الجوهرة الثمينة، الطفلة الأديبة عبير عزيم”.