على أعتاب الموسم الدراسي الجديد 2024/2025، وتماشياً مع الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى توسيع عدد مؤسسات الريادة بإقليم تزنيت، تُثير بعض الممارسات في مديرية التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتزنيت تساؤلات حول جدية هذه الاستراتيجية وفعالية تطبيقها على أرض الواقع.
فبينما تسعى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى تعزيز مشاركة مؤسسات التعليم الابتدائي في مشروع الريادة، تُظهر إحصائيات مقلقة أن 90% من هذه المؤسسات في تزنيت، ذات الإدارة السلطوية، لم تنجح في ضمان مقعدها ضمن المؤسسات المعنية بالتوسع.
في هذا السياق، كشفت عدة مصادر مطلعة لنا أن السبب وراء هذا الفشل يكمن في عدم توحيد التصور وربط الخطوات بشكل فعّال من قبل مديرية التعليم بتزنيت، ما أدى إلى تباين النتائج بشكل كبير، وأفادت المصادر نفسها بأن 10% فقط من مؤسسات التعليم الابتدائي، ذات الإدارة المحنكة، نجحت في تنظيم عروض وورشات ولقاءات تحسيسية توعوية، وحققت نسبة نجاح 100% في إقناع وترسيخ وكسب رغبة طواقمها التربوية للمشاركة في مشروع الريادة على أرض الواقع، وأوضحت المصادر نفسها أن بعض المدارس الابتدائية في المجال الحضري لم ينجح مدبروها في التفعيل السليم للمذكرات المنظمة لمدارس الريادة، ما أدى إلى حرمان طواقمها من المشاركة في المشروع.
ولكنّ أخطر هذه الاختلالات يكمن في ضعف تدبير التكوين الخاص بمدارس الريادة، والذي سينطلق يوم الاثنين 27 مايو 2024 المقبل، تضيف ذات المصادر.
وأكدت المصادر التربوية التي تحدثت لنا أن مديرية التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتزنيت فشلت في توجيه استدعاءات المشاركة لجميع السادة الأساتذة المعنيين بالمشاركة، ما يُعدّ إهداراً لقيمة المشروع، حيث يُعدّ الأستاذ الفاعل الرئيسي لأي مشروع تعليمي. وأشارت إلى أنه رغم تحديد موعد انطلاق التكوين يوم الاثنين 27 مايو 2024، لا يزال الأساتذة المعنيون يجهلون مصير مشاركتهم، ما يُثير شعوراً بالضياع والفوضى في عملية التدبير.
ومن جهتهم، طالب المتصلون بنا بفتح تحقيق عاجل في هذه الاختلالات، ومحاسبة المسؤولين عن حرمان الأساتذة من حقهم في المشاركة في مشروع الريادة، وتعزيز الشفافية والمساءلة في عملية اتخاذ القرارات بمديرية التربية الوطنية بتزنيت.