يستمر مسلسل شد الحبل بين طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، ووزارتي التعليم العالي والبحث العلمي، والصحة والحماية الاجتماعية، فبعد أن كان من المبرمج أن يخوض الطلبة، اليوم الإثنين، مسيرة احتجاجية انطلاقا من ساحة باب الحد ، يجوبون من خلالها شوارع العاصمة، قررت السلطات أن تمنع ذلك، ليكتفي الطلبة بوقفة احتجاجية بالساحة، رددوا خلالها شعارات رافضة لاستمرار حالة الاحتقان.
وفي هذا الإطار، استنكر أحد أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، ما وصفه بـ قمع المسيرة التي كان من المزمع تنظيمها، يوم 6 ماي .
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لـنا ، أجلنا المسيرة لايجاد حل، حيث اعتبرنا أن تلك الطريقة هي التي ستنقص من الاحتقان وتشنج المواقف، على أمل أن يكون تجاوب فعلي مع رسالتنا .
وأكد عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، أننا لا نعلم لماذا لم يكن تجاوب معنا، هل لأنهم لا يتشاركون معنا هذا الهم ، مضيفا الطلبة لا يريدون سنة بيضاء، فنحن في ظل محاولتنا لفتح باب الحوار نجد أزقة الرباط أيضا مسدودة ، مشيرا كنا نريد أن نقوم بمسيرة سلمية، غير أننا منعنا .
وأضاف المتحدث ذاته، الطلبة قدموا من مختلف ربوع المملكة، من أجل مسيرة سلمية، مقتنعين بعد حوالي 5 أشهر من الإضراب أن الحضور من أجل استجابة مبنية على الحوار، فنحن منفتحون على الحوار، لكن لا نعلم إلى ماذا ستؤدي هذه المقاربة .
ومن جهته، قال روباي بلال ممثل طلبة طب والصيدلة وطب الأسنان بمدينة وجدة، هل هذا هو الحوار هل هذه هي حسن النية التي سنعبر عنها بعد المسلسل النضالي الذي بدأ منذ 16 دجنبر، اليوم نتواجد بالرياط، بعد تعبيرنا عن حسن نيتنا بتأجيل مسيرة 25 أبريل إلى 6 ماي، فإذا بنا نجد حصارا وتطويقا أمنيا رهيبا .
وأكد روباي في تصريح لـنا ، على حسن نية الطلبة، مضيفا نحن ندافع عن هذا الوطن الجريح، لكن الوزارات لجأت إلى المقاربة القمعية بدل الحوار، فهي دائما ما تتقن سياسة الأذن الصماء، نحن نريد الحوار والرجوع إلى المقاعد الدراسية، والمستشفيات، غير أن الوزارتين لا تريدان ذلك ، مشيرا إلى تصريح عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الذي تحدث عن الاستعداد لسنة بيضاء، مضيفا متى كان طلبة الطب والصيدلة يلجؤون إلى سنة بيضاء، نريد نقاش الملف المطلبي، وحلحلة الأزمة، وتجويد التكوين، نحن لا نريد أن تصبح العاصمة هي عاصمة الشكوى والمطالب بل نريد أن نقول بأنها مدينتنا، لا نريد أن نلج المدرجات قبل الحوار، قمنا ببادرة حسن نية، لكن وجدنا التطويق الأمني، هل نحن طلبة أم لصوص .
بدورها، قالت نرجس الهيلالي طالبة سنة خامسة بكلية الطب بالدار البيضاء، نحن اليوم في المسيرة الوطنية التي تم قمعها، حيث كنا نريد أن نظهر بأننا متشبتين بملفنا المطلبي، الذي تعتبر جودة التكوين أهم مطلب فيه، فلا يعقل أن طلبة يطالبون بجودة التكوين يعاملون بتطويق أمني كأنهم مجرمون .
وأكدت الهيلالي في تصريح لـنا ، أنه على المسؤولين أن يتعاطوا بشكل جدي مع أزمتنا، لا يمكن حل الأزمات دون فتح باب الحوار، عبرنا عن حسن النية، وأجلنا مسيرة 25 أبريل إلى اليوم، لا يعقل أن نبقى هكذا بعد 5 أشهر من الأزمة، يجب أن تحل الأزمة ويتم التعامل معها، نحن لا نريد سنة بيضاء، لكن إذا بقي الأمر كما هو عليه جاليا سوف نسير في اتجاه ذلك .
يذكر أن اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، كانت قد دعت لهذه المسيرة الوطنية، بعد بادرة تأجيلها لإظهار حسن النية .
واعتبر اللجنة السالف ذكرها، في بلاغ لها تتوفر لنا نسخة منه، أن مسيرة الصمود ، التي تنطلق من باب الحد بالرباط، تأتي في ظل غياب أي استجابة تذكر لندائهم من قبل المسؤولين، بعدما تم تأجيل المسيرة الوطنية من يوم 25 أبريل إبداء لحسن النية وتغليبا منا لصوت الحكمة ورزانة العقل كبادرة منا لطرق أبواب الحوار وترجمة لعزمنا على الخوض في جولات من النقاش المستفيض بنية إيجاد حلول واقعية وملموسة للأزمة القائمة منذ أزيد من أربعة أشهر .