recent
آخر المواضيع

من الأسرة إلى المدرسة.. مقترحات تروم محاصرة ظاهرة "التنمر" بين التلاميذ

Educa24
الصفحة الرئيسية


عاد موضوع التنمر إلى واجهة الجدال العمومي بعد نشر شخصية عمومية مغربية صورة لجسده كتحذير ضمني من مخاطر التنمر على البناء الشخصي للإنسان، وهو ما جلب تفاعلاً كبيراً انتهى بمقترحات من هنا وهناك اتفق بعضها على أن خلق شخصية مغربية متوازنة تتمتّع بمناعة يتم من خلال وضع مادة تربوية، يتم تعليمها منذ التعليم الأولي، تواكب نمو الطفل وتخول له سبل الوقاية من هذه “الآفة” التي لها “تداعيات نفسية خطيرة”.

“تصور راهني”

بشرى المرابطي، أخصائية في علم النفس الاجتماعي، قالت إن “الطريقة المخيفة التي انتشر بها التنمر في الأوساط الرقمية والمدرسية وغيرها، تجعلنا في حاجة إلى وضع تصوّر بيداغوجي لكي نستطيع تحديد اتجاهات التلميذ منذ المرحلة الأولية”، معتبرة أن “الاشتغال على الشق التربوي أساسي للقضاء على هذه الظاهرة التي لها تبعات نفسية”.

وأضافت المرابطي، في تصريح لهسبريس، أن المدرسة تحظى بأهمية كبرى متفق بشأنها في جميع الدراسات، عربية وغربيّة، خصوصاً الدراسات التي انطلقت من حقل علم النفس، وخاصة علم نفس النمو أو ما يسمى علم نفس الطفل والمراهق”، معتبرة أن “المدرسة مهمة في التنشئة الاجتماعية وفي تثبيت المفاهيم والنظرة للذات للآخر وللعالم، وكلما كان زرع القيم التي تنبذ التنمر والإقصاء في مراحل عمرية مبكرة، كانت النتيجة واضحة”.

وتحدثت الأخصائية في علم النفس الاجتماعي عن ضرورة أن “تكون هذه المادة في مرحلة التعليم ما قبل المدرسي، أي الأولي، ثم الابتدائي والإعدادي والثانوي”، وزادت: “طبعا التعليم ما قبل المدرسي، ابتدائي لأنه هو التعليم الأساسي، وهذه القيم حينما يتم تدريسها بطرق بيداغوجية هادفة بتمكن وتكوين الأساتذة في هذا المجال، ستكون قادرة على محاصرة الإشكال، خصوصا إذا تعاونت الأسرة”.

وأضافت أن “مرحلة المراهقة تعدّ بدورها محوريّة، فالتنمر يكثر فيها أكثر مما ينتعش في مرحلة الطفولة، لكون علاقات المراهق تكون أساسا حينها مع الأقران، وهي حقبة عمريّة من مراحل النمو لأنه داخلها تتشكّل نظرة للأشياء”، مبرزةً أن هذه المرحلة تجعل المراهق يمارس التنمر ويُمارس عليه دون وعي بالنسبة للضرر النفسي الذي يخلفه. ولهذا، فهذه المادة مطلوبة”.

“جهد مشترك”

إلهام بلفليحي، الكاتبة العامة للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، سجلت أن تنامي التّنمر يُسائل منظومة العلاقات الاجتماعية، وهو ما يتطلب العناية اللازمة بمسألة التّربية في المدرسة، لأن انخفاض تقدير الذات الذي يحدثُ على خلفيّة التنمر ليس مزحة، بل إنه خطير ويؤدي إلى اضطرابات كثيرة”، لافتة إلى اليابان التي تخصص سنتين من أجل التربية على القيم.

وأضافت بلفليحي، في تصريح لهسبريس، أنه “مع ذلك، علينا أن نحتاط بهذا الخصوص؛ لأن مادة واحدة غير كافية بالنظر إلى الدّور الأساسي للأسرة، حيث يمكن أن ينتشر التنمر، وأيضاً ممارسات المجتمع المغربي الذي يعرف أزمة قيم”، منبهة كذلك إلى أن “المادة لا يجب أن تركز على مفاهيم التنمر والعنف وكأنها تعيد تدويرها، بقدر ما هناك حاجة في نظري إلى تكييفها مع ميكانيزمات تقوية المناعة”.

وقالت: “علينا ترسيخ ثقافة التواصل البناء والاحترام وأسلوب الكلام وأسلوب المعاملة وتقبل الآخر وتقبل الاختلاف بمختلف أشكاله لدى التلميذ، وهذا أساسي وضروري”، مشددة في الختام على “تعزيز ذلك بمفاهيم المساعدة النفسية والاجتماعية في كل المدارس التعليمية وتفعيل وظائفها وأدوارها وتوزيعها حتى تتماشى مع التصور التربوي وتكون عنصرا حاسما في القضاء على جريمة التنمر”.

 

google-playkhamsatmostaqltradent