حذر وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد الطيف ميراوي، طلبة الطب والصيدلة من الاستمرار في خوض الإضرابات ومقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية لأزيد من 5 أشهر، معتبرا أن الوضع الحالي لا يبشر بالخير .
وقال ميراوي في الجلسة التي عقدت بمجلس النواب، اليوم الاثنين، إن الوضع الحالي لا يبشر بالخير وتمديد المقاطعة لا يسمح لنا بإيجاد بدائل لإنقاذ السنة الجامعية مردفا أنه إذا استمرت المقاطعة لفترة أطول سيكون لابد من التوجه نحو حلول آخرى، قد تؤدي إلى خسائر فادحة .
وفي سياق حديثه عن حجم الخسائر التي يمكن أن تكبدها سنة بيضاء بكليات الطب والصيدلة لخزينة الدولة، ذكَّر ميراوي بأن تكوين طبيب يكلف أكثر من مليون درهم أي بمجموع أكثر من 140 ألف درهم في السنة لتكوين الطلبة وبالتالي سنة بيضاء ليست فقط ضياع للزمن الجامعي .
وتابع المسؤول الوزاري أنه منذ بداية مقاطعة الطلبة للدروس النظرية والتطبيقية، فتحت الوزاريتين المعنيتين الصحة والحماية الاجتماعية والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار باب الحوار من أجل الرد بكل شفافية مشددا على أننا لبَّينا أكثر ما يمكن من المطالب المعروضة .
وشدد المتحدث ذاته على أنه عندنا قناعة بأننا في حاجة إلى تكوين أطباء من الجودة العالية مبرزا أن ما سيأتي خلال السنوات المقبلة يحتم علينا تكوين أطباء من الطراز العالمي .
وخاطب ميراوي طلبة الطب وأولياء أمورهم بلهجة لم تخْلُ من تهديد، قائلا: سيناريو 2019 لن يعيد نفسه بتاتا، وهذه ليست كلمتي فقط وإنما كلمة الحكومة كاملة .
وأورد الوزير الذي طوقته احتجاجات طلبة الطب والصيدلة منذ أزيد من 5 أشهر أنه لن يكون هناك دورة استثنائية وامتحانات الفصل الثاني قد تمت برمجتها في بداية يونيو المقبل مجددا طلبه إلى جميع الطلبة والآباء والأمهات والبرلمانيين أيضا لإقناع هؤلاء الشباب للالتحاق بكلياتهم لاجتياز امتحاناتهم .
وعن تجاوب وزارته مع مطالب الطلبة، أكد ميراوي أنه من أصل 50 مطلب حققنا 45، والخمس نقاط التي لم نستجب إليها هي في نظرنا غير مقبولة نهائيا موردا مثال عن هذه المطالب قائلا: هناك من يطالب بالمشاركة في انتقاء الطلبة الجدد واخرون لا يريدون القيام بالتداريب الميدانية على حد قول الوزير.
ولم يبد ميراوي استعداد وزارته للجلوس إلى طاولة الحوار مع الطلبة المحتجين، حيث قال إنه بالنسبة للحوار، أظن أن اليوم لم يبقى مجال للحوار الوطني نهائيا، وإنما يبقى الحوار على مستوى الكليات حيث يستقبل العمداء ورؤساء الجامعات الطلبة والطالبات لافتا إلى أن ما يمكن حله محليا سيتم حله محليا، وفي حالة الحاجة إلى تدخل الوزارتين لحل إحدى النقاط العالقة فنحن مستعدون لحله .
من جانبها ألحَّت النائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، نادية تهامي، على تجاوز الاحتقان المقلق والخطير في كليات الطب والصيدلة الذي فاق حدود المقبول بعدما تجاوز توقف الدراسة بهذه الكليات قرابة 5 أشهر .
وطالبت النائبة ذاتها استئناف الحوار مع الطلبة الذي تتحمل وزارتكم والحكومة تبعات تأخيره، حيث صار ضرورة قصوى ومستعجلة لتجاوز السيناريو الأسوء الذي هو سنة بيضاء أو بالأحرى سنة سوداء .
ولامت المتحدثة ذاتها ميراوي قائلة: ارتكبتم خطأً فادحاً بحل مكاتب الطلبة وإغلاق باب الحوار واللجوء إلى لغة التهديد والوعيد مستدركة مال هاد الطلبة شنو دارو؟ .
وانتقدت النائبة ذاتها اختزال مطالب طلبة الطب في رفض تقليص سنوات الدراسة من 7 سنوات إلى ست سنوات مسجلة أن المطالب الحقيقة للطلبة هي توضيح هيكلة مراحل تكوين الأطباء خاصة السلك الثالث وكذلك تجويد التكوين الطبي .
والتمست المتحدثة ذاتها من الوزير الوصي على قطاع التعليم العالي تغليب منطق الحوار والحكمة والنقاش لإيجاد حل سريع لهذه الأزمة مبرزة أن هادوك راهم وليداتنا ووليداتكم ومكانهم الطبيعي هو المدرجات الجامعية ومراكز التكوين .
من جانبه، علق إبراهيم اعبا، عضو الفريق الحركي بمجلس النواب، على الأسلوب الذي تحدث به ميراوي مع الطلبة من داخل القبة البرلمانية على أنه يظهر من خلال أجوبتكم أن الطريقة التي تتحاورون بها مع الطلبة هو حوار يطبعه التهديد مسجلا أن هؤلاء الطلبة يلزمهم حوار بطريقة آخرى واليوم الحوار متوقف من طرف الحكومة وليس من طرف الطلبة .
وأضاف اعبا أن الطلبة اليوم ينتظرهم مستقبل مجهول مبرزا أن الوزارة ليست لديها الشجاعة لاتخاد قرار جريء لوضع حد لهذه الأزمة والطلبة لا يطالبون إلا بتجويد تكوينهم وظروف اشتغالهم ومستوى تأطيرهم .
وفي رده على انتقاد النواب ل لهجة التهديد التي خاطب بها الوزير طلبة الطب، قال ميراوي إنه ليس من طبعي تسييس الأمور أو التهديد، ولكن طبيعتي هي التجاوب مع المشاكل التي تعرقل التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في بلادنا .
ودافع ميراوي عن إجراءات وزارته في كليات الطب قائلا ماشي غير فقنا صباح ا قلنا غادي نزلو من 7 سنوات ل6 سنوات مردفا هذه التحولات جاءت بناء على عمل يفوق سنة بمشاركة جميع المكونات والخبراء في المجال .