قام وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، اليوم الإثنين، بزيارة تفقدية لسير دورة تكوينية حول المستجدات التربوية لمؤسسات الريادة، بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات. وشكلت هذه الزيارة مناسبة لتفقد سير ورشات التقاسم لتملك طرق التدريس الجديدة والمقاربات البيداغوجية الفعالة لفائدة المفتشات والمفتشين التربويين المنخرطين في مشروع مؤسسات الريادة .
ويتم الاشتغال خلال هذه الورشات، على الأنشطة ذات الأثر الفعال لتجاوز صعوبات التعلم لدى التلميذات والتلاميذ في المواد الأساسية الثلاث بالسلك الابتدائي، وضمان اكتساب التعلمات وتفادي تراكم التعثرات.
وهكذا، عاين السيد بنموسى، خلال هذه الزيارة، ظروف وأجواء سير هذه الورشات، كما حضر جانبا من الحصص المبرمجة، والتي يستفيد منها 59 مفتشة ومفتشا تربويا بالجهة، من بين 407 مفتشا مستفيدا على المستوى الوطني.
وتندرج هذه الورشات في إطار التحضير لمرحلة توسيع نموذج مؤسسات الريادة بالسلك الابتدائي، من خلال انخراط ألفين مؤسسة تعليمية عمومية جديدة على صعيد المملكة خلال الموسم الدراسي 2025/2024، وهو ما سيمكن من استفادة ما يقارب مليون تلميذة وتلميذا من هذه المقاربات الفعالة مع انطلاق الموسم الدراسي المقبل.
وفي تصريح للصحافة بالمناسبة، سلط الوزير الضوء على أهمية هذه الورشات التكوينية، مشيرا إلى أن عملية تكوينية نظرية وميدانية انطلقت الأسبوع الماضي لفائدة قرابة 400 مفتشا إضافيا.
وأوضح أن هؤلاء المفتشين سيضطلعون بعدد من الأدوار المتمثلة أساسا في تكوين أساتذة مدارس الريادة التي ستفتح أبوابها السنة المقبلة، مضيفا أن الأمر يتعلق بحوالي 32 ألف أستاذة وأستاذ سيتم تكوينهم ابتداء من نهاية الشهر الحالي.
وأكد السيد بنموسى أن الاهتمام بتكوين الأساتذة يعد أساس الجودة التي تتطلع إليها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في مؤسسات الريادة.
من جانبه، أوضح مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الدار البيضاء سطات، فاضل دوحد، في تصريح مماثل أن المركز يحتضن هذا الأسبوع ما يناهز خمس ورشات للتكوين تهم تكوين المفتشين بالجهة.
وأوضح أن المفتشين المستفيدين من هذه الورشات سيعملون على تأطير الأستاذات والأساتذة، من خلال تقديم جانب نظري واعتماد التشخيص والمحاكاة، مما سيمكن أطر هيئة التدريس من اكتساب المهارات العملية وتحسين ممارساتهم المهنية باعتماد طرق جديدة ومقاربات بيداغوجية فعالة.
وبذات المناسبة، تفقد الوزير سير دورة تكوينية في مجال تدريس اللغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي، والتي تندرج في إطار تنزيل خطة الوزارة للتعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية بمؤسسات التعليم الابتدائي، من خلال توفير الموارد البشرية المؤهلة.
وتهدف هذه الدورة التكوينية إلى تعزيز قدرات أطر هيئة التدريس المتعلقة بمنهجية تدريس مادة اللغة الأمازيغية، وتعميق معارفهم في ديداكتيك هذه المادة ومواكبتهم في تنزيل المستجدات التربوية المرتبطة بها.
يشار إلى أن ورشات التقاسم هاته، تنظم في مرحلتها الثانية، خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 9 ماي 2024، وتتمحور حول مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب TaRL وأسلوب التدريس الصريح، وتشمل مصوغات حول بناء قدرات الأساتذة في تنزيل هذه المقاربات بالنسبة للغة العربية والفرنسية والرياضيات، وكذا آليات المواكبة والتتبع، وتجمع بين الشق النظري والشق التطبيقي داخل الفصول الدراسية باستعمال الأدوات البيداغوجية الخاصة التي تم إعدادها لذلك.
وستتوج هذه المحطة بتكوين 407 مفتشا تربويا في مقاربتي التدريس وفق المستوى المناسب والتدريس الفعال، ستوكل لهم مهمة تكوين 32.000 أستاذة وأستاذا على المستوى الوطني، خلال الفترة الممتدة من 27 ماي إلى 15 يونيو 2024 (الفوج الأول: من 27 ماي إلى 05 ماي، والفوج الثاني: من 06 إلى 15 يونيو).
من جانبه، يهدف مشروع مؤسسات الريادة إلى رسم معالم مدرسة عمومية جديدة، وذلك من خلال الرفع من جودة التعلمات الأساس والتحكم بها، وتنمية كفايات التلميذات والتلاميذ، باستثمار الطرائق والمقاربات البيداغوجية الحديثة والحد من الهدر المدرسي وتعزيز تفتح المتعلمات والمتعلمين.
ويرتكز هذا النموذج، الذي سيمكن من إحداث تحول شامل في أداء هذه المؤسسات التعليمية، على الانخراط الطوعي للفرق التربوية، مع توفير الظروف المادية والبيداغوجية والوسائل التكنولوجية اللازمة، وإرساء نظام للتكوين الإشهادي والتأطير عن قرب، واعتماد القياس والتتبع بصفة دورية ومنتظمة من خلال تقييمات موضوعية.