recent
آخر المواضيع

تلاميذ يكثفون الاستعداد لامتحانات نيل الباكالوريا بالإقبال على حصص الدعم

Educa24
الصفحة الرئيسية


بدأ تلاميذ المستويات الإشهادية بالمغرب التحضير بكثافة للامتحانات التي ستحل بعد أقل من شهر، بما فيها الامتحانات الخاصة بسلك البكالوريا، إذ من المرتقب إجراء امتحانات السنة الثانية بكالوريا ما بين 10 و13 يونيو المقبل بالنسبة لجميع الشعب.

ومع دنو هذه الامتحانات، التي تظل مهمة في تحديد المستقبل العلمي وطبيعة الاختصاص الذي يتم اختياره في الفترة الجامعية، باتت حصص المراجعة والدعم، سواء الحضورية أو التي تكون عن بعد، آلية يلجأ إليها التلاميذ، حسب طبقاتهم الاجتماعية، من أجل معالجة التعثرات الموجودة لديهم في عدد من المواد الدراسية.

وعلى الرغم من أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لجأت إلى تكييف برنامج الامتحانات مع واقع موسمٍ دراسي شهد إضرابات مطولة بفعل “أزمة” النظام الأساسي، فإن ذلك لم يكن ليوقف عجلة الدعم التربوي، التي لا تزال متواصلة خلال الفترة الراهنة، في انتظار وصول فترة الامتحانات التي ستكون الشهر المقبل، في تأكيد من التلاميذ على الرغبة في “تحقيق نتائج عالية”.

معالجة التعثرات

ليلى، تلميذة بثانوية رياض الزاهية التأهيلية بمدينة تامنصورت بإقليم مراكش، قالت: “لقد لجأت إلى تكثيف حصص الدعم خلال الفترة الأخيرة بعد أن تأكدت أن لدي بعض النقص في موادٍ من المنتظر أن أُختبر فيها بعد أقل من شهر من الآن، وقد اخترت إجراء الدعم في مادة الفلسفة التي تظل مادة مهمة، خصوصا بالنسبة لتلاميذ الشعب الأدبية”.

وأضافت ليلى، في تصريح لهسبريس، أن “أهمية امتحان البكالوريا قادني إلى القيام بحصص الدعم في هذه المادة، مما مكنني من إنهاء تحضيري للامتحان الخاص بها بشكل جيد مقارنة بالمواد الأخرى. كما أرى أنني بحاجة إلى حصص الدعم في مادة الإنجليزية، وأحاول كذلك التحضير لامتحان مادتي اللغة العربية والاجتماعيات اللتين تتطلبان الموازنة بين الحفظ والفهم”.

المتحدثة ذاتها التي تتابع دراستها في مسلك العلوم الإنسانية أشارت إلى “عدم انخراط كل تلاميذ البكالوريا في حصص الدعم المؤدى عنها، حيث يرتبط الأمر أساسا بالقدرة الشرائية لكل أسرة، فهناك من يقوم بالدعم في مادة واحدة وهناك من يقوم به بخصوص أكثر من مادة”، مضيفة “بالنسبة للتلاميذ الذين أعرفهم في محيطي، لم ينخرطوا في الدعم المؤدى عنه، واستعانوا بالمراجعة فقط”.

إقبال مشهود

قال ياسين زكراني، أستاذ مادة الفلسفة بمدينة أكادير ومقدم حصص الدعم عن بعد، إن “الدعم التربوي بات يجذب انتباه عدد من التلاميذ الذين يودون النجاح بأعلى النقاط لاختيار مؤسسات جامعية متميزة، إلى درجة أن آلية الدعم هذه لم تعد تقتصر على هذه الفترة فقط، بل تشمل السنة الدراسية ككل، إذ يُقبل عليها هؤلاء التلاميذ لتجنب ضغط الوقت”.

وبيّن زكراني، في الإفادة التي قدمها لهسبريس، أن “الشهر الأخير قبل حلول موعد الامتحانات عادة ما يعرف إقبالا مهما، إذ يتم فيه الاشتغال أساسا على طريقة الإجابة عن الامتحانات وليس فقط حفظ الدروس واستعراضها، فضلا عن الاشتغال على التقنيات المعرفية التي تمكن من التعامل بشكل جيد مع أسئلة الامتحان”.

ولفت إلى أن “هناك حرصا على تشجيع التلاميذ للحصول على نقط ممتازة في الامتحان الوطني، بالنظر إلى أن ذلك يظل في مصلحتهم لكونهم يظلون متبوعين بدراسات جامعية مصيرية، وفي مصلحتنا كذلك كأساتذة يحاولون الحفاظ على سمعتهم استعدادا للسنة المقبلة”، مضيفا أن “هناك فئة أخرى من التلاميذ الذين يحاولون الاستفادة من الدعم لاجتياز الدورة الاستدراكية كذلك”.

دعم للتعلمات

قال محمد بوجامع، أستاذ اللغة الإنجليزية ومقدم حصص الدعم التربوي لفائدة تلاميذ السنة الثانية بكالوريا، إن “الأمور تسير على ما يرام خلال الفترة الراهنة، على الرغم من سلسلة الإضرابات التي شهدتها السنة الدراسية الجارية، إذ تم تكييف البرنامج الدراسي مع هذه الوقائع لضبط المطلوب من التلاميذ الاطلاع عليه”.

وأكد بوجامع، في تصريح لهسبريس، لجوء أسر إلى “دفع أبنائها إلى الاستفادة من حصص المراجعة في مواد لديهم نقص فيها، خصوصا تلك التي تهم امتحان السنة الثانية بكالوريا، مما يساهم في معالجة التعثرات واستدراك النقائص لديهم، في حين تكتفي فئة أخرى من التلاميذ بالمنصات التعليمية المفتوحة، التي تكون متاحة للجميع بشكل رقمي لفهم الدروس بشكل أعمق”.

وبيّن أن “طريقة تقديم الدعم خلال الفترة الحالية قبيل حلول موعد الامتحانات تتم عبر التركيز بشكل أساسي على إعادة شرح الدروس بشكل مركز ومختصر، مع الأخذ بعين الاعتبارِ المهم والمفيد في عملية دعم التعلُّمات، مع الانفتاح على تجارب وأنشطة تربوية معززة”، مشيرا إلى “وجود انفتاح على حصص الدعم خلال السنوات الأخيرة من قبل تلاميذ المستويات الإشهادية من أجل الاستعداد للامتحانات بشكل معمق”.

تحقيق النتائج

أكدت شيماء راشيد، منسقة تربوية بمنصة الدعم التربوي “يُولْ”، المعطيات التي بسطها هؤلاء الأساتذة، حيث لفتت إلى أن “هذه الفترة تتميز بارتفاع ملحوظ في عدد التلاميذ الراغبين في الاستفادة من دروس الدعم استعدادا للامتحانات الإشهادية، إذ يتم تلقي طلبات واستفسارات مكثفة بخصوص كيفية تقديم الدعم اللازم للوصول إلى معدلات جيدة”.

وبيّنت راشيد لهسبريس أنه “يتم الاشتغال مع التلاميذ من أجل معالجة النقاط التي تحتاج إلى مزيد من التوضيح، خصوصا في مواد الرياضيات والعلوم والفيزياء والفلسفة، إذ تمثل دروس الدعم الرقمية إضافة هامة للتلاميذ، وتتم بسهولة ومرونة في الوقت والمكان، ومن الممكن لهذه الدروس أن تساهم في تحسين مستواهم التعليمي، وبالتالي تنعكس على نسب النجاح، مما يتطلب توفير الدعم اللازم والمتابعة المستمرة”.

 

google-playkhamsatmostaqltradent