recent
آخر المواضيع

طلبة الطب يرفضون "تهديدات ميراوي".. احتجاجات جديدة تنال دعم الأسر


في الوقت الذي كان مدعوا إلى فتح قنوات الحوار وتهدئة الأوضاع أبى عبد اللطيف ميرواي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إلا أن يخاطب طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بحدة، وقد أكد هذه الحدة كل من شاهد كلمته التي ألقاها بمجلس النواب، الاثنين الماضي.

وأبرز ميراوي وقتها أن الامتحانات ستكون في موعدها في بداية شهر يونيو المقبل، مع عدم التوجه نحو أي فترات استدراكية بالنسبة لغير الملتحقين من الطلبة بمدرجات الكليات لاجتيازها، مطالبا إياهم بالعودة سريعا وإيقاف المقاطعة، وأكد أن سيناريو سنة 2019 لن يعيد نفسه!

لغة الوزير وعدم إيجاده حلولا كفيلة بإنقاذ الموسم الدراسي، الذي يقترب من التوشح بالبياض، أعادت الاحتقان من جديد إلى الكليات المغربية، تزامنا مع استمرار توقيفات الطلبة وتوقيف تمثيلياتهم الطلابية، فضلا عن توزيع الأصفار عليهم. وتتدارس اللجنة الوطنية للطلبة المعنيين في الوقت الراهن تسطيرَ برنامجٍ نضالي جديد يعمق الأزمة أكثر مما ينهيها.

وانتقد طلبةٌ وآباءٌ ممن تحدثوا إلى هسبريس “طريقة حديث ميراوي وعدم توفيره للحلول المطلوبة، في الوقت الذي تتجه السنة الجامعية نحو المجهول”، مشيرين إلى أن “اللجنة الوطنية بصدد تسطير برنامج نضالي جديد يحترم مدة الإضراب الماضية، ويُرسل إشارة على ضرورة فتح الوزارة للحوار خلافا لما تدعيه”.

لا تضحية بفترة النضال

ياسر عاكف، عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أكد أن “الطلبة لم يتوصلوا بأي دعوات للحوار منذ فبراير الماضي خلافا لما يقوله الوزير الذي أشار إلى فتح باب الحوار”، مضيفا “من الخطأ التضحية بستة أشهر من النضال دون وجود ضمانات فعلية وحلول على أرض الواقع”.

وأشار عاكف، في تصريح لهسبريس، إلى أنه “من غير الممكن رفع المقاطعة بدون التوقيع على محضر يلزم الطرفين المتعاقديْن، حيث يظل ذلك من أدبيات وقواعد النضال المعروفة، في الوقت الذي يطلبون منا العودة إلى الأقسام وانتظار الحوار بدون الالتزام بأي شيء”.

وأبرز أن اللجنة المذكورة “تتدارس تسطير برنامج نضالي ستتم إحالته على الطلبة من أجل التصويت عليه، حيث نشتغل بطريقة ديمقراطية تحترم رغبات الطلبة، سواء في الاستمرار أو في التوقف”، لافتا إلى أن “أمورا يجب أن تتم معالجتها، بما فيها الاكتظاظ في الكليات والتداريب الاستشفائية، فضلا عن هزالة المنح التي تقدم كتعويضات عن الأخطار المهنية، والتي لا تكفي حتى لثمن النقل من المنزل إلى المستشفى مرورا بالجامعة”.

لا نرفض الحوار

إيمان آيت بن عمرو، طالبة في الصيدلة، أفادت أن “الحراك الطلابي المتواصل منذ أشهر يرمي أساسا إلى تجويد التكوين في الطب والصيدلة بالجامعات المغربية، حيث كان لا بد من التدخل من أجل التنبيه إلى عدد من المشاكل التي تعيق هذا التكوين، الذي يجب أن يكون في قمة الجودة لأننا نتحدث عن أطباء وصيادلة الغد، بما يتماشى وتنزيل النموذج التنموي للمملكة”.

وأضافت إيمان، في تصريح لهسبريس، “من غير الصحيح القول بأن الطلبة يرفضون الحوار، بل طالبنا به من مدة والدليل أننا التقينا آخر مرة بالوزارة في فبراير الماضي؛ ومنذ ذلك الوقت ونحن نطالب بفتح باب الحوار بشكل يساهم في إنهاء هذا المشكل، الذي لا يزال مستمرا ويهدد مستقبل الطلبة ككل، خصوصا بعد أن لجأت الكليات إلى طرد وتوقيف طلبة وحرمانهم من تمثيلياتهم الطلابية”.

وأبرزت أن “الوزارة عوض أن تفتح باب الحوار قامت بفتح باب التوقيفات والطرد، حيث تم توقيف طلبة بالرباط، فيما تم طرد اثنين بطنجة وثمانية بوجدة بعد أن قضوا سنوات في طلب التكوين الطبي والصيدلي، وهو ما يتعارض مع ضمان الحق في الإضراب والتعبير”، مؤكدة أن “اجتياز امتحانات الفصل الثاني يظل قرارا في يد الجموع العامة، التي ستقرر في الأمر رغم تهديدات الوزير”.

وتابعت قائلة: “كحسن نية منا قمنا سابقا بتأجيل المسيرة، التي كان مرتقبا تنظيمها خلال الأيام الماضية، وتقدمنا بطلبات لعقد جلسات للحوار، غير أننا لم نتوصل بأي شيء في هذا الصدد، مما يبرئ ذمتنا من رفض الحوار خلافا لما يتم الترويج له”.

دعم للأبناء وللمقاطعة

وفي حديثه لهسبريس لم يخف محمد جوهاري، وهو أب شابة تتابع دراستها بكلية الطب، مساندته للطلبة الذين لا يزالون مستمرين في تجسيد الإضراب للشهر الخامس على التوالي. وأكد أن “الأبناء يستحقون منا كل الدعم، ونحن ما زلنا نساندهم لأنهم في الأساس يريدون تجويد التكوين والرفع من مستواهم المهني لا غير لكونهم أطباء وصيادلة المستقبل القريب، والأمر ليس بالسهل”.

وسجل جوهاري “عدم وجود إرادة للإصلاح”، مشيرا إلى أن “الطلبة لا يزالون يعانون من الاكتظاظ في الجامعات في ظل تعامل الوزارة معهم كمجرد أرقام وليس كمهنيين يجب أن تهيّئهم لسوق الشغل عوضا عن القول بوجود الإصلاح”. وأضاف “حْنَا مع التغطية الصحية والبرامج الصحية ديال البلاد، ومع اولادناَ حتى نشوفو النية ديال الإصلاح عند الوزارة”.

 

google-playkhamsatmostaqltradent