وقفة فريدة جمعت أساتذة كلية أصول الدين التابعة لجامعة عبد المالك السعدي تضامنا مع فلسطين، ومطالبة لرئاسة الجامعة بإلغاء تنسيق علمي، وُقع سابقا بينها وبين جامعة حيفا الإسرائيلية.
تأتي هذه الوقفة في إطار موجة التضامن في جامعات أمريكية وأوروبية وفي دول أخرى خارج المنطقة الناطقة بالعربية، جمعت طلبة وأساتذة، عقب القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة الفلسطيني.
وذكر الأساتذة، في بيان صدر عن المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية أصول الدين، أنه “أمام إصرار الكيان الصهيوني الظالم على مواصلة مجازره في حق الشعب الفلسطيني الأبي، وأمام تورط قوى الاستكبار العالمي في دعم هذا الكيان المجرم بالمال السخي والسلاح الفتاك، وأمام استفحال ظاهرة التطبيع المشؤوم الذي وقعته بعض الأنظمة العربية، لا يسع الشعوب الحرة في العالم إلا أن تستنكر هذه الإبادة الجماعية وما رافقها من أفعال إجرامية وحشية أقدم عليها العدو الصهيوني في قطاع غزة أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، حيث بلغ عدد الشهداء حوالي 40 ألف شهيد وشهيدة، أغلبهم من النساء والأطفال، ناهيك عن هدم جميع المؤسسات التعليمية والصحية والدينية والاقتصادية والثقافية وتجريف الأراضي وتدمير البنية التحتية وتهجير المواطنين وتجويعهم وترهيبهم واغتيالهم في المساكن والمخيمات”.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال الزبير درغازي، رئيس شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة الكاتب المحلي للنقابة: “كانت المبادرة في البداية للمكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي، ونفذتها في مجموعة من الجامعات المغربية، وجاء نداء الأساتذة للمكتب المحلي بضرورة وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بشأن ما يقع في غزة من مجازر وقتل وتنكيل واعتقالات””.
وأضاف: “ما يطالب به السادة الأساتذة جميعا هو ضرورة سحب رئاسة جامعة عبد المالك السعدي الشراكة العلمية مع الجامعات الصهيونية، وقد سبق أن وقع أساتذة من كل الكليات التابعة للجامعة عريضة موجهة إلى رئاسة الجامعة لوقف هذه الشراكة”.
وفي الوقفة التضامنية مع فلسطين والمنددة بالاحتلال الإسرائيلي والتطبيع معه، عبّر الأساتذة الجامعيون عن تضامنهم “المبدئي والدائم مع الشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم”، وتنديدهم “الشديد بمختلف جرائم العدو الصهيوني في حق الفلسطينيين”، ودعوتهم إلى محاكمته دوليا”، مع استنكارهم “جميع أشكال التواطؤ والدعم الذي تقدمه بعض الدول للكيان الصهيوني في خرق سافر للقيم الإنسانية والمواثيق الدولية”.
ورفض الأساتذة المحتجون “كل أشكال التطبيع الذي أقدمت عليه بعض الدول العربية، ومنها المغرب، مع الكيان الصهيوني المجرم”، ودعوا “الحكومة المغربية إلى إلغاء اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني فورا وإغلاق مؤسسات التنسيق مع هذا العدو الغاشم”، مع مطالبتهم جامعتهم بـ”إلغاء الاتفاقية المشؤومة التي وقعتها مع جامعة حيفا”، ودعوتهم “كل الأساتذة الباحثين ومؤسسات البحث العلمي وطنيا وعالميا إلى مواصلة تضامنهم والتعبير عنه بمختلف الوسائل المشروعة، ومقاطعة كل أشكال التطبيع الأكاديمي وفضحها أمام الملأ”.
يذكر أن المشهد الجامعي والثقافي المغربي عرف، منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة عقب 7 أكتوبر 2023، توقيع أكاديميين عرائض تضامنية مع فلسطين، وتعبير آخرين عن تضامنهم عبر مقالات ومداخلات مصورة؛ فيما شارك جامعيون في وقفات ومسيرات بالمملكة نددت بالقصف الإسرائيلي ومطالبة بإسقاط التطبيع مع إسرائيل.