recent
آخر المواضيع

نتائج البكالوريا تفرح عائلات مغربية.. وتبريكات النجاح تغزو مواقع التواصل

Educa24
الصفحة الرئيسية

 


عجّت مواقع التواصل الاجتماعي منذ الساعات الأولى من أمس الأربعاء برسائل التهنئة والتبريك لفائدة الناجحين في الدورة العادية للامتحان الوطني لنيل شهادة البكالوريا، التي وصلت نسبة النجاح فيها إلى 67,8 في المائة، بزيادة عن السنة الماضية بحوالي 8 في المائة.

ولجأ مغاربةٌ إلى تهنئة أبنائهم وبناتهم وأفراد أسرهم باعتماد مناشير رقمية تبيّن حفاظ شهادة البكالوريا بمقدارها ورمزيتها في التصور العمومي ومدى كونها فرصة لافتخار الآباء بأبنائهم الذين يحققون معدلات جد مهمة تتناسب مع ما تشترطه المعاهد الأكاديمية الكبرى والمدارس ذات الاستقطاب المحدود.

وتقاسم آباء سعادتهم بنجاح أبنائهم وبناتهم بعبارات مفعمة بالفخر، حيث قال محمد في تدوينة له: “أشعر بالسعاة لنجاح ابنتي في السنة الثانية بكالوريا”، في حين كتبت مريم في تدوينة لها: “ابن أخي الغالي تفوق في الامتحانات.. مسيرة علمية موفقة له”، بينما قال حسام مخاطبا أخته التي نشر صورتها أيضا: “مبروك لنجاحك وبالتوفيق فيما هو قادم، وحظ موفق للمستدركين”.

وتحرص العائلات المغربية على جعل يوم الإعلان عن نتائج البكالوريا يوما احتفاليا بالدرجة الأولى، حيث عادة ما يدفع النجاح هذه العائلات إلى تهنئة وتكريم المتفوقين من أبنائها، في وقت ترتفع تكاليف الاحتفال أو “الزردة” والهدايا على قدر وضع العائلة اجتماعيا.

وأوضح سوسيولوجيون أن “شهادة البكالوريا ما تزال تحافظ على مكانتها المرموقة ضمن الشواهد الأكاديمية التي تستوجب في نظر العائلات المرور نحو تكريم الحائز عليها وتهنئته والافتخار به أمام العائلات الأخرى، خصوصا إذا كان من ذوي المعدلات العالية”، موردين أن “افتخار الآباء بأبنائهم في هذه المرحلة يعبر عن إحساسهم بكون استثمارهم المادي والمعنوي يقترب من إعطاء ثماره”.

تجدر الإشارة إلى أن أزيد من 245 ألفا من التلاميذ تمكنوا من النجاح في الدورة العادية لامتحانات السنة الثانية بكالوريا، منهم أزيد من 143 ألفا من الإناث اللواتي وصلت نسبة النجاح في صفوفهن إلى 72 في المائة، في حين استقرت لدى الذكور في حدود 62,6 في المائة.

إبراهيم الحمداوي، أكاديمي باحث في علم الاجتماع، قال إن “المغاربة شعب احتفالي بامتياز، حيث تغلب الاحتفالية على عيشهم في مناسبات مختلفة ويحرصون على اغتنام كل المناسبات وتطعيمها بلحظات من الفرح، ولعل الاحتفالات الأسرية بنتائج البكالوريا تبين استمرار الارتباط الأسري وافتخار الآباء بمجهودات أبنائهم”.

وأوضح الحمداوي، مصرحاً لهسبريس، أن “الآباء المغاربة يحرصون على الاحتفال بنجاحات أبنائهم كلما تجاوزوا مرحلة دراسية معينة كعربون شكر على عدم تخييب ظنهم ورفع اسمهم العائلي بالمناطق يقطنون بها، حيث كلما ارتقت العائلة اجتماعيا احتفلت بشكل أكثر رمزية بأبنائها”، موردا أن هذه المظاهر التي تستمر في زمن الفردانية على المستوى العالمي، تبرز بالملموس وجود ارتباط قوي للأسر بأبنائها على المستوى الوطني”.

وعاد المتحدث ذاته ليشير إلى أن النجاح في نظر المجتمع ما زال رهينا بالتفوق في مرحلة البكالوريا بنقاط عالية تخول لكل ناجح اختيار بعض المهن التي تظل في نظر العامة مشرفة ومرموقة، حيث يمكن أن يكون الأب أو الأم لم يتوفقا في حصد ما حصده ابنهما من نجاح، ولهذا يفتخران به ويعتبران أنه عوضهما فيما فشلا فيه”.

وذكر السوسيولوجي سالف الذكر أن “حتى الآباء المغاربة ما يزالون يراهنون على الاستثمار في أبنائهم بهدف الرقي اجتماعيا بالعائلة، إلى درجة أنهم يخصصون كامل اهتمامهم للعملية التعليمية للأبناء، على الرغم من أن ذلك يكلفهم ماديا”، متابعا: “ما يشد الاهتمام كذلك في هذا الصدد، هو الدينامية التواصلية بين أفراد العائلة الواحدة التي تتم خلال هذه الفترة على الرغم من أنها تكون راكدة على طول السنة، إلا أن مناسبة كهذه تعيد خلق هذه الروابط بين أفراد المنظومة العائلية والأسرية الواحدة”.

من جهته، قال فؤاد بلمير، باحث في السوسيولوجيا، إن “شهادة البكالوريا ما تزال محتفظة بمكانة مرموقة ضمن المنظومة التعليمية بالبلاد وعلى مستوى التصور المجتمعي كذلك، حيث ما تزال بمثابة طريق التلاميذ نحو رسم معالم مستقبلهم الأكاديمي والمهني، في وقت بات ولوج المدارس والمعاهد العليا والدراسة بالخارج رهينا بالتوفر على معدلات عالية، وهو ما تعتبر الأسر النجاح فيه بمثابة النجاح في اختبار مجتمعي”.

ولفت بلمير، في تصريح لهسبريس، إلى أن “لجوء العائلات إلى تهنئة أفرادها الناجحين في البكالوريا من بوابة مواقع التواصل الاجتماعي، يعبر عن افتخار هذه المؤسسات الاجتماعية بأبنائها ومباهاتها أمام العائلات والأسر الأخرى، خصوصا إذا كانت المعدلات جد عالية وتمكن أصحابها من ولوج معاهد ذات مكانة عالية في المنظومة الجامعية”.

وبيّن المتحدث أن “الاحتفاء في عموميته يجب أن ينضبط لمعطى النسبية، ويحترم كذلك شعور العائلات التي لم يتوفق أبناؤها في اجتياز هذه المرحلة بنجاح، في وقت تُبرز الاحتفاليات التي تتم في هذا الصدد فخر العائلات بأبنائها وصمود العلاقات الأسرية خلال الظروف الحاسمة في حياة الأفراد”.

google-playkhamsatmostaqltradent