recent
آخر المواضيع

خبراء: منظومة التعليم تهتم بالمعدلات .. وهذه نصائح لتفادي ضغط الامتحانات

 

خلال الأيام الماضية، عرفت البلاد حالتي انتحار في صفوف التلاميذ، إحداهما لتلميذة في مستوى الباكالوريا. وإن اختلفت الأسباب، يبقى موت صغار في مقتبل العمر أمرا غير مقبول، يرى مختصون أن له علاقة بأمور مختلفة نفسية ومجتمعية.

وشدد المختصون على أن الفشل الدراسي لا ينبغي أن يكون مسببا للتفكير في الانتحار، موضحين أن الفشل ربما يكون فرصة للتميز في الحياة.

وفي هذا الإطار، قال فيصل الطهاري، أخصائي نفسي كلينيكي معالج نفساني، إن “فئة المراهقين هي التي تكون في المقاعد الدراسية، وموضوع الإنتاج بالنسبة إليها هو التحصيل الدراسي والتحصيل العلمي. وللأسف، منظومتنا التعليمية تعطي أهمية كبيرة جدا لموضوع الكم بدل الكيف: الاهتمام بالمعدلات، الاهتمام بعدد الدروس والبرامج التعليمية، ونبتعد عن الجانب المرتبط بشكل أساسي بالجودة والمعلومات التي يكتسبها التلميذ”.

وقال الطهاري، ضمن تصريح لنا ، إن “هذه المنظومة هي كتحصيل حاصل تنتج تلاميذ يهتمون بالمعدلات وبالنجاح، والانتقال من قسم إلى قسم، بالتالي عدم تحقيق التلميذ معدلا يخوله الحصول مثلا على البكالوريا، يمكن أن يصبح معه إحساسا بالفشل”.

وأوضح الأخصائي النفسي أنه “حتى قبل النتائج يبحث التلميذ عن وسائل للغش، مما يظهر أن المهم بالنسبة إليه هو النتيجة المحصلة، وليس الكفايات المكتسبة، وحينما يصبح الهدف هو الحصول على البكالوريا، فإن الأمر في أذهان هؤلاء المراهقين يصبح مسألة حياة أو موت. وبالتالي، فالفشل في نيل شهادة البكالوريا يعد فشلا كبيرا جدا”.

وأكد المتحدث أن “الفشل في البكالوريا يمكن أن يكون مقدمة لنجاحات كثيرة، ومقدمة لمراجعة الذات لأخذ الأمور بجدية أكثر في السنة المقبلة، وعدم التفكير حتى في الغش في الامتحان، بل في الحصول على البكالوريا بكفاءة”.

ونبه الطهاري إلى أن “المسؤولية ملقاة أيضا على الأسر التي تضغط بشكل كبير على هؤلاء هؤلاء التلاميذ للحصول على هذه الشهادة مهما كلفهم الأمر، بل للأسف نرى أن الآباء يشجعون على الغش في الامتحانات، بل يشترون حتى الهواتف والمعدات الإلكترونية لكي يساعدوا أبناءهم في الغش”.

من جانبه، قال عادل الحسني، أخصائي نفسي واجتماعي، إن “الانتحار في ظروف ضغوط الامتحانات لم يرق إلى مستوى الظاهرة خلال الامتحانات، إلا أن حالتين صعقتا المجتمع وخلقتا العديد من الأسئلة التي تطرح نفسها لفهم هذا السلوك وتفادي انتشاره”.

وعن كيفية التخفيف عن المراهقين في ظروف الامتحانات كي لا تتطور الضغوط النفسية إلى التفكير في إيذاء الذات، قال الحسني ضمن تصريح لهسبريس: “لنسمعهم أولا أو نحفزهم برقة على الحديث، حين يتحدثون بحرية سنسمع فعلا ما يغذي قلقهم ويمكننا أن نطمئنهم. مثلا، منهم من يخاف أن يتعرض للكراهية أو النبذ إذا فشل، ومنهم يحس فعلا بأنه أصبح جثة تستهلك الطعام والمال دون فائدة! والكثير من المتخيلات التي على الوالدين والمحيطين التوضيح أنها غير صحيحة، وأن الأسرة في تعاون مستمر كي يكون الجميع مكتفيا ماديا واجتماعيا دون شروط تفوق الطاقة”.

وذكر المتحدث أن “حالات انتحار المراهقين تنتج بسبب عدم التفاعل الإيجابي مع حالة نفسية قاسية لمدة طويلة، فيكون ضغط الامتحان والتفكير في المصير عاملا إضافيا يخلف ضغطا رهيبا نحو الهروب للحل الكارثة، أو النتيجة المأساوية”.

أما عن كيفية التصرف في حالة العلم بمراهق يفكر في الانتحار، فرد الحسيني بأن “الاستماع والدعم غير المشروط، هما أهم مسعف يمكن اللجوء إليه إلى حين يتدخل الطب المختص في أقرب وقت”.

وتابع: “علينا الانتباه إلى أنه قبيل فعل الانتحار، يغيب وعي وإرادة المنتحر بفعل إفراز فيزيولوجي قوي ومؤثر، لذلك يتوجب علينا التوضيح للشخص المضغوط أنه متأثر بحالة تستدعي التدخل الطبي البسيط لتجاوز الحالة، ثم العودة إلى برنامج كاف للدعم النفسي”.

وختم الحسني بأنه “بالنسبة للمراهقين الذين يتحدثون مرارا عن تفكيرهم في الانتحار، فإنهم يجعلون نفسياتهم تحظى بفرصة التفريغ، مما يجعل فرص التنفيذ تقل، إلا أنه في جميع الأحوال وحسب الملاحظات العلمية، علينا التفاعل بإيجاب مع التغيرات النفسية للمراهقين بالاستماع إليهم دون تصحيحات زجرية ودعمهم دون شروط”.


google-playkhamsatmostaqltradent