recent
آخر المواضيع

تسريبات البكالوريا.. بدعة تسيء لتكافؤ الفرص والوزارة : محاولات محدودة

 
لحظات قليلة بعد فتح أظرفة امتحانات البكالوريا وبداية اختبارات المترشحين كانت كافية لانتشار صور أوراق ومواضيع امتحانات الدورة العادية، حيث تداولت مجموعات افتراضية تضم عددا من التلاميذ على منصتي فيسبوك و واتساب تختص في تسريب الامتحانات والأجوبة الخاصة بها، نسخا من الامتحانات ورسائل تتضمن إجابات عن معظم الأسئلة، في الوقت الذي اعتبرت فيه وزارة التربية الوطنية أن الأمر يتعلق بمحاولات محدودة للغش يتم التعامل معها وفق المسطرة .

ظاهرة تسريب الامتحانات وتداول الأجوبة بين التلاميذ والمترشحين لا تقتصر فقط على امتحانات الثانية البكالوريا وإنما اعتاد المتتبعون على رصدها في كل مناسبة يتم فيها اختبار تلاميذ الأولى بكالوريا أو الثالثة إعدادي عند كل موسم دراسي.

وعلق مصدر مسؤول من داخل وزارة التربية الوطنية على هذه السلوكات على أنها تتعلق بمحاولات محدودة للغش بعد انطلاق الامتحان وتوزيع المواضيع ، مشيرة إلى أنه يتم التعامل مع هذه الحالات بتطبيق المسطرة كما يتم خلال عملية التصحيح اكتشاف محاولات الغش .

وخلال الأسبوع الماضي، بمناسبة اجتياز المترشيحين لامتحانات الأولى بكالوريا، أسفرت العمليات الأمنية عن ضبط 66 شخصا على الصعيد الوطني، من بينهم أربع سيدات وستة قاصرين، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال ومخالفات مرتبطة بالغش في الامتحانات المدرسية والمشاركة فيها.

وتعليقا على هذه السلوكيات التي أعقبت انطلاق امتحانات البكالوريا، اعتبر الخبير في الشأن التربوي، عبد الناصر الناجي، أن الغش ليس مرتبطا فقط بالتلاميذ وإنما هو ظاهرة مجتمعية مستفحلة في جميع طبقاته ، مسجلا أن التطبيع مع آفة الغش أصبح يدفع بالشباب إلى اعتبارها حقا مشروعا ، مؤكدا أن محاربتها تقتضي مقاربة متعددة الأبعاد .

وفي سياق الحديث عن المقاربة الكفيلة بالحد من هذه السلوكيات التي تسيء إلى مبدأ تكافؤ الفرص بين المتمدرسين، ألحَّ الخبير ذاته على أن المدرسة هي المجال الأنسب لهذا الغرض من خلال وضع استراتيجية تربوية بعيدة المدى يكون هدفها ربط النجاح الدراسي بالاستحقاق الحقيقي .

ولم يبد الخبير التربوي اقتناعه بـ المقاربة الأمنية المبنية على المنع والزجر ، مسجلا أنها ليست إلا حلا مؤقتا ينبغي اللجوء إليه كمرحلة انتقالية، بحيث لا تتجاوز آلياته منع حيازة الهواتف النقالة والوسائل التقنية التي يستعملها بعض المترشحين في عمليات الغش .

وحذر المتحدث ذاته من التساهل ولو بشكل غير واعٍ مع هذه السلوكيات بمبرر توقف الدراسة لحوالي أربعة أشهر وعدم كفاية تدابير الوزارة لاستدراك الزمن الضائع، خاصة في ظل ضغط الوزارة التي تُلزم الأكاديميات بتحقيق نسب نجاح عالية في امتحانات البكالوريا تصل إلى 85 في المئة .

وعن جهود وزارة التربية الوطنية لتكييف البرنامج الدراسي مع خصوصية هذا الموسم، الذي توقفت فيه الدراسة بشكل متواصل بداية السنة الدراسية، سجل الناجي أنه رغم تكييف البرنامج الدراسي والامتحانات مع هذه الوضعية الاستثنائية، فإنه من المنتظر أن يجد المترشحون صعوبات في الإجابة عن أسئلة الامتحانات .

وخلص الخبير في الشأن التربوي إلى أن شهادة البكالوريا لم تعد تملك نفس القيمة التي كانت لها سابقا ، مستدلا بـ الغربلة التي تتم على مستوى التعليم العالي، بحيث يغادر 20 في المئة من الطلبة السنة الأولى وهو ما يعني أن الدبلوم لم يعد يعكس حقيقة مستوى المتعلمين .

google-playkhamsatmostaqltradent