لازالت أزمة طلبة الطب والصيدلة متواصلة بعد فشل الحوار الذي قامت به الحكومة مع ممثلي الطلبة، ومقاطعة أكثر من 94 % من الطلبة للامتحانات التي نظمتها وزارة التعليم العالي، واستمرار الإضرابات وعدم التحاقهم بفصولهم الدراسية، مما ينذر بسنة بيضاء.
في هذا السياق، قال النقابي الحسين اليماني، أن فشل الوزير عبد اللطيف الميراوي في إقناع الطلبة للعودة إلى المدرجات لاستئناف الدراسة، مظهر من مظاهر الفشل الأولى في إنجاح ورش تعميم التغطية الصحية، وأضاف أن إخفاق وزير التعليم العالي ومعه وزير الصحة، في وضع حد لمقاطعة طلبة الطب للدروس، يسائل الحكومة برمتها ويتطلب تدخل كل من له غيرة على مصالح هذا الوطن، والتعاطي الإيجابي مع مطالب الطلبة وإنقاذ الموسم الدراسي، وتعزيز متطلبات إنجاح الورش الوطني لتعميم التغطية الصحية والرقي بمستوى الأطباء والمستشفيات، والحد من الدفع المقصود للوبيات المتحكمة في القطاع الصحي بالمغرب.
واعتبر المصدر ذاته، أن تسجيل مقاطعة كبيرة بأكثر من 90 % للامتحانات في كليات الطب والصيدلة، تعد هزيمة للوزيرين الميراوي وأيت الطالب، وأنهما فشلا في إقناع الطلبة بالعودة إلى استئناف الدراسة وإنقاذ الموسم الدراسي من البياض، وحماية كل مصالح الوطن المرتبطة بذلك، مضيفا أن الأمر يتطلب إقالة أو استقالة هؤلاء الوزراء والشروع في استرجاع الثقة مع أطباء الغد والجلوس للحوار معهم.
ورفضت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب سيناريو السنة البيضاء الذي تتجه إليه الوزارة، معتبرة أنه قرار سياسي محض، وسيكون له أثر سلبي على المنظومة الصحية في المغرب، وتضع اللجنة علامة استفهام حول النية الحقيقية لنهج هذا الأسلوب، وقالت أن الاجتماع الوزاري الذي دعيت له، والذي حضره كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، لم ترق مخرجاته لتطلعات الطلاب، معتبرة أنه مجرد حوار صوري مبني على العرض فقط والوعود الشفوية.
وانتقدت اللجنة برمجة الامتحانات بعد عيد الأضحى مباشرة، معتبرة أن هذه الخطوة تعد إخلالا من الحكومة بالالتزامات المشتركة، التي من بينها التوافق على جدولة زمنية مناسبة للامتحانات، وأنها استغلالا صريحا لتضارب آراء الطلبة، مؤكدة على مواصلة النضال والمقاطعة لكل الأنشطة البيداغوجية، وعدم التخلي عن الطلاب الموقوفين، وتغليب المصلحة العليا للوطن بعيدا عن الحسابات السياسية، وأعلنت عن تسطير برنامج نضالي ميداني مباشرة بعد الامتحانات، وتنظيم حصص دعم عن بعد وطنية يشرف عليها الطلبة كمثال إضافي على روح التآزر والتعاون الطلابي بهدف استدراك الدراسة في ظل اللامبالاة بضياع الزمن الجامعي من طرف باقي المتدخلين، مع تأسيس خلايا استماع بمشاركة أطباء نفسيين لتجاوز الضرر النفسي.
بدوره، قال الحقوقي محمد الغلوسي: لا أعرف كيف يفكر المسؤولون وعلى رأسهم وزير التعليم العالي، الذي يردد أن باب الحوار مفتوح وفي نفس الوقت يعاقب الطلبة عبر مجالس تأديبية والتي تصدر عقوبات قاسية تصل إلى التوقيف عن الدراسة لسنتين في حق بعض ممثلي الطلبة، كما تم حل اللجان التي تمثلهم داخل الكليات! .
وأضاف المتحدث ذاته: طلبة في بداية مشوارهم وجدوا أنفسهم خارج الكليات لشهور طويلة، وأمامهم مسؤولين لا أعرف كيف تمكنوا من الاستوزار، بالله عليكم يا مسؤولي هذا البلد من اقترح الميراوي للاستوزار؟ وزير فشل فشلا ذريعا حتى في قيادة جامعة القاضي عياض يجد نفسه وزيرا للتعليم العالي وهو بنفسه لم يصدق ذلك .