recent
آخر المواضيع

صخب نتائج الباك يعيد سيناريو الضغط النفسي على الناجحين والراسبين

 
ساد الترقب والتوتر منذ الساعات الأولى من اليوم الأربعاء في صفوف التلاميذ الذين اجتازوا امتحانات البكالوريا في دورتها العادية لمعرفة النتائج النهائية لاختبارات الباك ، وهي اللحظة التي تشبه، في أجوائها وتوترها، مواعيد اجتياز الامتحانات والتي تعرف ضغوطا نفسية وأسرية يتحملها الناجحون من المترشحين كما الراسبين والمستدركين.

وعلى منوال لحظات الإعلان عن نتائج البكالوريا في السنوات الماضية، وجد الناجحون والراسبون والحاصلون على معدلات لاجتياز الدورة الاستراكية أنفسهم في مقاومة ضغوط نفسية وأسرية إما بسبب شبح مستقبل ما بعد البكالوريا بالنسبة للناجحين أو عند مواجهة الانتقادات والتشكيك في القدرات والإمكانيات بالنسبة للراسبين.

وفي هذا الصدد، ربط الخبير في السياسات التربوية العمومية، الحسين زاهدي، الضغط الذي يرافق مرحلة الإعلان عن نتائج البكالوريا بـ الصخب الإعلامي الذي يرافق هذه اللحظة ومتابعتها من المحيط الاجتماعي للمترشحين وخضوعها لتدخلات الآباء والأكبر سنا بشكل يوُهِم الكثير من التلاميذ على أنها لحظة مفصلية في الحياة .

وأضاف زاهدي، في تصريح لجريدة مدار21 ، أنه في جميع الأحوال، سواء النجاح أو الرسوب، يتعرض هؤلاء المراهقون لضغوطات نفسية رهيبة جدا ، موردا أن الضغط الذي يعاني منه الناجحون بسبب مباريات ولوج إحدى المدارس العليا يفوق بكثير الضغط الذي يتحمله الراسبون ، مواصلا أن الناجحين في حاجة إلى حسن المواكبة والحماية من الضغوط النفسية والاجتماعية .

وأشار المتحدث ذاته إلى عواقب تدخل بعض الآباء بقوة وسلطوية في تحديد اختيارات الأبناء في مرحلة ما بعد البكالوريا ، مسجلا أن هذا السلوك مرفوض بيداغوجيا وسيكولوجيا لكونه يتجاهل ميولات وقدرات التلميذ أو التلميذة .

وتابع زاهدي أنه في مثل هذه الحالات يتحول النجاح في البكالوريا إلى بداية فشل وانهيار فيما بعده من مراحل أكاديمية ، داعيا الآباء والآسر إلى الاكتفاء بالمصاحبة والتوجيهات العامة والمساندة المعنوية والمادية مع ترك حرية الاختيار للمعنيين أنفسهم .

وانتقد المتحدث ذاته تمثلات الآباء عن بعض التخصصات أو المهن التي قد لا توافق بالضرورة نظرة الأبناء إليها، بل وقد لا تكون صحيحة في أصلها ، مسجلا أن بعض الراشدين يعتقدون أن شباب اليوم غير مدركين وغير قادرين على تقدير مصلحتهم فيصادرون إرادتهم في التوجه والاختيار .

وعن حالات الرسوب في امتحانات البكالوريا، أردف زاهدي منتقدا ما يتعرض له الراسبون من ضغط اجتماعي ونفسي يشعرهم بالنقص والدونية ، مبرزا أن مثل هذه السلوكات تُسرِّب الشك في قدراتهم إلى نفوسهم وتُشْعِر الأسرة وكأن العار قد لحق بها .

وسجل المهتم بمواضيع التربية والتعليم سلبيات الهالة التي أصبحت ترافق امتحانات ونتائج البكالوريا باستحضار أجواء الامتحانات والنتائج قبل عقود حينما كانت تمر دون تهويل ولا تضخيم ، مسجلا أنه كان ينجح من يستحق ويستدرك أو يغير المسار من لم يفلح في النجاح .

وأورد الخبير في الشأن التربوي أن ما يترتب عن هذه الضغوط من آثار نفسية واجتماعية يلحق أضرارا بالغة الخطورة على الصحة النفسية للتلاميذ ، مشددا على أن المصلحة لهؤلاء التلاميذ تتلخص في تمتعهم بنمو شخصي واجتماعي سليم ومتوازن يؤهله لخوض غمار الحياة بنجاح وليس اختزال ورهن مستقبل شاب أو مراهق في اختبارات سنوية تحتمل النجاح أو الرسوب .

وخلص الخبير في السياسات التربوية إلى أنه ينبغي على الآباء أن يفهموا وأن يُقنعوا أبناءهم بأن التعثر هو فرصة ثمينة لاستخلاص الدروس وتصويب الأخطاء ، مواصلا أن هذه التعثرات قد تكون مدخلا مفيدا للنجاح إذا تم التعامل معها بعقلانية وهدوء .

google-playkhamsatmostaqltradent