كشفت مصادر مطلعة أن وزارة الداخلية وجهت تعليمات للسلطات المحلية بكافة العمالات والأقاليم المعنية بهدف العمل بتنسيق مع مختلف المصالح الأمنية وعمداء المؤسسات الجامعية، على اتخاذ كل الترتيبات الأمنية الكفيلة بضمان تنظيم الامتحانات المقررة بكليات الطب والصيدلة ابتداء من يوم 26 يونيو في ظروف عادية.
وأوضحت ذات المصادر أن الوزارة شددت على ضرورة تنزيل هذه الترتيبات لإحباط أي مسعى لتعطيل سير الامتحانات أو التشويش عليها، والتصدي لأي محاولات لتخويف أو ترهيب الطلبة المقبلين على الاختبارات.
وأكدت المصادر نفسها أن الهدف من هذا الإجراء هو ضمان اجتياز الطلبة للامتحانات في ظروف عادية، وذلك بعد التوتر الجديد الذي طبع هذا الملف.
وتجدر الإشارة إلى أن دخول وزارة الداخلية على خط أزمة طلبة كليات الطب يأتي في ظل وصول الحوار بين هذه الفئة والحكومة إلى الباب المسدود، حيث أعلن أطباء الغد عن مقاطعتهم لامتحانات الدورة الربيعية، بعد عملية التصويت التي تمت على مستوى الكليات وكشفت عن نتائج عالية في اتجاه المقاطعة.
اجتماع وزاري لتدارس الأزمة انعقد اجتماع وزاري بين وزير الصحة والحماية الاجتماعية، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، و الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، كما حضره كذلك عمداء كليات الطب والصيدلة، وممثلي طلبة كليات الطب والصيدلة، وذلك لتدارس مستجدات ملف طلبة كليات الطب والصيدلة بالمغرب.
وخلال هذا الاجتماع، أكدت الحكومة على تحملها المسؤولية كاملة بخصوص ضمان جودة التكوين الطبي ببلادنا، كما دعت إلى ضرورة تحمل جميع الأطراف لمسؤولياتهم في هذا الملف، لاسيما الطلبة وأولياء أمورهم، و الذي يجب أن لا يخرج عن طابعه التعليمي و التربوي.
وبخصوص التدابير الآنية المرتبطة باجتياز الامتحانات، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، عن افتتاح الدورة الربيعية يوم 26 يونيو، ودورتها الاستدراكية قبل متم شهر غشت مع برمجة امتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول في شهر شتنبر القادم.
وموازاة مع ذلك، أعلنت الحكومة استدراك فترات التدريب الاستشفائية التي تمت مقاطعتها، و تعويض نقطة الصفر من بيان النقط بالنقطة المحصل عليها خلال الدورة الاستدراكية للفصل الاول، مع إعادة البث في العقوبات تفاعلا مع المبادرة لاجتياز الامتحانات.
هيكلة التكوين ورفع التعويضات كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، التدابير المتخذة بعد انعقاد الاجتماع الوزاري، ومن بينها تفعيل الهيكلة الجديدة لنظام التكوين في الطب ابتداء من السنة الجامعية المقبلة (2024-2025)، والتي ستهم الفوج الجديد للطلبة الملتحقين بكليات الطب والصيدلة ابتداء من شتنبر 2024.
في هذا السياق، أفاد بايتاس بأنه سيتم اعتماد دفتر ضوابط بيداغوجية وطنية جديدة لدبلوم دكتور في الطب ونشره بقرار وزاري، وذلك في إطار مدة التكوين لست سنوات قصد الحصول على دبلوم دكتور في الطب، مع الحفاظ على القيمة الأكاديمية والقانونية للدبلوم.
ويشمل نظام التكوين الجديد، حسب ذات المتحدث، إدراج وحدات لتمكين الطلبة من كفاءات ومهارات في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي والطب عن بعد والتأهيل في طب الأسرة والمحاكاة، ومهارات حياتية وذاتية ولغات أجنبية، تتماشى مع تطورات الممارسة الطبية عالميا، فضلا عن اعتماد أنماط بيداغوجية جديدة ومبتكرة تضم التعليم عن بعد كنمط مكمل للتعليم الحضوري.
وبخصوص التعويضات المخولة للطلبة المتدربين الخارجيين لطلبة الطب و الصيدلة و طب الأسنان، أكد المسؤول الحكومي، أنه استجابة للمطالب المعبر منها، ستلتزم السلطة الحكومية المكلفة بالصحة بالرفع من التعويضات عن التداريب الاستشفائية الإلزامية المخولة للطلبة المتدربين الخارجيين المسجلين بالسنة الثالثة والسنة الرابعة والسنة الخامسة والسنة السادسة في الطب والصيدلة.