انتشرت مؤخرا ظاهرة تمزيق الكتب المدرسية، مع نهاية الموسم الدراسي أمام المؤسسات التعليمية، حيث أصبح الأمر يطرح العديد من التساؤلات حول الدلالات المتعلقة بهذه الظاهرة.
وتمثل المدرسة البيئة التربوية الثانية التي يقضي فيها الإنسان فترات طويلة من عمره، بدءا من الطفولة إلى المراهقة والشباب، وخلال تواجده فيها يتعرض إلى مواقف عديدة، منها ما هو إيجابي يساعد على النمو والارتقاء المعرفي والاجتماعي وتنمية روابطه، ومنها ما هو سلبي يشكل عائقا أمام التحصيل المعرفي و ومصدرا لانحلال وتدني السلوك والأخلاق.
وبحديثنا عن ظاهرة تمزيق الكتب المدرسية مع نهاية الموسم الدراسي وأمام المدارس، ترى زينة فريد أخصائية نفسية أن الأسباب والدوافع التي تدفع بالتلاميذ للإقدام على هذه التصرفات والأفعال، تختلف .
وأضافت الأخصائية في تصريح لـ بلادنا24 ، أن الشيء الملاحظ هو تنامي هذه الظاهرة وخصوصا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركتها بين التلاميذ عبر فضاء التواصل الاجتماعي وهو ما يستدعي تضافر الجهود لوقف هذه الظاهرة البعيدة كل البعد عن قيم المدرسة .
واعتبرت فريد أن القوانين الصارمة التي يتلقاها التلميذ قد تأثر سلبا على نفسيته مما ينجر عنه سلوك عدواني بمجرد نهاية السنة الدراسية ويخلق لنا مثل هذه الظاهرة .
وأكدت المتحدثة ذاتها، أن انعدام المرافقة البداغوجية والنفسية في المؤسسات التربوية أو عدم برمجت نشاطات ثقافية ورياضية مكملة للنشاطات التعليمية والتي من شأنها التخفيف من ضغوطات النفسية لدى التلاميذ من بين أسباب انتشار الظاهرة .
واعتبرت فريد أن وسائل التواصل الاجتماعي، ساهمت هي الأخرى في تنامي هذه الظاهرة، نظرا لانتشار التقليد، ومشاركة الأفعال بين الأصدقاء عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي
وقدمت الأخصائية مجموعة من النصائح من بينها: المرافقة النفسية والتربوية للتلاميذ ذو السلوك العنيف ومساعدتهم لتجاوز تلك الضغوطات النفسية باستخدام تقنيات بسيكولوجية ونفسية في مواجهة هذه الظاهرة، عوض معاقبتهم، إلى جانب تفعيل الدور التربوي والنفساني لأخصائيي علم النفس التربوي في مختلف الأطوار التعليمية .
كما اعتبرت المتحدثة ذاتها أن إشراك الأساتذة والمعلمين في عملية محاربة العنف خارج أسوار المدرسة، أمر ضروري من أجل محاربة هذه الظاهرة، بالإضافة إلى وضع برامج تدريسية في هذا الجانب وإعطائها الأهمية الكبرى في التقويم .
وشددت فريد، على التنسيق مع الأسر والأولياء للحد من ظاهرة العنف المدرسي، مع العمل على إشراك مختلف طبقات الأخرى للمجتمع في علاج الظاهرة السالف ذكرها